عِبرةُ الزلزال المُدمّر والحزنُ على الضحايا

عرفان نظام الدين*

بكينا حتى جفّت الدموع ونزفت العيون دمًا على ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، قتلى وجرحى ومصابين ومشردين.
فجعنا بإخوانٍ لنا يموتون تحت أنقاض منازلهم، أو ما زالوا يعيشون الموت المفجع ويتمسّكون بشعلةِ أملٍ بامتداد يدٍ لإنقاذهم. وبلغت المأساة ذروتها بمأساة المفقودين بينهم أطفال فقدوا أهاليهم وأباءٌ وأمهات يبحثون عن أطفالهم بين الركام.
يعتصرُنا الألم ونحن نشهد تكرارًا عدم الاستعداد الفوري عند وقوع أي كارثة، ونحن نؤمن بأن الوقايةَ خيرٌ من ألف علاج. وزاد من فزعنا حجم الدمار والخوف من غضب الله من الحال الذي وصلنا إليه. وفي المقابل فوجئنا بتمييزٍ جائر من قبل بعض الدول العربية والأجنبية بين سوريا وتركيا كأنَّ الضحايا السوريين غير جديرين بالحياة والإنقاذ في انتهاك صارخ لحقوق الانسان.
الألم يعتصرنا، والكابوس سيظل يلاحقنا ونحن لا نملكُ إلّا أن نبتهلَ إلى الله أن يحفظنا ويعفو عنّا بعد أن انتشر الفساد، وكثرت الذنوب التي يمارسها البعض، ولا خلاص من هذه الكوارث إلّا بالعودة إلى الصراط المستقيم والتخلي عن الممارسات والإحصاء والخطايا ولا بدَّ من التحضّر الجدي لمواجهة الطوارئ فورًا.
والخطوة الأولى في هذا المجال تكمن في نبذ الحروب، واستخدام الفورة في معالجة الخلافات والتخلّي عن الصراعات والطائفية والمذهبية وفتح أبواب المشاركة في تحمل المسؤولية ليس في الحكم فحسب بل في مواجهة الأوضاع والكوارث، وهذا لن يتحقق إلّا بمدّ اليد للآخر من أجل المصالحة بين الدول والمواطنين والحكام والمحكومين.
ولا بدَّ هنا من توجيه نداء عاجل إلى الأفراد والدول العربية والأجنبية لإصلاح الخطأ والمسارعة لنجدة المنكوبين. ولا بدّ من مشاركة كل المكونات الوطنية من رجال الأعمال والصناعيين والفنانين والمغتربين لإنشاء صندوق لإعادة إعمار ما تهدّم، والتعويض على المتضررين بدون أي تأخير. ولكل مؤمن نصيب ويا أمان الخائفين.

  • عرفان نظام الدين هو كاتب، صحافي ومحلل سياسي عربي مقيم في لندن. كان سابقًا رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى