اللاجئون السوريون بحاجة إلى كل مساعدة
كابي طبراني
التقدم الذي أحرزته قوات الحكومة السورية في الأيام القليلة الفائتة، بدعم بَرِّي من “حزب الله” وإيران وجوي روسي، وضع الطريق العملي ووضّح الصورة لما سيحدث في المرحلة الأخيرة من الهجوم على مدينة حلب. بغض النظر عن نتائج تلك المعركة، فقد أدّى التقدم إلى هروب أكثر من 75،000 شخص من اليائسين والمروَّعين من المدينة، في محاولة للبحث عن ملجأ عبر الحدود القريبة مع تركيا. ونظراً إلى الأهمية الإستراتيجية لمدينة حلب، فإذا ما وقعت تماماً تحت سيطرة القوات المتحالفة مع الرئيس بشار الأسد، فإن موجة ضخمة لمزيد من اللاجئين ستضطر إلى إلتقاط ما تبقى من حياتها المُحطّمة، والمخاطرة بإتباع وأخذ طريق “الشفقة” والنجاة إلى المنفى.
مع إستمرار هذا الهجوم الذي تدعمه روسيا، فإن بعض الطرق للحصول على مساعدات إنسانية الى حلب قد تمّ قطعه، وفقاً للجنة الصليب الأحمر الدولية، التي تحاول توصيل المياه إلى السكان المُحاصَرين بسبب توقف نظام توزيع المياه في المدينة عن العمل.
لقد شهدت السنوات الخمس الماضية تشرّد نصف عدد السكان في سوريا إمّا داخلياً، حيث يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية – الثلث منهم فقط يحصل على المياه العذبة، وستة ملايين طفل صاروا مُشرَّدين – أو البحث عن ملجأ في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة. علماً أن تقريراً جديداً صادراً عن “المركز السوري لأبحاث السياسات” خلص إلى أن 470,000 شخص – 11.5٪ من عدد سكان سوريا – لقوا مصرعهم من جرّاء المعارك الحربية.
وإذا كانت هذه الحرب عاثت خراباً في بلاد الشام، فهي قد صدّرت تداعياتها أيضاً إلى الجيران…
لقد تضاعف لبنان سكانياً وعانى إقتصاده من خسارة تبلغ 13 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي نتيجة لأزمة اللاجئين. ويفيد الأردن أن الحجم الهائل للاجئين السوريين فاق قدرته على الإستيعاب ويحتاج إلى حقنة مالية فورية لا تقل عن ملياري دولار لمجرد توفير الغذاء والمأوى. كما أن لدى تركيا نصف مليون لاجئ يعيشون في مخيمات، مع آلاف عدة متوقَّعة من الموجة الكارثية للهجوم على حلب.
وعلى الرغم من وعود الدول العالمية أخيراً في مؤتمر لندن بتوفير 11 مليار دولار من المعونة لمساعدة الملايين من اليائسين والمفقّرين السوريين، فلا يزال ذلك غير كاف. الأمر الآن متروك لكل واحد منّا في العالم العربي الواسع للمساعدة. ماذا فعلت؟ هل يمكنك ان تُعطي أكثر من ذلك؟ أو هل يمكنك النوم في الليل مع العلم أنك لم تُساعد؟