أبو ظبي تُطلِق مشاريع جديدة لتحفيز النمو في قطاع التجزئة
من المتوقع أن يدعم تحسّن الظروف الإقتصادية وزيادة أعداد السياح وإطلاق مشروعين رائدين النمو في قطاع التجزئة في أبو ظبي خصوصاً في قطاع الأغذية والمشروبات.
أبو ظبي – عمار الحلاق
في أواخر نيسان (إبريل) الفائت، أُعلِن في أبو ظبي عن البدء في أعمال البناء في “الريم مول” الذي تبلغ تكلفته 1.2 مليار دولار، وهو مركز تسوّق مختلط لتجارة التجزئة والترفيه يقع في جزيرة الريم.
سيضم “المول”، الذي تقوم الشركة المحلية “الفروانية للتطوير العقاري المحدودة” بتطويره، أكثر من 185,000 متر مربع من المساحة القابلة للتأجير التي ستكون مُتاحة عند إفتتاحه في أواخر العام 2020. وسيضم الموقع حوالي 450 متجراً بالإضافة إلى مناطق جذب أخرى مثل قاعات السينما ومنطقة ترفيه للأطفال وأكبر حديقة ثلجية داخلية في العالم.
وستحظى مجموعة من العلامات التجارية المحلية والإقليمية والعالمية بتواجد في المركز التجاري، بما في ذلك سينما فوكس “Vox Cinemas” الإماراتية، و”سنتر بوينت” (Centrepoint) للأزياء الشرق أوسطية، و متجر “نيو لوك” (New Look) للملابس البريطاني وسلسلة محلات السوبر ماركت الفرنسية “كارفور” (Carrefour).
ومن المتوقع أن يسجل موقع المركز التجاري في جزيرة الريم، والذي يجري تطويره أيضاً كمنطقة سكنية راقية يقطنها حوالي 200,000 نسمة، عوائد كبيرة، مع وجود سكان محليين وزوار من أماكن أخرى في الإمارة الذين سيأتون للتسوّق.
ومن المشاريع الأخرى التي ستعزز العروض مشروع “المارية سنترال”، وهو مشروع تجاري وترفيهي على مساحة 260,000 متر مربع في جزيرة المارية. ومع إكتمال أعمال البناء بنسبة 85٪ إعتباراً من أوائل أيار (مايو) الفائت، فمن المتوقع أن يفتتح المركز أبوابه بحلول نهاية العام، حيث سيستضيف 400 متجر للبيع بالتجزئة.
ومن بين المستأجرين الرئيسيين في هذا المشروع شركة متاجر التجزئة الأميركية “مايسيز” (Macy’s)، التي ستفتح أول متجر لها خارج سوقها المحلية، وشركة “بلومينغديلز” (Bloomingdale’s) الأميركية، مع أول متجر لها في أبوظبي.
قطاع الأغذية والمشروبات المستفيد الأكبر
أحد القطاعات الذي تم تعيينه كمستفيد كبير من هذه المشاريع الجديدة هو قطاع الأغذية والمشروبات. فمن بين 450 متجراً في “الريم مول”، سيتم تشغيل 85 متجراً في قطاع الأغذية والمشروبات، في حين سيتم تخصيص 20٪ من إجمالي مشروع التطوير في “المارية سنترال”، الذي يضم 400 متجر، لقطاع الأغذية والمشروبات، و10٪ للتسلية.
على المستوى الأوسع، وجدت الأبحاث الصادرة عن شركة الاستشارات العقارية “سي بي آر إي” (CBRE) في أيار (مايو) الفائت أن 25٪ من التوسع العالمي في تجارة التجزئة في العام 2017 كان في فئة المقاهي والمطاعم، أي بزيادة قدرها 9% عن نسبة ال16٪ المُسجلة في العام 2016. كما وجد التقرير أن غالبية تجار التجزئة الدوليين الذين دخلوا سوق أبو ظبي العام الماضي كانوا من قطاع الأغذية والمشروبات.
تحسّن الظروف الاقتصادية تدعم إنتعاش البيع بالتجزئة
يأتي التقدم في هذه التطورات الواسعة النطاق وسط تحسن آفاق قطاع التجزئة.
وعلى الرغم من إنخفاض مستويات النمو من خانة العشرات التي رأيناها في النصف الأول من العقد، من المتوقع أن يتوسع القطاع في جميع أنحاء البلاد بمعدل سنوي مركب يبلغ 4.9٪ حتى العام 2021، وفقاً لغرفة التجارة والصناعة في دبي.
في أبو ظبي، من المرجح أن يتم تعزيز نمو تجارة التجزئة من طريق زيادة أعداد السياح وعائدات السياحة. في العام الفائت، إستقبلت الإمارة 4.9 ملايين ضيف في الفنادق، بزيادة 10٪ عن العام 2016، في حين إرتفع الرقم على أساس سنوي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2018 بنسبة 10.9٪، مع زيادة عدد ضيوف الفنادق العالمية بنسبة 15.9٪ خلال هذه الفترة.
شعور المستهلك يشكّل تحدّياً لتوسّع القطاع
في حين أن الشروط الأوسع ينبغي أن تُبشّر بالخير بالنسبة إلى القطاع، إلّا أن التبريد أو الإنخفاض المحتمل لمشاعر المستهلكين قد يُعيق النمو.
وكان مؤشر “موني سمارت”، الذي أصدره بنك أبوظبي الإسلامي في أيار (مايو) الفائت، قد وجد أن المستهلكين يتّخذون موقفاً أكثر نفوراً من مخاطر الإنفاق، حيث قال 51٪ أنهم أضافوا إلى إحتياطاتهم النقدية وادّخروا معظم الشهور، مقارنة بـ24٪ فقط في العام 2014. وتتزامن هذه الأرقام مع إنخفاض أسعار النفط – والإيرادات الحكومية اللاحقة – في السنوات الأخيرة، وإدخال ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 ٪ في بداية العام 2018.
هذا النهج الأكثر حذراً من المستهلكين، إلى جانب التسليم المتوقع لـ 1.9 متر مربع من المساحة الجديدة المُتاحة للتأجير – ما يعادل 18٪ من المخزون الحالي – على مدى السنوات الثلاث المقبلة، يمكن أن يضيف ضغطاً على تجار التجزئة الذين يحاولون الحفاظ على مستويات الإقبال، بالإضافة إلى المطوِّرين على أمل رفع مستويات الإشغال.
لقد إنخفض متوسط الإيجارات على مساحات التجزئة في أبو ظبي بنسبة 8٪ على أساس سنوي في الربع الأول من العام، وفقاً لشركة الإستشارات العقارية “سي بي آر إي” (CBRE)، مع ملاحظة إنخفاضات كبيرة في المواقع الثانوية والخدماتية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.