مصطفى فروخ في ضيافة “فيلوكاليَّا”
خصَّص “صالون فيلوكاليَّا الأَدبي” لقاءَه هذا الشهر للمبدع اللبناني الرائد مصطفى فرُّوخ، في ندوة حوارية مع ابنه هاني مصطفى فرُّوخ. حاورَهُ مديرُ “الصالون” الشاعر هنري زغيب، مستَطلعًا منه ذكرياتٍ وآفاقًا عن والده أَبًا وفنَّانًا.
صعب: أُمسية تُشْبه مبدعها
في غياب رئيسة “فيلوكاليَّا” الأُخت مارانا سعد (حاليًّا في أَميركا لجولة محاضرات)، افتتح الجلسةَ نائبُها الأَب فريد صعب، بكلمة جاء فيها: “بِاسم الأُخت مارانا سعد، أُرحِّب بكم إِلى دار تكريم الإِبداع في “صالون فيلوكاليَّا الأَدبي”… نجتمع هذا المساء حول اسمٍ ليس مجرَّد فنان بل هو ذاكرةُ إِبداعٍ لوطنِ الرسالة، ذاكرةٌ لونيّة حفرَت حضورَها في الوجدان اللبناني والعربي والعالمي”.
وأَضاف: “نجتمع في ليلةٍ من تشرين كي نحَيِّي روحَ مَن كان لفصول العمر ربيعًا دائمًا، وجعلَ من الريشة رسالةً وسلاحًا، ومن اللوحة نافذةً تطلُّ على لبنان الضوء والقرى النائمة على أَكتاف الجبال فوق أَنظار وديانها. هذا هو لبنان الذي قدَّسَه فرُّوخ بريشةٍ كرَّمَت بأَلوانها وُجُوهًا تختزنُ حكايات البحر الذي لا يكُفّ عن التنفُّس… إِنها ليلة المصطفى الذي اصطفاه الفنُّ جسرًا للمعجزات التشكيلية اللبنانية، وسفيرَ الريشة والقلم في سفارة الأَلوان النابضة بالحياة”.
وختَم: “في زمنٍ كان الفنُّ خلاله رفاهية نادرة، آمَنَ فرُّوخ بأَنَّ الجمالَ ضرورةٌ، والثقافةَ هُويةٌ، والفنَّ جسرُ التلاقي الأَنسب بين البشر. فالرحلة في أَعماله تُتيح لنا أَن نرى لبناننا كما لم نَرَهُ من قبل، وكما نريده أَن يكون… موعدُنا الليلةَ: أُمسيةٌ تُشْبه مبدعها، أُمسيةُ اللون والذاكرة ومستقبلٍ منشود، نهديها إِلى مبدع من لبنان: الكبير مصطفى فرّوخ”.
فرُّوخ المناظر والوجوه
تخلَّلَ الحوارَ بين هنري زغيب وهاني فروخ عرضٌ لثلاثِ فئاتٍ من أَعمال فرُّوخ: مؤَلَّفاته، لوحاته عن الطبيعة، رسومه للأَشخاص والوجوه. تحدَّثَ عن مؤَلفات والده الخمسة: “قصةُ إِنسان من لبنان”، “رحلةٌ إِلى بلاد المجد المفقود”، “الفنُّ والحياة”، “طريقي إِلى الفن”، “وُجُوه العصر بريشة فرُّوخ”. وشرحَ عن صورتَين لوالده: الأُولى للرئيس كميل شمعون يُوسِّم فرُّوخ سنة 1956، والأُخرى لفرُّوخ لدى صديقه ميخائيل نعيمه في بسكنتا.
في فئة لوحات الطبيعة، تحدَّث هاني عن مرافقَتِهِ والدَه غالبًا إِلى مرابع الطبيعة في بكفيا وضهور الشوير ودير القمر والعبادية وميروبا وصيدا وفيع وقرى في الجنوب، وأَماكنَ أُخرى كان فرُّوخ يقصدُها، ويرسمُ فيها أَحيانًا أَكثرَ من لوحةٍ في المكان الواحد، لأَن النور يتغيَّر في فضاء المكان بحسب دورة الشمس فوق المكان وتاليًا تتغيَّر ملامح النور والظل.
في فئة الوجوه والأَشخاص، تحدَّث هاني عن تركيز والده على النفسية لا على الشكْل المسطَّح، كما يظهر ذلك في الملامح ونظرة العينين كي تبدو الحالة النفسية في اللوحة أَو الرسم. وأَضاف أَنَّ فرُّوخ وضَعَ رسومًا، معظمُها بالحبر الصيني والقلم الرصاص، وقليلُها بالأَلوان المائية، ومخططات ودراسات بالقلم لبعض الوجوه وسَّعها تاليًا في رسم نهائي بالفحم أَو الرصاص. من الشخصيات: المير بشير، الياس أَبو شبكة، مارون عبود، إِميل إِده، حبيب سرور، ميخائيل نعيمه، أَمين الريحاني، مي زيادة، وسواهم.
تلت الحوارَ أَسئلةٌ من الحضور أَجاب عنها هاني فرُّوخ بالتفصيل. وختَمَ مديرُ “الصالون” الجلسةَ بإِعلانه موعدَ “الصالون” التالي مساءَ الإِثنين 15 كانون الأَول المقبل عن مار افرام السرياني.



