خطٌّ أحمر أميركي لإيران؟

أعلن الإتحاد الأوروبي، في 26 كانون الأول (ديسمبر)، أنّ الجولة الثامنة من المفاوضات بين إيران ومجموعة (4+1) حول الاتفاق النووي ستُعقد يوم الاثنين في 27 كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، ومن المتوقع أن لا تؤدي إلى نتيجة. لذا يُطالب بعض الخبراء بأن على أميركا أن تُقرّر ما هي الخطوات النووية التي تستحقّ الردّ العسكري.

المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس ابراهيم رئيسي: قيادة متشدّدة ولكن…

إريك برِوير ونيكولاس ميلر*

عرّضَ توسّع برنامج إيران النووي والتباطؤ على طاولة المفاوضات خطط الولايات المتحدة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة مع طهران للخطر، ما أجبر واشنطن على التفكير في بدائل من الديبلوماسية. في حزيران (يونيو) الفائت، وعد الرئيس جو بايدن بأن إيران “لن تحصل أبدًا على سلاح نووي في عهدي”. في الشهر الماضي، صرّح روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص لإيران، أن الولايات المتحدة “لن تقف مكتوفة الأيدي” إذا اقتربت التطورات النووية الإيرانية من مستوى مُعيّن خطير، مُردّدًا تعليقاته السابقة بأن “جميع الخيارات” ستصبح مطروحة إذا فشلت الديبلوماسية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها الولايات المتحدة جميع الخيارات على الطاولة لمنع إيران من صنع سلاح نووي. في الواقع، كلُّ رئيسٍ أميركي منذ جورج بوش الإبن أعلن ذلك. خلال معظم هذا الوقت، كانت أميركا تتمتّع برفاهية عدم الحاجة إلى التفكير بشكلٍ ملموس للغاية بشأن ما هو الأمر الذي قد يُطلِقُ الخيارَ العسكري لأن برنامج إيران كان على بُعدِ أشهر عديدة إن لم يكن سنوات من امتلاك المواد اللازمة لصنع قنبلة. لكن هذا الترف قد ولّى. أصبح برنامج إيران النووي أكثر تقدّمًا اليوم نتيجة انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي في العام 2018. طهران قريبة جدًا بالفعل من العتبة النووية. قد يكون “وقت الاختراق” – وهو ما يعني مقدار الوقت الذي تحتاجه طهران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المُخصَّب لصنع قنبلة – قصيرًا يصل إلى شهر في الوقت الحالي – ويصبح أقصر. وفقًا للمفتشين الدوليين، تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة (مسافة شعرة من 90 في المئة تُستخدَم عادة للأسلحة النووية)، باستخدامِ أعدادٍ أكبر من أجهزة الطرد المركزي المُتقدّمة التي تُخصّب بشكلٍ أسرع، وإجراء تجارب بمعدن اليورانيوم التي من شأنها أن تُساعد على التسليح. على الرغم من أن إيران ربما لا تزال بحاجة إلى عام أو عامين لإنتاج سلاح نووي يُرَكَّب على صاروخ، إلّا أن هذه الأنشطة سيكون من الصعب اكتشافها ووقفها لأن المُفتّشين لا يتتبعونها أو يراقبونها.

نظرًا إلى هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، يجب على إدارة بايدن أن تُفكّر مليًّا في ما هي التطورات النووية الإيرانية التي ستكون غير مقبولة حقًا للولايات المتحدة والتي تستحق التهديد باستخدام القوة العسكرية لمنعها. ببساطة، ما هي الخطوط الحمراء لواشنطن؟

يجب أن يكون هدف الولايات المتحدة هو ردع إيران عن دفع برنامجها النووي إلى عتبة التسلّح والأسلحة، وتجنّب سيناريو يصبح فيه من المستحيل تقريبًا عليها منع إيران نووية. من خلال تجنّب أسوأ التطورات النووية، يمكن لإدارة بايدن أيضًا توفير مساحة أكبر للديبلوماسية للتوصّل إلى اتفاق. لن يكون رسم الخطوط الحمراء – ناهيك عن العمل وفقًا لها – أمرًا سهلًا أو خاليًا من المخاطر، ولكن بدونها، تُخاطر الولايات المتحدة بالسير أثناء النوم نحو النتيجة الدقيقة التي سعت منذ فترة طويلة إلى تجنّبها.

الخطوط الحمراء

وضعُ وتحديدُ الخطوط الحمراء النووية أمرٌ صعب. من المفهوم أن السياسيين لا يُريدون أن يتم حصرهم أو إلقاء اللوم عليهم لاحقًا إذا فشلوا في العمل بموجبها وتنفيذها. في الواقع، يشعر العديد من صانعي السياسة بالنفور الشديد من مفهوم الخط الأحمر. عندما فشل الرئيس باراك أوباما في تنفيذ الخط الأحمر الذي وضعه ضد الحكومة السورية لاستخدامها الأسلحة الكيميائية، واجه انتقادات كبيرة في الداخل والخارج. أحد الأسئلة المركزية: ما هو مستوى والحد وكيف ينبغي تعيين العتبة؟ أظهر البحث الأكاديمي أن الخطوط الحمراء لحظر الانتشار النووي تحتوي غالبًا على نقاط ضعف تُشجع الناشرين على التقدّم نحو القنبلة بينما يعتمدون على الهروب من العقاب – وهي سمة مميزة لاستراتيجية إيران النووية حتى الآن. في الواقع، قد يكون الخط الأحمر الذي يفتقر إلى المصداقية أسوأ من عدم وجود خط أحمر على الإطلاق.

لكن إيجاد التوازن الصحيح هو أمرٌ صعب أيضًا. يُمكن أن تكون الخطوط الحمراء تعسّفية للغاية، وبالتالي تدعو إلى انتهاكات تدريجية. على سبيل المثال، في الثمانينات الفائتة، هدّد الرئيس رونالد ريغان بقطع المساعدات عن باكستان إذا قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن خمسة في المئة. لكن الحكومة الباكستانية أدركت خدعة واشنطن، وحسبت بشكل صحيح أن الإدارة لن تتّخذ مثل هذه الخطوة المهمة لما يصل إلى حد تقييد تعسّفي لبرنامجها النووي. بعد كل شيء، ما الذي يُميّز حقًا ستة في المئة عن خمسة في المئة؟ من المحتمل أن تواجه الخطوط الحمراء ضد إيران بناءً على عددٍ مُعَيّن من أجهزة الطرد المركزي أو كمية مُحَدَّدة من المواد الانشطارية مشاكل مُماثلة.

قد يكون من الصعب أيضًا اكتشاف ما إذا كانت الدولة قد تجاوزت سرًّا خطًا أحمر. هذا هو السبب في أن رسم الخط في أنواعٍ مُعَيَّنة من العمل على التسليح -وهو خيار بدا أن أحد المسؤولين الأميركيين اقترحه أخيرًا- يُمثّل مشكلة. على الرغم من أنه يبدو من الجذّاب رسم خط أحمر بين العمل الذي يمكن أن يتعلق فقط بالأسلحة النووية والعمل الذي قد ينطبق على برنامج الطاقة النووية المدنية، يمكن للمسؤولين والعلماء إخفاء بعض أهم أنشطة التسليح، مثل إجراء الحسابات الرياضية لتصميمات الرؤوس الحربية. علاوة على ذلك، يمكن لإيران، نظريًا، الامتثال لهذا الخط الأحمر، ومتابعة الاقتراب كثيرًا من إنتاج اليورانيوم المُستخدَم في صنع الأسلحة النووية، مع إعلان نواياها السلمية البحتة في الوقت نفسه.

كما يمكن أن تكون الخطوط الحمراء غير دقيقة بشكل كافٍ، ما يمنح الناشرين مناطق رمادية لاستغلالها. لهذا السبب، فإن وجودَ خطٍّ أحمر ضد أي سلوك سيئ التحديد مثل الشروع في “برنامج أسلحة نووية” لن يكون حكيمًا، حيث لا يزال هناك جدلٌ كبير حول ما يُشكّل مثل هذا البرنامج. أخيرًا، يمكن أن تكون الخطوط الحمراء غير مكتملة، ما يعني أنها تسمح للناشرين بتحقيق أهدافهم بدون تجاوز الخطوط. لنأخذ على سبيل المثال خطّاً أحمر ضد إجراء تجربة نووية إيرانية. سيكون ذلك واضحًا ودقيقًا ويمكن التحقّق منه – لكنه سيسمح لطهران إنتاج وتخزين الأسلحة النووية، طالما أنها لم تختبر أيًا منها أبدًا. إسرائيل وباكستان وجنوب إفريقيا أجّلت أو امتنعت عن إجراء التجارب بالكامل بعد تطوير أسلحة نووية من أجل الحدّ من الضغوط الدولية التي واجهتها.

بعض الخطوط الحمراء الأكثر وضوحًا يُعاني بشكل بديهي من العديد من هذه المشكلات في وقت واحد. إن الخط الأحمر ضد قيام إيران بتجميع سلاحٍ نووي – الذي قال رؤساء الولايات المتحدة إنهم يريدون منعه – هو مثالٌ جيد. إنه بالتأكيد ليس تعسّفيًا ، ولكن قد يكون من الصعب التحقّق منه كما أنه غير دقيق وغير كامل. خلال الامتثال لهذا الخط الأحمر، يُمكن أن تنتج إيران اليورانيوم الذي يُستخدَم في صنع الأسلحة وحتى تخبئته وإبعاده من المراقبة الدولية – طالما أنها لم تحوّله وتجعله سلاحًا. يُمكن أن تصل إيران في نهاية المطاف إلى نقطةٍ حيث لم يتبقَّ سوى أيام قليلة على امتلاك جهازٍ جاهز. عندها سيكون من الصعب للغاية التحقّق من وقت تجاوز الخط الأحمر، حيث من المحتمل أن يكون مكان المادة والتخلص منها غير معروفَين. مصطلح “سلاح نووي” في حدّ ذاته غير دقيق: هل يحتاج الجهاز (القنبلة) إلى تجميعٍ كامل؟ هل يحتاج إلى أن يُركَّب على صاروخ؟

حتى الخطوط الحمراء الخالية من هذه العيوب قد لا تستحق استخدام القوّة العسكرية بموجبها. التهديد بعمل عسكري إذا قامت إيران بتحويل اليورانيوم المُخصَّب من المرافق التي يزورها المفتشون بانتظام – مما يزيد من احتمال قيام طهران بنقل هذه المواد إلى منشأة سرية لصنع قنبلة – قد يكون أحد الأمثلة على ذلك: سيكون الانتهاك واضحًا وقابلًا للاكتشاف ويُنذر بالخطر. لكن بحلول الوقت الذي يُلاحَظ أن الإيرانيين فعلوا ذلك، فإن فائدة القوة العسكرية ستكون موضع شك: إذا لم يكن من الواضح إلى أين نقلت إيران المواد النووية، فما الهدف من الضربة؟

مثالٌ آخر هو الخط الأحمر ضد بناء إيران لمنشأة تخصيب سرية جديدة: سيكون الانتهاك دقيقًا، ومن المحتمل التحقّق منه، وواضحًا نظرًا إلى أن هذا يمكن أن يوفر مسارًا لإنتاج مواد نووية غير خاضعة لضمانات أو مراقبة. ولكن إذا كانت المنشأة قيد الإنشاء فقط ولا تحتوي على أجهزة طرد مركزي تشغيلية أو يورانيوم، فمن المُحتَمل ألا يستحق اكتشافها استخدام القوة العسكرية.

كل هذه الأمور هي تطورات ستعمل الولايات المتحدة ويجب أن تهدف إلى منعها. ومع ذلك، فإن ربطها بالتهديدات بعمل عسكري سيكون فكرة سيئة. إن أقوى الخطوط الحمراء تتجنّب معظم هذه المشاكل: هي بارزة وقابلة للتحقّق ودقيقة وكاملة. وهي تستحق القتال للدفاع.

تنفيذها بشكل صحيح

بالنظر إلى هذه التحديات، أين يجب أن ترسم الولايات المتحدة وتضع خطًّا؟ الهدف الأفضل هو منع إيران من إنتاج موادٍ صالحة لصنع الأسلحة: أي اليورانيوم المُخصَّب بنسبة 90%. إذا فعلت إيران ذلك، فستظل بحاجة إلى تسليح المواد ولن تكون لديها قنبلة في متناول اليد، لكنها تكون أكملت أصعب جزء في عملية بناء سلاح نووي. في تلك المرحلة، سيكون من الصعب جدًا على الولايات المتحدة أن توقف برنامج إيران النووي وتمنعها من استخدام تلك المواد في صنع سلاح. بعبارة أخرى، إذا نجحت إيران في تجاوز عتبة ال90 في المئة بدون أيّ تدخّل، فمن المحتمل أن تحتاج الولايات المتحدة إلى التحوّل إلى الاستعداد لإيران نووية بدلًا من محاولة منعها.

إن تحديد نسبة التخصيب بنسبة 90 في المئة كحدٍّ أدنى له فوائد عديدة لا توفرها الخطوط الحمراء الأخرى. إنه دقيقٌ وبسيط، ما يُقلل من مخاطر الالتباس. وبافتراض أن المفتشين الدوليين يحتفظون بحق الوصول إلى برنامج إيران النووي، فمن السهل أيضًا اكتشافه. يمكن لإيران من الناحية الفنية استخدام اليورانيوم المُخصَّب إلى أقل من 90 في المئة لصنع سلاح، لكن التخصيب بنسبة 90 في المئة أكثر قابلية للاستخدام وله ميزة الاعتراف به على نطاق واسع على أنه عتبة صنع سلاح نووي – ما يضيف شرعية لهذا الخط الأحمر.

هناك مشكلتان مع هذا الخط الأحمر. أوّلًا، يمكن لإيران أن تحاول الالتفاف حوله من خلال منع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى المنشآت وطرد المُفتّشين. وبالتالي، يتعيّن على الولايات المتحدة أن تُوضّح أنها لن تتسامح مع منع المُفتّشين من الوصول إلى منشآت التخصيب الإيرانية أو منعهم بطريقة أخرى من مهمة المراقبة الخاصة. إذا كان الأمر كذلك، فسيتعيَّن على الولايات المتحدة أن تفترض الأسوأ: أن الخط يتم تجاوزه وأن إيران تنتج اليورانيوم المُستَخدَم في صنع الأسلحة.

ثانيًا، هناك خطرٌ من أن يتقدّم البرنامج النووي الإيراني لدرجة أن الولايات المتحدة لن يكون لديها الوقت الكافي لاكتشاف إنتاج اليورانيوم المُستخدَم في صنع الأسلحة – أو تحويله إلى برنامج سري – والرد بالقوة العسكرية. وكما قال أحد المسؤولين الأميركيين في وقت سابق من هذا الشهر: “القلق هو أنه في الربع الأول من العام المقبل، سيبدأ الاختراق الإيراني في الاقتراب من هامش الخطأ. يقوم مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارات شخصية مرة واحدة في الأسبوع فقط… يمكن أن نصل إلى فترة يدخل الإيرانيون فيها بشكل أساسي هامش الخطأ لتكوين الأشياء والحصول بسرعة على ما يعادل قنبلة واحدة من [اليورانيوم عالي التخصيب]. “سيكون الوصول إلى هذه النقطة غير مقبول لأنه سيعني أن إيران يمكن أن تنتج مواد قنبلة من دون أن يعرف المجتمع الدولي عنها حتى فوات الأوان – ناهيك عن وجود الوقت لإيقافها. بعبارة أخرى، لا يمكن التحقق من انتهاك الخط الأحمر في الوقت المناسب.

إن وضعَ خطّ أحمر واضح لتجنّب هامش الخطأ هذا هو أصعب بكثير. وذلك لأن الجداول الزمنية للتقدّم عبارة عن تقديرات تستند إلى مجموعة من العوامل الفنية المُتغيّرة باستمرار. قد تختلف الحسابات الإيرانية والأميركية، ما يؤدي إلى تصوّرات مختلفة حول مدى قرب إيران من أيّ خط أحمر. بدون معيار تقني واضح، قد تُترَكُ واشنطن لإصدار تحذيرات تعسّفية أو غامضة وتأمل في أن تستجيب إيران لها.

قد يكون النهج الأفضل هو البحث عن حلٍّ تقني يُجنّب الأزمات. على سبيل المثال، يمكن أن تسمح إيران للمفتشين بزيارة المنشآت الرئيسة كل يوم – كما هو مسموح به بموجب الصفقة التي تم التوصل إليها خلال إدارة أوباما، خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي أوقفتها إيران منذ ذلك الحين. إن القيام بذلك لن يتطلب من إيران التراجع عن برنامجها النووي، الذي تعتبره بأنه يمتّعها بنفوذٍ قيِّم، وقد يساعدها على تجنّب ضربة عسكرية.

تهديدٌ حقيقي

قد يُجادِلُ النقاد بأن رَسمَ خطٍّ أحمر واضح مع إيران أمرٌ غير حكيم لأنه يشير بشكلٍ فعّال لإيران إلى أنها تستطيع السير إلى هذا الحد. هذه مخاطرة – وهناك مجالٌ للنقاش المشروع حول الكيفية التي يجب أن تُوجِّه بها الولايات المتحدة وتضع أيّ خطوط حمراء لإيران. لكن الخطر الأكبر هو أنه في حالة عدم وجود عتبات واضحة، قد تستنتج إيران أنه يمكنها الاستمرار في تطوير برنامجها النووي وتجنّب التكاليف والعواقب الكبيرة. في الواقع، يبدو أن القيادة الإيرانية الحالية تعتقد أن التقدّمَ النووي يشتري لإيران نفوذًا  في التفاوض.

قد يزعم آخرون أن رسم خطوط حمراء مدعومة بالتهديد بعملٍ عسكري سوف يقضي على الديبلوماسية وأنه يجب على الولايات المتحدة بدلًا من ذلك التركيز على فرض تكاليف غير عسكرية، مثل العقوبات. لكن هناك القليل من الأدلة على أن التهديد باستخدام القوة سيجعل المفاوضات مستحيلة أو أن التهديد بفرض مزيد من العقوبات من شأنه أن يردع الاستفزازات النووية الكبرى. أشار أوباما بشكل روتيني إلى أن “جميع الخيارات” ظلت مطروحة على الطاولة، بما في ذلك أثناء قيام إدارته بالتفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة، واليوم تقريبًا كل عنصر من عناصر الاقتصاد الإيراني معزول بالفعل عن النظام الدولي. لقد وثّق البحث الأكاديمي أن التهديد باستخدام القوة ساعد على ردع الدول عن تطوير أسلحة نووية والموافقة على الحلول الديبلوماسية.

على العكس من ذلك، هناك خطرٌ أكبر الآن يتمثّل في استنتاج إيران خطأً أن الولايات المتحدة ليست على استعداد لاستخدام القوة. في وقت سابق من هذا الشهر، كشف البيت الأبيض أن بايدن طلب مراجعة الخيارات العسكرية ضد إيران، كما أعلنت الإدارة عن جهودها لتنسيق هذه الخيارات مع إسرائيل، ما يشير إلى أنها تتفهم مشكلة المصداقية. لكنها قد تحتاج إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك وتوضيح خطوطها الحمراء لإيران في السر، إن لم يكن في العلن.

إن الولايات المتحدة مُحقّة في التركيز على محاولة التوصل إلى اتفاق مع إيران يحدّ من برنامجها النووي. ولكن للقيام بذلك، يجب أن تجد طريقة لردع التقدم النووي الإيراني الأكثر فظاعة. إدارة بايدن بالتأكيد لا تريد الحرب، ولا تريد إيران نووية. هذا هو السبب في أن تحديد الخط الأحمر الصحيح أمرٌ بالغ الأهمية.

  • إِريك برِوير هو زميل كبير ونائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وعمل في مجلس الأمن القومي ومجلس الاستخبارات الوطني الأميركيين . يمكن متابعته عبر تويتر على: @BrewerEricM. ونيكولاس ميلر هو أستاذ مشارك في شؤون الحكومة في كلية دارتموث. يمكن متابعته عبر تويتر على : @Nick_L_Miller
  • يَصدُرُ هذا المقال بالعربية في “أسواق العرب” توزيًا مع صدوره بالإنكليزية في “فورين أَفِّيرز” الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى