وسط تفشّي كورونا علينا ألّا ننسى اللاجئين والنازحين

بقلم كابي طبراني

خلال الأسابيع الستة الفائتة أو نحو ذلك، أصبح فيروس كورونا مُهَيمناً على حياتنا. نشراتُنا الإخبارية تغرق في أحدث الأرقام: أين انتشر؟ ما الذي تم إغلاقه؟ مَن مات؟… في معظم أنحاء أوروبا – وفي جميع أنحاء العالم، يُعتَبَر فيروس كورونا أو “Covid-19” هو الموضوع الوحيد للمحادثة والشيء الوحيد الذي يهمّ فيما تتضاءل أهمية كل شيء آخر بالمقارنة.

على القنوات التلفزيونية، وعلى المواقع الإخبارية، وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، وفي الصحف وعلى موجات الأثير العربية، يُهيمن الخطاب حول فيروس كورونا. إنه تذكيرٌ حقيقي للغاية بكيفية تغيّر طبيعتنا بشكل مفاجئ، ويُمكن أن تنحرف جانباً عن عوامل خارجة عن سيطرتنا وتتجاوز فهمنا إلى حد كبير. ومع ذلك، في الحقيقة، نحن محظوظون جداً – ومُتمَيّزون تقريباً.

بالنسبة إلى الجزء الأفضل من العقد الفائت، كان الوضع الطبيعي بالنسبة إلى الملايين في القرى والبلدات التي كانت تُشكّل سوريا ذات يوم، هو الرصاص والصواريخ والقنابل. أولئك المُتضرّرون والمتأثّرون جراء ذلك لا يعرفون ما إذا كان هناك غد لهم، ناهيك عن أسبوع مقبل أو شهر آتٍ.

وبسبب هذا اليأس، يعيش الملايين الآن مُزدَحِمين في ظروف صحية سيئة في مخيمات اللاجئين والنازحين (الرسمية وغيرها). وقد نسينا هذه الملايين إلى حد كبير. في الواقع، أصبحنا راضين عن محنتهم، غير مُتأثّرين ببؤسهم، غير حسّاسين لمعاناتهم.

تخيّل، إن شئت، كيف سيكون العيش والبأس والقنوط في أرض فالتة لا سلطة فيها لأحد، حيث الأمل الوحيد يكمن فقط بالحلم في حياة جديدة في مكان ما، في أحد الأيام، وذلك للحفاظ على التفاؤل وحافز على البقاء.

في هذا المزيج من البؤس والفوضى يأتي الخوف من أن فيروس كورونا قد يترسّخ، ومن أن التدابير الهشّة المعمول بها لتوفير جميع الخدمات، بما فيها أبسطها، سوف تكون عاجزة وغير قادرة ببساطة على التأقلم ومواجهة الوباء. إذاً، ما هي فرص الخروج من هذه المحنة  لمثل هؤلاء؟

إن الأمر ليس وقفاً على سوريا أو لبنان أو تركيا أو الأردن أو العراق. هناك ملايين آخرين مُعرّضون للخطر في بنغلاديش حيث هناك حشد كبير من اللاجئين من الروهينغا. ويُمكن قول الشيء نفسه عن المشردين في شوارع أوروبا وأميركا وأماكن أخرى في العالم.

عندما نتحدث عن التحفيز وعمليات الإنقاذ وتخفيضات الأسعار لحماية اقتصاداتنا في أعقاب واحدة من أكثر حالات تفشّي الفيروس فتكاً في المئة سنة الماضية، يجب أن نفعل المزيد للمُشرَّدين واللاجئين والنازحين أيضاً. يجب على العالم أن يفعل المزيد للمساعدة. هذا هو واجبنا المُلح والضروري في هذه الأوقات العصيبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى