الأردن سعيدٌ بنهاية عهد ترامب ويُرَحِّب ببايدن

بقلم بروس ريدل*

في حين أن العديد من قادة الشرق الأوسط قلقون بالنسبة إلى الإدارة الأميركية الجديدة، فإن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يبدو فرحاً وسعيداً برؤية نهاية إدارة دونالد ترامب ويرحّب بجو بايدن. لقد تجاهل فريق ترامب فعلياً المملكة الهاشمية ومصالحها على مدى أربع سنوات. ومع أن بايدن لاعبٌ سياسي معروف في الأردن، لكن العلاقة ستحتاج إلى إصلاح.

المُعجَب الآخر بترامب في المنطقة هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يحتقره الأردنيون منذ العام 1997 عندما أمر بمحاولة اغتيال فاشلة لزعيم “حماس” آنذاك، خالد مشعل، في وسط عمّان. نقلتُ نداء الملك حسين الغاضب للرئيس بيل كلينتون، مُطالباً بترياقٍ للسم الذي تمّ استخدامه. كان ما يُسمى بـ”صفقة القرن” التي أطلقها ترامب بمثابة إعادة صياغة جبان للمطالب الإسرائيلية اليمينية، بما في ذلك ضم غور الأردن. ولم يلتقِ الملك عبد الله بنتنياهو منذ سنوات.

وكان الملكان حسين وعبد الله من المؤيدين المُتحمّسين للفلسطينيين، ويضغطان من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. بالنظر إلى أن غالبية الأردنيين من أصل فلسطيني، فإن هذا الأمر ضرورة خارجية وداخلية لعمّان. يتطلّع الأردن إلى استئناف الحوار الأميركي مع السلطة الفلسطينية. لذا زار رئيس المخابرات الأردنية، اللواء أحمد حسني، رام الله في نهاية الأسبوع الفائت للتنسيق مع السلطة الفلسطينية بشأن إعادة فتح العلاقات بين الفلسطينيين والإدارة الأميركية المقبلة، وكذلك مناقشة خطط إجراء انتخابات جديدة للسلطة.

الأردن، مثله مثل الجميع، يُصارع الوباء. كما أوضح زملائي بالتفصيل، فقد كان أداؤه أفضل من غيره، لكنه لا يزال يواجه معدلات بطالة عالية. تم إغلاق صناعة السياحة، والبتراء – جوهرة الآثار النبطية – فارغة. إن عبد الله لا شك يُرحّبُ بوعد بايدن بأخذ الفيروس كأولوية قصوى له.

زار بايدن الأردن كثيراً خلال عقود عمله كعضو في مجلس الشيوخ، وخلال ثماني سنوات كنائبٍ للرئيس. كثيراً ما توقّف في عمّان في طريقه من بغداد أو إليها. هناك أكثر من 3,000 جندي أميركي في الأردن، والعلاقات الأمنية ممتازة على الرغم من فتور العلاقات في القمة في السنوات الأخيرة. بدأت المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية للأردن في خمسينات القرن الفائت، وبلغ مجموعها ما يقرب من 25 مليار دولار منذ ذلك الحين، أي ما يقرب من ثلثي المساعدة الاقتصادية وثلث المساعدات العسكرية. أصبح الأردن حليفاً رئيساً من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العام 1996، ما يعني أن لديه إمكانية أكبر للوصول إلى التكنولوجيا المتطورة.

بالإضافة إلى التركيز على الوباء وإعادة بعض التوازن إلى النهج الأميركي تجاه القضية الفلسطينية، سيسعى الملك عبد الله أيضاً إلى اتباع نهجٍ أكثر تماسكاً بالنسبة إلى الأزمة في سوريا. وقد توترت علاقة عبد الله مع باراك أوباما في الولاية الثانية للأخير، بسبب إحباط الملك من نهج الإدارة بعدم التدخل في الكارثة السورية. لا يزال أكثر من 600 ألف لاجئ سوري في الأردن، وقد وضعت الحرب القوات الروسية والإيرانية على طول الحدود الأمنية الشمالية للأردن. ونفذ تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي هجمات في الأردن، بما في ذلك ضد القوات الأميركية. على الرغم من تضاؤل ​​المجموعة، لا تزال تُشكّل خطراً.

على بايدن دعوة الملك عبد الله والملكة رانيا للقاءٍ مُبكر في البيت الأبيض. في الوقت الذي تُعيد الولايات المتحدة تقييم علاقاتها مع البعض في المنطقة، وعلى الأخص المملكة العربية السعودية، يجب على الرئيس والكونغرس إعادة تأكيد العلاقات القوية مع محور المنطقة، المملكة الأردنية الهاشمية.

  • بروس ريدل زميل أول للسياسة الخارجية في معهد بروكينغز في مركز سياسة الشرق الأوسط، مركز الأمن و الإستراتيجية، ومدير التكنولوجيا – مشروع الاستخبارات. كان مسؤولاً سابقاً في ال”سي آي إي”.
  • كُتِب هذا المقال بالإنكليزية وعرّبه قسم الدراسات والأبحاث في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى