هل “داعش” هو “طروادة” أم الحصان الخشبي؟

بقلم إيلي صليبي*
إذا كان “حصان طروادة” أسطورة توارثتها الأجيال منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وتجنَّب “هوميروس” تأريخها لشكِّه في صحَّتها، فإنَّ تنظيم “داعش” يبدو كأسطورة، في ولادته العجائبيَّة، ونموِّه، وإنتفاخه، وجرفه مدنًا، وتماديه تمدُّدًا، وإجتياحه أمصارًا وعقولاً. فهل من شكٍّ ـــ بعد ـــ لدى “هوميريسيِّي” هذه الأيام، في وجوده، و”خوارقه”، وتهديده الأمن القومي للعالم مجتمعًا عليه لضبط حركته، وتبطيئه، وإبعاده من الدول ضعيفة المناعة، ولحصره، ومحاصرته، وحجره لمنع إنتشاره كـ”جرثومة” قابلة للفتك، وتفكيك أوصال مناطق تلو أخرى، بسلاح هو الأمضى، وهو الأقوى، لفاعليَّته في إستخدام “الله” قائدًا “للجهاد” في سبيله؟
والسؤال الذي لم يُطرح بعد، ربما لغاية في نفس كلِّ “يعقوب” متورّطٍ من قريب أو من بعيد في اللعبة الجهنميَّة، مراهنًا على ذكائه وغباء الآخرين، هو الأتي:
هل “داعش” هو “طروادة” التي أسقطها “الإغريق” بالحيلة بعد صمودها سنوات عشرًا، أم هو الحصان الخشبي الذي دخل بوابة المدينة العاصية حاملًا في جوفه هديَّة غير متوقَّعة دكَّتها من الداخل؟ أم هو شيء آخر؟
لماذا لا يكون الحصان قد “صُنع” في الغرب الأقصى” لإبعاد الشبهات، وشُحن بحرًا وبرًّا، إلى “الشرق الأدنى” لإستعادته فارغًا من “الإرهاب”؟
وهل دخول الحصان كالخروج منه؟
وماذا لو خرج الحصان عن طوع راكبه؟
الساخطون والمهلِّلون أمام حائط وهمٍّي، الويل إذا نطحوه، والويل إذا لمَّعوه.
وكلُّ كلام على شرق أوسط جديد يبقى أرحم من شرق أوسط قديم يعيد الحاضر إلى الجاهلية.

*******************
لتكن مشيئتك
كرَّرتني يومًا آخر…
فإقبلْ ولادتي الجديدة،
وإفتحْ نوافذَ نهاري على نورِك،
وأَغلقْ أبوابَ ليلي على ظلالِك.
وشئني ما تشاء،
وغمّس لقمتي بعرق جبيني،
وبلّل عطشي بندى عطفك على الأزهار،
ولا تدع يدي تمتدّ إلى معاجن الآخرين،
ولا تترك عينيّ مغمضتين أمام الهاوية.

*****************
دعني أترفّع
سجد الليل لك ونهض النهار إليك،
والكلّ يسعى إلى صيد رزقه،
فلا تدع يدي تغرق في الحرام،
وعيني تشتهي ما ليس لي،
وفمي يغرس أنيابي في عنق نعجة ضالّة،
وقلبي ينحرف إلى ربّي الثاني وغنى مالٍ لا يغنيني عنك،
ولساني يتجاوز النعم نعم واللا لا…
إلى ما يوقعني في الخطأ والخطيئة،
وعقلي يجرفني إلى مهاوي الغرور والأنانيّة والشكّ.
أعطني أن أترفّع فأرتفع إليك.
• كاتب وأديب وإعلامي لبناني، المدير العام السابق للأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال (أل. بي. سي.)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى