أدنوك والمجمع الشريف للفوسفات يوسعان شراكتهما
إتفقت شركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك” و”المجمع الشريف للفوسفات” المغربي، على بحث فرص تطوير مشروع عالمي مشترك على مراحل لإنتاج الأسمدة، في خطوة من شأنها تسريع تنفيذ استراتيجيتي أدنوك والشركة المغربية للتوسع عالمياً.
وسيعتمد المشروع المشترك المقترح على المزايا التنافسية لكلتا الشركتين والمتمثلة بخبرات أدنوك العالمية في إنتاج الكبريت والأمونيا والغاز وخدماتها اللوجستية المتطورة، وبين إمكانية “المجمع الشريف للفوسفات” في الوصول لأكبر موارد للفوسفات على مستوى العالم وخبراته الممتدة لقرن من الزمن في مجال إنتاج وتسويق الأسمدة. وتشمل الشراكة المقترحة تطوير شركة عالمية جديدة لإنتاج الأسمدة من خلال مركزين أحدهما في دولة الإمارات والآخر في المغرب، بحيث يتم استخدام كل من الأصول القائمة والجديدة مما يتيح لمنتجات المشروع المشترك الوصول إلى الأسواق العالمية.
وفي هذه المناسبة قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: “تمتلك دولة الإمارات علاقات وثيقة وخاصة مع المملكة المغربية الشقيقة، ونسعى دوماً إلى تنفيذ توجيهات القيادة بتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات ذات الصلة. ويعكس هذا المشروع المقترح جهود أدنوك لتعزيز القيمة من جميع الموارد المتاحة، خاصة فيما نركز على النمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات، وتنويع المنتجات وزيادة الإيرادات. ويسهم هذا المشروع في تعزيز العلاقات الوثيقة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، ونحن نتطلع إلى الانطلاق من هذه الأسس الراسخة لبناء شراكة عالمية جديدة في مجال الأسمدة.”
وأشار الجابر إلى أن الاتفاق يتماشى مع برنامج مبادرات أدنوك لتوسيع الشراكات الذي كشفت عنه الشركة العام الماضي والذي يهدف إلى إقامة شراكات استراتيجية بنّاءة وتوسيع نطاق الاستثمارات لتشمل كافة جوانب ومراحل قطاع النفط والغاز، وأضاف: “نتطلع إلى التعاون والعمل مع شركاء استراتيجيين من أصحاب الكفاءات القادرين على القيام بدور مكمّل لخبراتنا في توظيف التكنولوجيا المتطورة، وتعزيز فرص وصول منتجاتنا إلى أسواق جديدة”.
ويعد هذا المشروع امتداداً للشراكة التي تم تأسيسها بين الطرفين من خلال اتفاقية شراء الكبريت طويلة الأجل التي أعلنت عنها الشركتان في كانون الأول (ديسمبر) 2017. وستعمل الشركتان على تطوير القدرات التي ستدعم هذا المشروع، حيث ستوسعان نطاق شراكتهما، وستستفيدان من نقاط القوة لدى كل منهما وستبنيان كوادرهما البشرية.
وتندرج الاتفاقية ضمن خطط أدنوك الرامية إلى زيادة حجم إنتاجها الحالي من الكبريت بنسبة لا تقل عن 50%، من مستواه الحالي البالغ 7 ملايين طن سنوياً، وذلك من خلال استغلال الأغطية الغازية والتوسع في إنتاج الغاز الحامض. وكان “المجمع الشريف للفوسفات” قد شارك في برنامج تطوير واسع النطاق سيمكنه من تأمين حصة جيدة من الطلب المتزايد على الأسمدة. واكتملت المرحلة الأولى من البرنامج هذا العام وساهم في رفع الطاقة الإنتاجية الحالية من الأسمدة للمجموعة إلى 12 مليون طن، وطاقة صادرات الصخور لأكثر من 18 مليون طن.
من جانبه قال مصطفى التراب الرئيس والمدير العام للمجمع الشريف للفوسفات: “يجمع هذا التعاون بين أكبر احتياطي للفوسفات وأكبر طاقة إنتاجية للكبريت على مستوى العالم ويشكل تحالفاً غير مسبوق في هذه الصناعة، كما أنه سيوفر قاعدة من الأصول العالمية المتكاملة والمواقع الجغرافية المتميزة. ونحن نعتبر هذه الشراكة الجديدة فرصة فريدة تتماشى مع استراتيجيتنا العالمية التي ستساهم في تعزيز قدرتنا على تلبية الطلب المتزايد على الأسمدة في جميع أنحاء العالم”.
جاء هذا الاتفاق على هامش ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات، الذي تم خلاله إزاحة الستار عن خطط “أدنوك” لتعزيز مكانتها كلاعب عالمي في مجال التكرير والصناعات البتروكيماوية، وزيادة القيمة من كل برميل يتم إنتاجه بما يعود بالفائدة على دولة الإمارات وأدنوك وشركائها. كما وتتماشى مذكرة التفاهم مع استراتيجية “أدنوك” المتكاملة 2030 للنمو الذكي الرامية إلى تعزيز الربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، وضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، مدعومة بتعزيز التسويق الاستباقي المرن. وستدعم المشاريع المزمع تنفيذها في إطار المذكرة خطط الشركة للنمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات الرامية إلى تطوير أكبر مُجمّع متكامل في موقع واحد على مستوى العالم لعمليات التكرير والصناعات والبتروكيماوية في مدينة الرويس.
يشار إلى أن ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات يجمع تحت مظلته أكثر من 40 رئيساً تنفيذياً من أنحاء العالم وما يزيد على 800 من كبار قادة الشركات المتخصصة في مختلف القطاعات. ويتيح الملتقى لشركاء وعملاء وموردي أدنوك التعرف على تفاصيل الخطط الجديدة للشركة والتي تركز على التوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات علاوة على فرص الشراكات والاستثمارات الجديدة المتوفرة في كافة جوانب ومراحل أعمال الشركة.