روسيا تشكّل مجلساً رئاسياً للإشراف على المشاريع الحيوية

هيمنت كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولقاءاته على أعمال “منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي” في نسخته العشرين، واستأثرت شركات الطاقة بمعظم الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة. وتواصل الجدل حول الأوضاع الاقتصادية في روسيا وأفضل السبل من أجل تجاوز الأزمة الحالية بأقل الأثمان.
ورأى بوتين بأن النظام الاقتصادي العالمي، وعدم تعافي العالم من الأزمة الاقتصادية في 2008 تسبب في عدم تعافي إقتصاد بلاده في وقت يشهد العالم تحولات كبيرة في كل المجالات. وجدد بوتين التأكيد على أن بلاده ستواصل جهودها في تحرير الاقتصاد، وتحسين مناخ الأعمال. وفي مواجهة المهمات الطارئة على روسيا في ظل ظروف الأزمة، رأى بوتين أن الوضع يحتاج إلى مقاربات جديدة كاشفاً عن نيته تشكيل مجلس بإشرافه من اجل التطوير الإستراتيجي وإدارة المشاريع الاقتصادية ذات الأهمية القصوى.
في إحدى جلسات المؤتمر الذي رفع شعار “على عتبة واقع اقتصادي جديد”، قال بوتين إن بلاده “تجاوزت التراجع الاقتصادي تقريباً، وتمت تهيئة الظروف الأساسية للانتقال إلى النمو، وتسنى لنا تحقيق الاستقرار في مجال الاقتصاد الكلي، وانخفضت نسبة التضخم في شكل ملموس”. وأكد بوتين في كلمة مع عدد من المستثمرين الأجانب أن “على رغم الصعوبات الموضوعية، وهي قائمة بالفعل، لم نقدم على فرض قيود على حركة رؤوس الأموال. وأود التأكيد، أننا لا ننوي فعل ذلك مستقبلاً”… وعرض بوتين على المستثمرين توظيف أموالهم في مجالات الصناعات الابتكارية والتقنيات العالية.
ودعا بوتين إلى الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم إضافة إلى روسيا كلاً من كازاخستان وبيلاروسيا وأرمينيا. وشدد الرئيس الروسي على ضرورة بناء علاقات شفافة بين السلطات وقطاع الأعمال، ولفت إلى أهمية تطوير قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
وكان المدير العام لصندوق الاستثمارات الروسية المباشرة كريل دميتريف توقع توقيع اتفاقات استثمارية مع شركات أجنبية بقيمة تتراوح بين 1.5 – 2 مليار دولار، إضافة إلى عقود مع شركات فرنسية وإيطالية. وأشار دميتريف إلى اهتمام المستثمرين الأجانب بالعمل في السوق الروسية، وقال إن كثيراً من “الشركاء الغربيين يرون أن العقوبات ليست مفيدة”.
وزير المال السابق ألكسي كودرين قال في احدى جلسات المنتدى إن روسيا “تعيش على حساب الماضي” وأوضح أن الحكومة استنزفت موارد صندوق الاحتياط، واحتياطات المصرف المركزي من العملات الأجنبية لتغطية العجز في الموازنة. ودعا إلى تبني اقتصاد متطور يعتمد على تصدير المنتجات الابتكارية بدلاً من التركيز على صادرات النفط والخامات. ولفت كودرين إلى أن تراجع دخل الروس ومستوى حياتهم للسنة الثالثة على التوالي يعد تحدياً كبيراً للنخب الحاكمة، مشيراً إلى أن ذلك لم يحصل في أزمتي 2008 و1998.
وفي مجال الصفقات المعلن عنها حظي قطاع الطاقة كما في الدورات الماضية بنصيب الأسد. ووقعت شركتا “غازبروم” و”رويال دوتش شل” على مذكرة تعاون لإجراء دراسة حول آفاق إنشاء مصنع للغاز الطبيعي المسيّل على بحر البلطيق في ميناء “أوست لوغا” شمالي غربي روسيا بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 ملايين طن سنوياً. ووقع الجانبان مذكرة التفاهم بعد لقاء جمع مديري الشركتين مع بوتين.
وأعلنت شركة “روس نفط”، كبرى شركات النفط الروسية، عن إنشاء مؤسسة مشتركة مع شركة “بي بي” البريطانية، سيتم في إطارها استثمار 300 مليون دولار في التنقيب الجيولوجي في غرب سيبيريا في حوض “ينيسيي – خاتانغا”. وتملك الشركة البريطانية نحو 49 في المئة من المؤسسة المشتركة بمقتضى المذكرة الموقعة، على أن يبدأ العمل في أواخر العام الحالي. كما أبرمت “روس نفط” عقداً مع شركة “بيتروفيتنام” الفيتنامية لتوريد 96 مليون طن من النفط الروسي حتى العام 2040.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى