يا ساسة لبنان أوقفوا التشهير!

بيروت – رئيف عمرو

السياسيون في لبنان مولعون منذ فترة طويلة بالمشاحنات العامة التي لا تمت بصلة إلى المصلحة الوطنية العليا، ولكن زيادة نبرة وحجم الخطاب في الأيام الأخيرة جعلا الأمر دقيقاً وخطيراً، ويمكن أن يهدّد بزعزعة إستقرار الوضع الملبّد والمتدهور أصلاً.
إن البلاد محاطة من كل جانب بالعنف، الذي بعضه إمتدّ عبر الحدود خلال السنوات الأخيرة؛ والهيكل السياسي هو في حالة من الفوضى والإهتراء، ونحن لا نزال بلا رئيس للجمهورية. وكما يحذّر ويُنذر الجميع، من الداخل والخارج ، فإن لبنان يبدو على حافة الهاوية.
في مثل هذا المناخ المحفوف بكل أنواع المخاطر، يمكن للكلمات المسيّسة أن تشكّل تلك الشرارة التي يحتاج إليها الوضع المهترىء والهشّ للبدء في إشعال النار. وبينما نحتفل بالذكرى السنوية الـ40 لإندلاع الحرب اللبنانية الأهلية المدمّرة (13 نيسان (إبريل)، فهذا هو الوقت المهم الذي ينبغي أن نتذكّر ما حدث، ولا ننسَ المعاناة التي ألمّت بكل مواطن لبناني من كل الطوائف والأطياف، وما كانت التداعيات.
مع ما يكفي من المشاكل للتعامل معها في البلاد، لماذا يصرّ السياسيون اللبنانيون على توريط البلاد في صراعات خارجية؟ عندما تكون إحتياجات المواطنين لا يمكن أن تتحقق، ليس فقط من الناحية الأمنية، ولكن من حيث الرعاية الإجتماعية والعمل والخدمات الأساسية، ثمّ مَن الذي يحارب مَن في اليمن لا يجب أن يكون مسألة ذات أولوية وطنية، كما أن مهاجمة المملكة العربية السعودية لن تسفر عن أي خير للبنانيين، خصوصاً أولئك الذين يعملون في دول الخليج.
على مدى السنوات القليلة الفائتة، كانت الإرادة المتضافرة للحفاظ على السلام إلى حد كبير كافية، إلّا في حالات تفشي العنف المأسوي والمتكرّر في طرابلس وأماكن أخرى.
إذا كان الجو الحالي المستقر – نسبياً – داخلياً أن يبقى ويستمر، فهناك حاجة إلى إلتزامات حقيقية، من جميع الجهات، للتخفيف من هذه اللغة التحريضية، والعمل معاً من أجل مصلحة البلاد، والحفاظ على الصراعات الخارجية بعيداً من هذه الشواطئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى