الكلام ضد التصعيد لا يكفي

بقلم كابي طبراني

في أعقاب خطاب الولايات المتحدة التصعيدي الأخير ضد إيران ونشر بعض وحداتها البحرية، بالإضافة إلى عدد من قاذفات سلاح الجو في الشرق الأوسط، أعلن مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى إن طهران لا تأبه بالتهديدات الأميركية وهي مستعدة للحرب ضد واشنطن.
لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ذهب خارج الخط التصعيدي خلال زيارته بكين قبل بضعة أيام، ليؤكد للعالم أنه “لن تكون هناك حرب” بين بلاده وأميركا. ومضى ظريف إلى القول إن الرئيس دونالد ترامب لا يريد ذلك أيضاً. لقد ألمحت إيران إلى أن عدداً صغيراً فقط من المُتشدّدين في البيت الأبيض يطالب بالتصعيد بين الدولتين إلى شفا الحرب.
الواقع أن جميع الدلائل تشير إلى أن إمكانية نشوب صراع مسلح شامل بين الولايات المتحدة وإيران بدأت تتراجع في الوقت الحالي، على الرغم من أن الرئيس ترامب قد أمر أخيراً الديبلوماسيين والموظفين الأميركيين غير الأساسيين في العراق بالخروج من البلاد خشية أن يكونوا هدفاً لهجمات الميليشيات التي تعمل نيابة عن الجمهورية الإسلامية.
من المطمئن أن أياً من الطرفين لا يسعى إلى شن حرب في المنطقة، وأن ليست لدى أحدهما أي خطة لواحدة، على الأقل علناً، . ومع ذلك، فإن تخفيف حدة التصعيد من كلا الجانبين لا يُلغي الأسباب التي دفعت بالجانبين إلى حافة الحرب في المقام الأول.
لم يتغير شيء حقاً، باستثناء الخطابة والتصريحات ربما. ولا يكفي إنكار أي خطة للحرب من دون التعامل مع الأسباب التي أدّت إلى التوتر بين واشنطن وطهران. لا يزال الهجوم على أربع سفن قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من أسبوع من قبل عملاء مزعومين لإيران يطارد مخاوف العديد من الدول التي تعتمد على ممر الخليج المائي للحصول على النفط والغاز الضروريين. كما أن الهجوم الذي تبع على المنشآت النفطية في وسط المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيين قبل بضعة أيام يتعارض مع كلام إيران المهدّئ بأنها لا تسعى إلى صراع مع الولايات المتحدة.
إن الأعمال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، وإلى أن يتم دعم الخطاب المُناهض للتصعيد بالأفعال على الأرض، فإن احتمال نشوب صراع عسكري كبير بين أميركا وإيران يظل مرتفعاً.
يبقى هذا الإحتمال الكبير حقيقياً في الوقت الحالي، ما لم تحلّ ديبلوماسية حسن النية محل الإستعدادات للحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى