أبعادُ مُؤامرةِ التَروِيجِ للمُثُلِيّةِ والشُذوذِ والانحرافِ وضَربِ القِيَم

عرفان نظام الدين*

نَشهَدُ هذه الأيّام هَجمَةً جديدةً ومُكَثَّفة للترويجِ للمُثُليّةِ الجنسية والشُذوذِ وضَربِ القِيَمِ ضمن مؤامرة دولية خبيثة تهدف إلى تَخريبِ البُنى التحتيّة للمبادىء الإنسانية والأديان السماوية والروابط العائلية، والأُسُس التي قامت لتحفظ الحياة البشرية عبر الزواج الشرعي اي بين الرجل والمرأة ودورهما الطبيعي في حفظ النسل واستمرارية الحياة.

هذه المؤامرة التي انتقلت من السرِّ إلى العَلَنِ للعلاقاتِ المُنحَرِفةِ والمُحَرَّمة والدعوة للإنحراف تحت ذرائع إجرامية والتلطّي وراء مبادىء حقوق الانسان والحرّيات، أي إنها تدعو لقبول العلاقات الشاذة والاعتراف بزواج الرجل بالرجل والمراة مع المراة. تقومُ هذه المؤامرة على شنِّ موجات الترويج بلا كلل ولاملل، شهدنا آخرها عند افتتاح دورة نهائيات كأس العالم لكرة  القدم في الدوحة للمطالبة برفع  شعاراتِ “المُثُلِيّاتِ والمُثُليين ومُزدَوِجي المَيلِ الجنسي ومُغايري الهوية الجنسانية” (LGBT) وأعلامهم المُلَوَّنة وكلماتٍ براقة  مثل المساواة والحرية، لكن دولة قطر تصدّت للحملة برَفضِ هذه المُمارساتِ الوَقِحة، ووقفت إلى جانبها إدارة الإتحاد الدولي لكرة القدم، (فيفا).

ولم تكن هذه المحاولة فريدة من نوعها بل سبقتها مئات المحاولات في شتّى أنحاءِ العالم حقّقَ فيها مَن يقومُون بها والجهات المشبوهة التي تقف خلفهم بعض النجاح لا سيما في الدول الأوروبية والولايات المتحدة حيث شُرِّعَت هذه الانحرافات ومُنِعَ تَجريمُ مُمارسيها، وسُمِحَ بزواجِ المُثليين بصورةٍ علنية وفي احتفالٍ رسميٍّ مُقزّز.

لهذا وجب علينا ان نُحذّرَ من وصول هذه الممارسات إلى بلادنا العربية والإسلامية لأنها المُستَهدفة الأولى في المرحلة المقبلة لإكمالِ مؤامرات التخريب المتوالية، فالهدفُ الواضح يُركّزُ على محاربة الأديان السماوية، والإسلام على وجه الخصوص، لأنه وقف صامدًا في وجهِ الحروب الهدّامة على كافة أشكالها، وحرَّمَ بوضوحٍ وحَسمٍ أية علاقة مُنحَرِفة وشاذّة وخارجة عن مبادئ الدين الحنيف، وقصّة قوم لوط في القرآن الكريم والعقاب الإلهي الذي أُنزِلَ بهم هي أكبرُ دليلٍ واضحٍ للتحريم والتجريم في أيِّ مكانٍ وزمان.

وعندما نُسَمّي هذه الحملات والهجمات مؤامرة خبيثة فإننا نستندُ إلى وثائق دامغة ومُمارساتٍ ومواقف واضحة تؤكّد بشكلٍ قاطعٍ وجود جهاتٍ شيطانية وأطرافٍ إسرائيلية وصهيونية وأصحاب غايات عدائية للمسلمين والعرب، إضافةً إلى الهدف الأكبر وهو الهيمنة على العالم بعد كسر شوكة الأديان، وبينها المسيحية.

وأُشيرُ هنا إلى مُستنداتٍ ومعلوماتٍ موثوقة وكُتُبٍ وثائقية تؤكد تفاصيل هذه المؤامرة ضمن أجندة تَرسُمُ مراحل التنفيذ من بينها مستندات سرّية يُفرَجُ عنها في بعض الدول  الكبرى، وكتابٌ خطير عنوانه “بروتوكولات حكماء صهيون” كان صدَرَ  في مطلع  القرن الماضي وأثارَ ضجّةً كبرى بسبب فضحه لمخطّط الصهيونيّة لحُكمِ العالم.  وسرعان ما نفت المراجع الصهيونية علاقتها به. ثم أُسدِلَ الستار عليه. ورُغمَ ذلك شهدنا خلال قرن من الزمان تنفيذًا للخطوط العامة التي كُشِفَ النقاب عنها وهي على سبيل المثال لا الحصر:

  • السيطرة على مفاتيح الدول الكبرى من خلال الأحزاب وأركان الحكم لتنفيذ ما يُطلَب منهم بالترهيب والترغيب٠
  • السيطرة على معظم مراكز الاقتصاد والمال من بنوك وشركات وأسهم ومؤسسات مالية دولية.
  • الهَيمَنة على وسائل الإعلام من صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية وشركات تواصل إجتماعي.
  • إتّباعُ الأسلوب نفسه مع مختلف الدول، وبينها الدول العربية والإسلامية، لفرض هيمنتها بشتّى الوسائل من بينها تقديم إغراءات مالية وقروض ضخمة لها سرعان ما تعجز عن الوفاء بها فتقع في قبضة المُخططين.

الملاحظ أن كل هذه الأمور قد تحقّقت في العالم وفي دولنا، لكن ما يهمّنا في الموضوع هو بند أخلاقي يتمثّل في خطّة التدمير الأخلاقي والدعوة لنشر الرذيلة والسيطرة على الملاهي والعري والدعارة  والقمار وشركات الإنتاج السينمائي وصولًا إلى نشر المبادئ الهدّامة الداعية للشذوذ الجنسي ومحاربة القِيَمِ الدينية والاجتماعية تحت ستار الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان والترويج لجذب الشباب بالترويج السياحي  ونشر المخدرات والترفيه، والتسلّل إلى كلِّ المراكز الحسّاسة لتحقيقِ الأهداف على خطى “حصان طروادة”. وهذا غيضٌ من فيض المخاطر وفصول المؤامرة الخبيثة… اللهم فاشهد إني قد بلّغت؟!

  • عرفان نظام الدين هو كاتب، صحافي ومُحلّل سياسي عربي مُقيم في لندن. كان سابقًا رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى