تزايد المنتزهات الترفيهية وشرائح كبار السن يُعزز قطاع السياحة في دبي

سجلت دبي خلال النصف الأول من العام الجارى رقماً قياسياً جديداً فى استقبال الزوار الدوليين ليبلغ عددهم 8.10 ملايين زائر، وذلك بزيادة طفيفة عن الفترة ذاتها من العام الفائت. وأكدت الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجارى بدبى (دبي للسياحة) إستمرار نجاح القطاع السياحي للإمارة والذي قُدّر حجمه بحوالى 109 مليارات درهم إماراتي مع نهاية العام 2017.

دبي – عمار الحلاق

تفيد المعلومات الرسمية بأن المتنزهات الترفيهية المتنوعة في دبي تحقق أرباحاً، حيث عرفت إرتفاعاً في الإقبال الأمر الذي دعم زيادة إيرادات السياحة، وبالتالي تعويض نمو أبطأ في مناطق أخرى من القطاع.
وقد أعلن أكبر منتزهات دبي، “دبي باركس آند ريزورتس” (Dubai Parks and Resorts)، بأنه شهد زيادة 33٪ على أساس سنوي في أعداد الزائرين في الأشهر التسعة الأولى من العام 2018، حيث إجتذب 1.96 مليون ضيف، وفقاً لمُشغّل المرفق “دي أكس بي إنترتاينمنتس” (DXB Entertainments).
ومن المتوقع أن يُترجَم التطوير المستمر لقطاع الترفيه العائلي في دبي إلى زيادة الإيرادات عبر قطاع الضيافة وما بعده، وفقاً لما قاله محمد الملا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة “دي أكس بي إنترتاينمنتس” التي تدير “دبي باركس آند ريزورتس” بالإضافة إلى مراكز جذب وأصول ترفيهية أخرى في الإمارة.
“ستساهم الزيارات التي يقوم بها السياح المتنزهون في زيادة متوسط مدة الإقامة في دبي لمدة 3.5 أيام” ، قال الملا. مضيفاً بأن “من شأن تعزيز السياحة الموجهة نحو الأسرة أن يشجع على زيادة الإنفاق وتكرار الزيارات”.
عند هذه النقطة، إرتفع معدل إشغال فندق “لابيتا” – وهو فندق عائلي على الطراز البولينيزي يشكل جزءاً من المجمع/ المنتزه – بنسبة 97٪ خلال الفترة عينها، من 30٪ في العام الماضي إلى 59٪ هذا العام.

أعداد السياح ترتفع ولكن بمعدل أبطأ

في حين شهدت المنتزهات الترفيهية الرئيسية في دبي زيادة ملحوظة في أعداد الزائرين، فإن النمو في أرقام السياحة العامة كان أقل وضوحاً.
لقد إستقبلت دبي 10.44 ملايين زائر دولي في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2018، مقارنة مع 10.40 ملايين سائح خلال الفترة نفسها من العام 2017. ويُمكن أن يكون النمو الأكثر ضعفاً في إجمالي الزوار مرتبطاً جزئياً بقوة الدولار الأميركي – الذي يرتبط به الدرهم الإماراتي – وهو ما يؤثر في الطلب من الأسواق الناشئة وزيادة تكاليف السفر لبعض السياح.
في الوقت نفسه، إنخفضت معدلات إشغال الفنادق والعائدات بشكل طفيف، حيث إنخفضت معدلات الإشغال من 76٪ في آب (أغسطس) 2017 إلى 75٪ في آب (أغسطس) 2018، ومتوسط إيرادات الغرف هبط بنسبة 24 درهماً (6.54 دولارات)، وفقاً لوزارة السياحة والتسويق التجاري.
يُمكن تفسير هذا التحوّل بشكل كبير من خلال زيادة العرض بالنسبة إلى الطلب، حيث إرتفع عدد الفنادق الفخمة ذات الأربع والخمس النجوم من 680 إلى 703 خلال هذه الفترة، مما أدى إلى زيادة عدد الغرف المتاحة بنسبة 6٪.

القطاع المتنوع هو مفتاح التنمية في المدى الطويل

وبينما يبدو الأداء العام للصناعة مستقراً، إلا أن الارتفاع الأخير في حضور المنتزهات يُبرز إمكانات النمو القوية لأسواق معينة.
وقال سمير حمادة، المدير العام لشركة السياحة الداخلية “ألفا ديستنيشن مانجمنت”: “إن تنويع أسواق المصدر أمر أساسي لضمان النمو المستدام. إن تعزيز الأسواق المتخصصة مثل سياحة المتقدمين في العمر يمكن أن يكون استراتيجية جيدة لزيادة الإيرادات في هذا القطاع، حيث أن كبار السن غالباً ما يحصلون على دخل أكثر قابلية للإستهلاك ، ونظراً إلى شيخوخة السكان في البلدان الغربية، فهناك سوق واسعة لهذا النوع من السياح”.
وفي إطار الجهود المبذولة لتحسين الاستفادة من هذه السوق، تم توفير تأشيرات تُتيح الدخول المُتعدّد إلى الإمارات العربية المتحدة للمسافرين الآتين على متن سفن سياحية – وكثير منهم يُشكلون جزءاً من مجموعة كبار السن. وتتوافق هذه السياسة مع مبادرة قامت بها محطة دبي للرحلات البحرية لخفض رسوم الموانئ بنسبة 50٪ لتشجيع المزيد من خطوط الرحلات البحرية للإستفادة من دبي كميناء وقاعدة للعمليات الإقليمية.
ويبدو أن هذه الجهود تحقق النتائج بالفعل، حيث إرتفع عدد ركاب السفن السياحية بنسبة 96٪ بين الموسم السياحي 2013-2014 و2016 – 2017.
وتتوقع السلطات إستمرار هذا الاتجاه، متوقعة أن يمر 725,000 سائح من السفن السياحية عبر دبي في موسم 2018-2019، الذي بدأ في أواخر تشربن الأول (أكتوبر). وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 825,000 في موسم 2019-2020.
يضع هذا النمو دبي على الطريق لتحقيق هدفها المتمثل في اجتذاب مليون زائر بواسطة السفن السياحية في 2020 -2021، عندما تفتتح شركة “كرنفال كروزز” (Carnival Cruises) بالشراكة مع شركة مِراس القابضة محطة جديدة في ميناء دبي قبل بداية الموسم. ومن المقرر أن يحتوي هذا المشروع الجديد، الذي تم الإعلان عنه في أيار (مايو) من هذا العام، على رصيف بطول 1 كلم يستوعب ثلاث سفن والتعامل مع 13,200 راكب في المرة الواحدة.