نَجاحٌ كارثيٌّ لـ”حماس”؟

على الرُغم من النجاح الذي أحرزته حركة “حماس” في هجومها في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) قإن هذا الهجوم من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية للحركة الفلسطينية.

موسى أبو مرزوق: طالب “حزب الله” بالتحرك أكثر.

نيللي لحّود*

كانت الهجمات الإرهابية التي نفّذتها حركة “حماس” في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف إسرائيلي، سببًا في إثارة الغضب في مختلف أنحاء العالم. أدانَ سياسيون من واشنطن إلى نيودلهي “حماس” وقدّموا تعازيهم للشعب الإسرائيلي. سافر كبار السياسيين إلى القدس وتل أبيب. وقد دفع العدد الكبير من القتلى، مقارنة بحجم سكان إسرائيل، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى وصف الهجوم بأنه “يعادل عشر هجمات 11 أيلول/سبتمبر”.

بلينكن ليس المسؤول الوحيد الذي استشهد بأحداث 11 أيلول/سبتمبر عند مناقشة هجمات “حماس”. في جميع أنحاء العالم، أجرى المسؤولون والمحللون، سواء أولئك الذين يدعمون إسرائيل أو أولئك الذين يعارضونها، مُقارناتٍ بين العمليتين. فمن السهل أن نرى لماذا.  لقد أدّى كلا الهجومين إلى مقتل أعداد قياسية من الأشخاص في البلدين. وكلاهما أذهل العالم. وكان المقصود من كليهما إثارة سلسلة من ردود الفعل ذات الحجم العالمي. توقّعَ الزعيم المؤسس لتنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن، أن يوجه الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 ما أسماه “ضربة حاسمة” للنظام الذي تقوده واشنطن و”يُدَمّرُ أسطورة أميركا التي لا تُقهَر”. وبالمثل، أعلن محمد الضيف (محمد دياب إبراهيم المصري)، قائد “كتائب عز الدين القسّام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، أنَّ عملية 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 “ستُبشّر ببزوغ فجر ثورةٍ عظيمة” من خلال إطلاق تأثير الدومينو العالمي الذي من شأنه أن يُحطّمَ “حصانة إسرائيل التي لا تقهر” وينهي احتلالها للأراضي الفلسطينية.

من جانبه، أدّى هجوم بن لادن إلى تغيير العالم. لكن الأمر لم يكن بالطريقة التي توقّعها. اعتقد زعيم تنظيم “القاعدة” أن هجماته ستدفع الأميركيين إلى النزول إلى الشوارع، لتكرار الاحتجاجات المُناهِضة للحرب في فيتنام، والمطالبة بانسحاب القوات العسكرية الأميركية من الدول ذات الغالبية المسلمة. وبدلًا من ذلك، اتّحَدَ الأميركيون خلف الرئيس الأميركي جورج بوش (الإبن)، الذي أرسل قواتٍ لاحتلال أفغانستان، وأطلق “حربًا واسعة النطاق على الإرهاب” أدّت إلى إضعاف تنظيم “القاعدة”، ثم غزا العراق في نهاية المطاف.

وتعتقدُ “حماس” على نحوٍ مُماثل أن هجومها سيؤدي إلى تصعيدٍ إقليمي يبلغ ذروته بتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورُغمَ أنه من السابق لأوانه التنبّؤ بالعواقب الطويلة الأمد لعملية “حماس” في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، فمن الواضح أن الجماعة لم تكن مستعدة للتعامل مع الفوضى التي تكشّفت حتى أثناء العملية نفسها. إذا كانت الأحداث التي أعقبت الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) يمكن أن تخدم كقياسٍ مفيد للأزمات الحالية، فإن الاضطرابات المحتملة التي قد تحدث في الأشهر المقبلة تُنذِرُ بالسوء بالنسبة إلى “حماس” والمنطقة بأسرها.

أحلامٌ وأوهام

في ذهن بن لادن، كان هجوم 11 أيلول (سبتمبر) جُزءًا من خطةٍ أكبر. أراد زعيم تنظيم “القاعدة” إرغام الولايات المتحدة على سحبِ قواتها العسكرية من الدول ذات الغالبية المسلمة من أجل إضعاف الأنظمة الاستبدادية في هذه الأماكن، وتمهيد الطريق أمام الجهاديين للإطاحة بها وتحرير المسلمين الذين يعانون تحت حكمهم القمعي. وكان هدفه النهائي يتلخّص في إحياء الأمة التاريخية، أي المجتمع العالمي للمسلمين الذي كان متماسكًا ذات يوم من خلال سلطة سياسية مشتركة.

لكن خطة بن لادن جاءت بنتائج عكسية تمامًا. خلافًا لتوقّعاته، ردّت واشنطن سريعًا على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) بشنِّ غزوٍ واسع النطاق لأفغانستان للقضاء على جماعته، وقد نجح ذلك إلى حد كبير. وبحلول كانون الأول (ديسمبر) 2001، تم تحطيم تنظيم “القاعدة”، وبحلول أواخر العام 2002، قُتِلَ أو أُسِرَ معظم كبار قادة المجموعة. وقد ناضل زعماء الطبقة الثانية في تنظيم “القاعدة” من أجل الاختباء حتى في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية في باكستان، حيث لَجَؤوا إليها في نهاية المطاف. وكانت مشاكلهم ترجع إلى حد كبير إلى حملة الطائرات المسيرة المستمرة والفعّالة التي شنتها وكالة المخابرات المركزية في المنطقة، والتي أوقفت الإرهاب الدولي لتنظيم “القاعدة”.

إنَّ حركة “حماس” ليست تنظيم “القاعدة”، وهدفها المُعلَن ـتحرير فلسطينـ أكثر استهدافًا بكثير من رؤية بن لادن الشاملة. لكن في بيانِ الضيف الذي أعلن فيه عن هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر)، هناك أصداءٌ واضحة لرؤية بن لادن للتغيير. من المُحتَمل أن الاسم العربي للعملية “طوفان الأقصى” يشير إلى الطوفان العالمي الذي تضمّنَ خلاص نوح، وهو موجود في كلٍّ من العهد القديم من الإنجيل والقرآن: في القرآن، “طوفان” هو الطوفان الذي أطلقه الله لتطهير الأرض من خطايا البشر. وفي الوقت نفسه، يشير “الأقصى” إلى المسجد الذي يُمثّل ثالث أقدس موقع في الإسلام. وشهد المسجد الأقصى، الذي يقع في المكان نفسه الذي كان يقع فيه جبل الهيكل، أحد أقدس الأماكن عند اليهود، اشتباكات عديدة بين الشرطة الإسرائيلية والمُصلّين المسلمين، خصوصًا في السنوات الأخيرة. تخلل خطاب الضيف عبارةً استفزازية -“غضب الأقصى”- تهدف إلى إثارة غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم من خلال التذكير بالمداهمات المتكررة للشرطة للمسجد والصور المألوفة للمصلّين الذين يتم إطلاق النار عليهم بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية.

وعندما أَعلَنَ عن إطلاق العملية في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أعرب الضيف عن أمله في أن يؤدي نجاح العمليات إلى سلسلة من ردود الفعل تتجاوز إسرائيل، مما يجرُّ الشرق الأوسط الكبير إلى صراعٍ من أجل الحرية الفلسطينية. وناشد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية استخدام كل الوسائل المتاحة لاستهداف المستوطنات اليهودية، ودعا الفلسطينيين داخل إسرائيل إلى “إشعال الأرض بالنيران تحت أقدام المحتلّين الظالمين”. كما ناشد جماعات “المقاومة” الإسلامية (التي تختلف عن الجماعات الجهادية) في إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن “الاتحاد مع إخوانهم في فلسطين”. حتى أن الضيف توقع أنه، بدافِعٍ من الحماسة للدفاع عن الأقصى، “سوف تتحد جميع القوى العربية والإسلامية خلف الفلسطينيين وتزيل الاحتلال”.

لكنَّ “حماس” لم تستغرق وقتًا طويلًا قبل أن تُدرِكَ أنَّ أيَّ خطة لن تنجو في أول اتصال مع العدو. ورُغمَ أنَّ خطابَ الضيف الناري حثَّ أنصاره على الامتناع عن “قتل كبار السن والأطفال”، إلّا أَّن العالمَ علم بهجمات “حماس” من خلال الصور المُفجِعة التي تُظهِرُ الوفيات في كلٍّ من الفئتين الديموغرافيتين. ودفعت الصور الصادمة العديد من الدول، بما في ذلك الرعاة الرئيسيون لإسرائيل، إلى تأييد الانتقام الإسرائيلي المُكَثَّف، حيث تعهّدت الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بما تحتاجه من أسلحة.

في الواقع، كانت الصور من هجوم “حماس” مؤلمة للغاية حتى أن بعض الجماعات الجهادية شعر بأنه مضطرٌّ إلى الانخراط في حرب معلومات لإخفاء المشاهد المروعة. على سبيل المثال، أصدر تنظيم “القاعدة في شبه القارة الهندية” بيانًا عامًا زعم فيه أنه “شاهد المجاهدون يغطون امرأة يهودية حفاظًا على تواضعها بينما كانوا يأوون أطفالها، وأكدوا لها أننا سنعاملك معاملة إنسانية لأننا مسلمون”. وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، أكد صالح العاروري، أحد قادة “حماس”، أن العنف ضد المدنيين لم تقم به جماعته. وقال إن مقاتلي “حماس” كانوا “منضبطين”، ولكن بسبب الانهيار السريع لـ “العدو”، عَبَرَ سكان غزة المدنيون والفصائل الفلسطينية الأخرى الحدود وشاركوا في عمليات القتل والاختطاف العشوائية. وقدّم خالد مشعل، زعيم “حماس” في الخارج، ادعاءات مماثلة. وشدّد في مقابلة مع “العربي” على التزام المجموعة بالامتثال للقانون الدولي الإنساني. ولتحقيق هذه الغاية، أعرب عن ثقته في أن قيادة الجماعة في غزة ستطلق سراح الرهائن المدنيين وذوي الجنسيات المزدوجة بمجرد أن يهدأ القتال وتصبح “حماس” في وضع يمكّنها من التنسيق مع الفصائل الأخرى.

لا شك أنَّ التزام “حماس” بالقانون الدولي أمرٌ مشكوك فيه. لكن المجموعة بدت مذهولة حقًا من الانهيار المؤقت لدفاعات إسرائيل. وفي مقابلة مع مجلة نيويوركر، قال موسى أبو مرزوق، أحد القادة السياسيين لحركة “حماس”، إن جماعته “لم تتوقع أبدًا أن تكون العملية سهلة كما حصل”. وقال أحد الديبلوماسيين الذي لم يرد ذكر اسمه لـ”المونيتور:”إن نجاح حماس “فاجأ” الجماعة نفسها وأثار قلقها. وقال الديبلوماسي: “مع وجود اثنين من المختطفين، كان بإمكانهم التفاوض مع إسرائيل للحصول على إذن ببناء ميناء بحري وإطلاق سراح مئات السجناء المحتجزين في السجون الإسرائيلية”. وأضاف: “مع وجود أكثر من 100 أسير، سيواجهون الجيش الإسرائيلي بأكمله داخل غزة”. علاوة على ذلك، إذا حكمنا من خلال المقابلات العامة التي أجراها قادة “حماس”، فيبدو أنهم لا يعرفون العدد الإجمالي للرهائن الذين أسرهم المقاتلون الفلسطينيون، ما يشير إلى الافتقار إلى التنسيق بين الجماعات المسلحة في غزة. في 22 تشرين الأول (أكتوبر)، أطلقت “حماس” سراح اثنين من الرهائن الأميركيين، لكن الجماعة قد لا تكون قادرة على إطلاق سراح جميع الرهائن غير العسكريين حتى لو أرادت ذلك.

يبدو أيضًا أنَّ المرحلة الأولى مما أسماه مشعل “المغامرة المحسوبة” قد تحوّلت إلى مغامرة خطيرة محفوفة بحسابات خاطئة خطيرة. إن الاستجابة العالمية التي كانت “حماس” تأمل في تحقيقها كانت حتى الآن أقل كثيرًا من توقعات قادتها.  لقد انتقدت الحكومات العربية الإنتقام الإسرائيلي، لكنها لم تُقدّم ل”حماس” أيّ دعم. وعلى الرُغم من الاشتباكات التي تلت ذلك بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الحدود الإسرائيلية مع لبنان، إلّا أَّن الجانبين كانا أكثر تحفّظًا مما أرادت “حماس”. ومن الواضح أن المجموعة تعتمد على دور أكثر نشاطًا من جانب إيران. وفي مقابلة مع قناة “TRT” العربية، أعرب أبو مرزوق عن أسفه لأنه “لم يكن هناك تنسيق مع إيران” وأعرب عن أسفه لأن الرد العسكري ل”حزب الله” “كان دون المستوى”. وقد شارك مشعل خيبة الأمل هذه ودعا “حزب الله” بصراحة إلى بذل “المزيد”. وفي 19 تشرين الأول (أكتوبر)، أصدر أحد قادة الجناح المسلح ل”حماس”، أبو عبيدة، بيانًا يدعو إلى مشاركةٍ أوسع وأكثر نشاطًا، وحثَّ المسلمين على الاعتراف بأن “هذه هي فرصة الأمة للدفاع عن كرامتها وعن الأقصى وتعبئة شعبها على الحدود مع فلسطين”.

كُن حَذِرًا مما ترغب فيه

في أعقاب الهجوم مباشرة، أطلقت إسرائيل العنان لغضبها على “حماس”، وتحمّلَ السكان المدنيون الفلسطينيون في غزة وطأة الخسائر. كما استعدّت الدولة العبرية لقتالٍ كبير، واستدعت مئات الآلاف من جنود الاحتياط وحشدتهم على حدود غزة. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “حماس” “ارتكبت خطأً ذا أبعاد تاريخية” وهدّدها “بدفع ثمن سيظل في ذاكرة “حماس” وأعداء إسرائيل الآخرين لعقود آتية”. بدأت حكومته حصارًا –قطعت فيه وصول المياه والغذاء والوقود إلى غزة– ما حوّل حياة سكان القطاع عديمي الجنسية إلى كابوس حقيقي.

وعلى الرُغم من قوة إسرائيل العسكرية، فإن الهدف الاستراتيجي لحملتها الحالية غير واضح. وفي ضوء الدمار الكارثي في غزة، فإن ردّ إسرائيل لن يتم الحكم عليه من خلال أعدائها فحسب، بل أيضًا من خلال أصدقائها. وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعلن مرارًا وتكرارًا عن التزامه “القاطع” بأمن إسرائيل، أعربَ أيضًا عن أسفه ل”الخسارة المأسوية في أرواح الفلسطينيين” وذكّر القادة الإسرائيليين بـ”الحاجة الماسة إلى العمل وفقًا لقوانين الحرب”.

كلما تعاظم الدمار الذي تلحقه إسرائيل بالفلسطينيين في غزة، زادت احتمالات نجاحها في تحقيق الهدف الذي فشلت عملية “حماس” في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في تحقيقه حتى الآن. وإذا تجاوزت حدودها، فسوف تتبع إسرائيل بشكل فعال خطى الولايات المتحدة. بعد 11 أيلول (سبتمبر)، أعلن بوش أن “حزن الأمة [. . .] تحوّل إلى غضب، والغضب إلى حل” وتعهّد بأن “الحرب على الإرهاب” “لن تنتهي حتى يتم العثور على كل جماعة إرهابية ذات امتداد عالمي، وإيقافها، وهزيمتها”. لكن على الرغم من الضربات القوية التي وجهتها واشنطن لتنظيم “القاعدة”، فإن تدخلات بوش المفتوحة والممتدة أدت إلى ظهور العديد من الجماعات الجهادية الإقليمية.

كانت دروس 11 أيلول (سبتمبر) في ذهن بايدن عندما تحدث عن “الأخطاء” التي ارتكبتها الولايات المتحدة ردًّا على تلك الهجمات وحذّرَ “حكومة إسرائيل من مغبة الغضب”. الملايين من الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط يحتجون بالفعل في الشوارع. ولأنَّ كثيرين في المنطقة يشعرون بالغضب ليس فقط تجاه الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بل وأيضًا ضد أنظمتهم الفاسدة، فإن هذه الاحتجاجات تُهدّد الاستقرار الهشّ لحكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك تلك التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل.

على الرغم من أن تنظيم “القاعدة” لم يتمكّن من توجيه “ضربة حاسمة” من خلال هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، إلّا أنَّ بن لادن استمر في وصفها بأنها “انتصارات”. وفي الوقت الراهن، من المرجح أن تستمر “حماس” في مضاعفة خطابها والإشادة بإنجازاتها. ومع ذلك، في السنوات التي تلت هجومه، وجد بن لادن أنَّ معظم الجماعات الجهادية الإقليمية أثبتت أنها تشكل عائقًا أمام الجهاد العالمي، وأن هجماتها العشوائية “تصدّ” المسلمين. وقد تشعر “حماس” أيضًا بالقلق، وربما تضعف كثيرًا وتنخسف إذا اتخذ الصراع بُعدًا إقليميًا.

  • نيللي لحود هي أستاذة مشاركة في قسم الأمن القومي والاستراتيجية في الكلية الحربية للجيش الأميركي، ومؤلفة كتاب “أوراق بن لادن” (The Bin Laden Papers). الآراء الواردة في المقال تمثل الكاتبة وليس بالضرورة آراء “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى