الجامعة الأميركية في البحرين: إضافةٌ مُلهِمَةٌ للتعليم العالي في المملكة!
إفتتحت الجامعة الأميركية في البحرين أبوابها في أيلول (سبتمبر) 2019 باعتبارها المؤسسة الوحيدة على الطراز الأميركي في المملكة الخليجية التي تفتخر حاليًاً ب14 مؤسسة للتعليم العالي في البلاد.
الدكتور جوزيف جبرا*
أُتيحَت لي الفرصة لزيارة مملكة البحرين في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الماضيين، واكتشفتُ بسعادة أنه بسبب موقعها الاستراتيجي، فإن الجزيرة هي البوابة الطبيعية لجميع دول الخليج، مع روابط وثيقة وسهولة وصول إلى المملكة العربية السعودية. كنتُ سعيدًا أيضًا لاكتشاف أن البحرين دولةٌ مضيافة ومتطلّعة إلى الأمام وليبرالية في الشرق الأوسط. لقد جذب موقعها وضيافتها والعديد من خيارات نمط الحياة فيها ملايين الزوار إلى شواطئها واختار العديد من المغتربين العيش والعمل هناك بفرح وسعادة.
كان أحد عوامل الجذب الخاصة بالنسبة لي هو القيمة التي يُعلّقها البحرينيون على التعليم. تمتلك مملكة البحرين أقدم نظام تعليم عام في شبه الجزيرة العربية. وقد تأسس هذا النظام في العام 1932، واستمر في التطور والازدهار بعد الاستقلال، الذي تحقق في 15 آب (أغسطس) 1971. كانت البحرين مُقتنعة بأن نظام التعليم السليم والقوي كان ركيزة قوية لتطورها وحافزًا قويًا لتصبح مركزًا رئيسًا للتعليم في منطقة الخليج.
سأُرَكّز في هذا المقال على جامعة جديدة تمامًا، الجامعة الأميركية في البحرين، وهي مؤسسة خاصة مُختلطة ومتمحورة حول الطلاب والتي بدأت الصعود إلى مكانةٍ بارزة في الجزيرة ومنطقة الخليج، وأبعد منها.
في العام 1927، إلتَحقَت أول مجموعة بحرينية للتحصيل الجامعي بالجامعة الأميركية في بيروت. في سعيها لتصبح مركزًا رئيسًا للتعليم العالي، لم يعد هذا هو الحال راهنًا، حيث تفتخر البحرين حاليًا ب14 مؤسسة للتعليم العالي تغطّي العديد من التخصّصات التي تتراوح من الطب إلى الهندسة، والهندسة المعمارية، والأعمال، والتكنولوجيا، والتحوّل الرقمي، والفنون، بإجمالي مئتين وتسعين برنامجًا دراسيًا.
لتتويج مسيرة المملكة لتصبح مركزًا بارزًا للتنوع وزيادته في التعليم العالي، افتتحت الجامعة الأميركية في البحرين أبوابها في أيلول (سبتمبر) 2019 باعتبارها المؤسسة الوحيدة على الطراز الأميركي في البحرين. أراد مؤسسوها إدخالَ شكلٍ مختلف ومُبتكَر من التعليم العالي إلى البلاد لخدمة المواطنين البحرينيين والمقيمين. يقع الحرم الجامعي المعاصر بمساحة 75,000 متر مربع في الرفاع، البحرين. إنه حرمٌ جامعي مُبتكَر وعالي التقنية يركّز على تعزيز التدريس والتعلّم التجريبي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب. وهو مُجَهّزٌ بالفصول الدراسية الحديثة والمكتبة والمختبرات، ويشمل مركزًا رياضيًا مع ملاعب وحقول داخلية وخارجية، ومنطقة واسعة للطلاب، وقاعة للمحاضرات والمؤتمرات والمناسبات الخاصة. يتم تقديم المناهج الجامعية في ثلاث كليات: الأعمال والإدارة، والهندسة، والإعلام والتصميم، مع ترخيص لتقديم ثلاثة برامج ماجستير، ماجستير في إدارة الأعمال (هذا الخريف)، ماجستير في الهندسة، وماجستير في إدارة الوسائط الإعلامية المتعددة. في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، أعلنت الجامعة الأميركية في البحرين عن إكمال شراكة أكاديمية مع جامعة ولاية كاليفورنيا، “نورثريدج”، وهي جُزءٌ من أكبر نظام جامعي في الولايات المتحدة. هذه الشراكة هي أيضًا الأولى في مملكة البحرين. تسعى الجامعة الأميركية في البحرين حاليًا للحصول على الاعتماد الكامل من الاتحاد الغربي للكليات والجامعات (Western Association of Colleges and Universities)، وستحصل عليها بلا شك في 2022-2023.
تتمتع الجامعة الأميركية في البحرين بروحٍ فريدة تُنَشِّطُ مجتمعها التعليمي المُتنامي والواعد. إن الالتزام العميق بنجاحها من قبل مجلسَين إداريَين، مجلس الأمناء المسؤول عن الشؤون الأكاديمية ومجلس الإدارة المسؤول عن الشؤون المالية، هو أمرٌ مُلهِم. إن التفاني العاطفي لطلابها وأعضاء هيئة التدريس والموظفين لإحداثِ فرقٍ كبير في تقديم تجربةِ تعليمٍ عالٍ فريدة للطلاب البحرينيين والإقليميين والدوليين يُعَدُّ أمرًا مثاليًا. كلٌّ من مجلسَي الأمناء والإدارة إضافة إلى عائلة الجامعة الأميركية في البحرين عازمون على إعداد طلابهم للتغلب بنجاح على تحديات “العالم الجديد الشجاع” الذي يتميز بثابت واحد: التغيير المتسارع!
تمتلك الجامعة الأميركية في البحرين أصولًا مُبهِرة تدفعها إلى الصدارة وتزوّد مجتمعها الملتزم بفرصةٍ فريدة للعيش بفخر في ظل مهمتها النبيلة، والاستيعاب بثبات قيمها الثمينة، والتنفيذ بعزم قوي لرؤيتها الحميدة، وتحقيق أقصى تطلعاتها بسعادة ورضا.
أنشأت الجامعة لنفسها مهمة رائعة لإتاحة العديد من الفرص المثيرة للطلاب البحرينيين والإقليميين والدوليين لتحقيق أعلى تطلعاتهم التعليمية والمهنية والشخصية. ولتحقيق هذه الغاية، تسعى جاهدة لتوفير بيئة تعليمية فريدة من نوعها يُحسَدُ عليها الطالب والتي تعزز الإبداع ضمن التنوّع، وتقدّر الاستفسار الفكري، وتشجّع السلوك الأخلاقي الذي لا تشوبه شائبة، وتساعد الطلاب على استيعاب المسؤولية الاجتماعية والمدنية. إن الجامعة عازمة على مساعدة “طلابها البحرينيين والدوليين المتنوعين على تحقيق تطلعاتهم الشخصية والمهنية في بيئة تعليمية مثالية تفضي إلى الإبداع والبحث الفكري والسلوك الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية والمدنية”. وتركّز المهمة على تخريج شبابٍ وشابات متعلمين و”مُوَجَّهين نحو العمل” و”جاهزين للتوظيف” فورًا!
أدت هذه المهمة المثيرة للإعجاب إلى خلق رؤية ملهمة، تتكوّن من جعل الجامعة الأميركية في البحرين الخيار الأول للطلاب للتسجيل وتحقيق إمكاناتهم الحقيقية. في الجامعة الأميركية في البحرين، سيكتسب الطلاب مهارات من العالم الحقيقي، والتي ستسمح لهم بالنجاح في بيئة محلية وإقليمية ودولية شديدة التنافسية. في هذه الجامعة، سيتعلم الطلاب أيضًا كيف يصبحون مفكرين نقديين، مضيفين التفكير الاستراتيجي والقيمة إلى مجالات تخصّصهم المتنوعة. هذا جُزءٌ مثير للإعجاب من بيان رؤية الجامعة التالي: “تتمثل الرؤية في جعل البحرين مركزًا إقليميًا للتعليم العالي الجيد، وإنتاج خرّيجين يتمتعون بالمهارات والمعرفة والسلوكيات المطلوبة للنجاح في الاقتصاد العالمي مع المساهمة في النمو المستدام والتنافسي للبحرين … مهمتنا ورؤيتنا تتوافقان مع الرؤية المنصوص عليها في استراتيجية مجلس التعليم العالي”.
كنتيجة للتدريس الإبداعي والتوجيه الممتاز وإثراء الحياة الطلابية، سيطوِّر طلاب الجامعة الأميركية في البحرين ثقةً كبيرة بالنفس ودرجةً عالية من الاحتراف وشعور قوي بالنزاهة. مع هذه الخلفية القوية والغنية، لا شك أن أصحاب العمل سيبحثون عنهم في جميع أنحاء العالم العربي وخارجه. والأهم من ذلك، سيتم ربط الخريجين البحرينيين بنمو ونجاح مملكة البحرين، ما يضيف قيمة إلى “قلوبها المُرَحِّبة”، وثقافتها الغنية والمُثرية، والتراث الوطني الرائع، والقوة الاقتصادية، والفرص التي لا حدود لها. من الواضح تمامًا أنه من خلال العيش الشامل لرسالتها وتنفيذ رؤيتها بدقة، ستساهم الجامعة الأميركية في البحرين بشكل كبير في جعل البحرين مرة أخرى مركزًا للتعليم العالي المُمَيَّز. وتُعتَبرُ العلاقة القوية والإيجابية مع الحكومة البحرينية ووزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي إضافةً رئيسة للجامعة الأميركية في البحرين ودافعها نحو التميّز.
الجامعة الأميركية في البحرين هي مؤسسة مُلهِمة مُكرَّسة للتميز في التعليم العالي وتتمتع بقدرةٍ على تحسين مستقبل شباب وشابات البحرين وتحويلهم إلى عوامل إيجابية للتغيير في مجتمعهم.
إنها مثالٌ يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها!
- الدكتور جوزيف جبرا هو أكاديمي لبناني، والرئيس الفخري للجامعة اللبنانية الأميركية (LAU).
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.