الياس أَبو شبكة ضيف “صالون فيلُوكاليَّا”

هنري زغيب متحدثًا عن “أَبو شبكة شاعر الحب المستحيل”

خصَّص “صالون فيلُوكاليَّا الأَدبي” ندوتَه هذا الشهر لجلسةٍ عن الياس أَبو شبكة “شاعر الحب المستحيل”، بحضور جمهور يتقاطر، متزايدًا شهرًا بعد شهرٍ، إِلى مقَرّ “فيلوكاليَّا” لدى دير الزيارة في عينطورة – كسروان.

افتتحت الجلسةَ رئيسةُ جمعية ومعهد “فيلوكاليَّا” الأُخت مارانا سعد بكلمةٍ جاء فيها:” مساء الشعر حين يُصبح وطنًا، والفن حين يَصير وجهَ الإِنسان الأَجمل… نحتفي الليلة في الصالون الأَدبي بالشاعر الياس أَبو شبكة، ابن زوق مكايل التي يَخرج من حجارتها الملحُ والعطرُ معًا، ومن أَزقَّتها يُطلّ الشعر كما يطلّ الضوء من نافذةٍ على البحر. وكان أَبو شبكة علَّمنا أَنَّ “القصيدة ليست حروفًا بل نبضٌ يَكتبُ الحياة بصدق”، وأَنَّ الشعر هو في “أَن تَزرعَ وردةً في صخرٍ، وتَنتظرَ أَن تُزهر المعجزة”. نلتقي الليلة بكم، يا أَصدقاء “فيلوكاليَّا” و”الصالون الأَدبي”، وأَنتم الجوهر الحقيقي لهذا اللقاء. فالشعر، كما يقال، ليس سجادةً نعلِّقها على الجدار، بل خبزُ الروح حين يجوع الإِنسان إِلى المعنى… فلندَع هذا اللقاء يشهد أَنّ الكلمة ما زالت قادرةً على أَن تجمع، وأَنَّ الفنّ ما زال قادرًا على أَن يُضَمِّد، وأَنَّ الإِنسان، رغم كل شيء، ما زال أَجمل قصيدة خُلقت على هذه الأَرض… مساؤُكم شعرٌ ونور، ومثْله مساءُ الزوق وعينطورة مدينَتَي الشعر والحب والإِنسان”.

ثم تولَّى الجلسةَ مديرُ “صالون فيلوكاليَّا الأَدبي” الشاعر هنري زغيب فتحدَّث، سردًا وقراءاتٍ بالتفصيل، عن سيرة أَبو شبكة ومسيرته، منذ ولادته في مدينة بروفيدنس (عاصمة ولاية رود آيلند الأَميركية)، وصباه في معهد عينطورة، فوفاة والده المأْساوية وهو في العاشرة. ثم أَضاء على حياة أَبو شبكة في زوق مكايل، ومزاولته التدريس في بيروت لفترة وجيزة، وانصرافه نهائيًّا إِلى الصحافة والترجمة، وخطوبته “غلواء” تسع سنوات حتى زواجه منها سنة 1931، وخسارته جنينًا أَسقطَتْه لضرورات صحية. وسرد زغيب عن مطالع المؤَلفات الشعرية منذ “القيثارة” (1926)، وقصة علاقته بالمرأَة التي نفر من علاقته الجسدية بها وكتب فيها معظم قصائد “أَفاعي الفردوس” (1938)، وإِشاحته بعدها عن النساء وانصرافه إِلى جمال الطبيعة كما ظهر في ديوانه “الأَلحان”. وظل أَبو شبكة على حاله من القنوط حتى عرف الحب الحقيقي سنة 1940 مع “ليلى” التي أَلهَمَتْه أَجملَ شعره في آخر ديوانَين له: “نداء القلب” و”إِلى الأِبد”. وبقي وفيًّا لهذا الحب حتى وفاته في 27 كانون الثاني 1947.

تخلَّلَ الجلسةَ غناءُ قصيدة “أَرجع لنا ما كان” من شعر أَبو شبكة وتلحين إِياد كنعان، أَدَّتْها رابيكا يوسف، ورافقها على البيانو فادي خليل مدير البرامج الفنية في “فيلوكاليَّا”.

بعد الحديث، جرى حوار مع الجمهور استفسارًا وتعليقًا، واختتم زغيب الجلسةَ بإِعلانه موعدَ الجلسة المقبلة في 15 تشرين الثاني 2025 عن المبدع اللبناني مصطفى فرُّوخ.

Exit mobile version