العراق يقلل من أهمية تقرير لـ”فاو” يحذّر من أزمة غذائية بسبب النزاع

قلّلت بغداد من أهمية التحذيرات التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة” (فاو) من إمكان أن يسبب النزاع في العراق مشكلات تتعلق بالأمن الغذائي، مؤكدة أن الإنتاج المحلي خلال العامين الماضيين بدأ يسد أكثر من 50 في المئة من حاجات البلد“.

وأكدت المنظمة، التي تتخذ من روما مقراً، في بيان أن الأزمة الأخيرة تسببت في فرار السكان وترك الزراعات أثناء موسم الحصاد“. وأضاف البيان: “منذ كانون الثاني (يناير) الماضي فرّ أكثر من مليون شخص من منازلهم ومزارعهم تاركين خلفهم وظائفهم وأملاكهم أثناء موسم حصاد القمح والشعير“.

ولفت إلى أن الأمطار الغزيرة قبل الأزمة سمحت لـفاوبتوقع حصاد قمح يصل إلى ثلاثة ملايين طن هذه السنة، أي أكثر من 16 في المئة من متوسط السنوات الخمس الماضية، كما توقعت إستقرار حصاد الشعير خلال السنة عند 900 ألف طن، بزيادة 15 في المئة عن السنوات الخمس الماضية.

وعانى العراق منذ تسعينات القرن الفائت إثر تطبيق العقوبات الاقتصادية الدولية بحقه، من تراجع نشاط القطاع الزراعي، قبل أن توجه الضربة القاضية بعد الغزو الأميركي في 2003، حين إعتمد في شكل كامل على الإستيراد لتأمين الغذاء“.

وأعلن وزير التجارة خير الله بابكر عن إرتفاع إنتاج الحنطة إلى 4.2 ملايين طن، أي الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي. وكان وزير التخطيط علي الشكري حذر بداية السنة من إستمرار ما سماه مشكلة النمو السكاني المفرط، مقدراً نسبة النمو بـ 3.2 في المئة سنوياً، ومشيراً إلى أن عدد السكان سيبلغ خلال سنوات قليلة 50 مليون نسمة، مطالباً الجهات المعنية بإقرار قوانين لتحديد النسل.

ورأى نائب محافظ البنك المركزي العراقي السابق مظهر محمد صالح أن كلفة الواردات العراقية تتجاوز 60 مليار دولار سنوياً، 43 في المئة منها أغذية استهلاكية.

بدورها قلّلت المستشارة الاقتصادية الحكومية سلام سميسم من أهمية تحذير لمنظمة فاو، مؤكدة أن العراق وعلى رغم الشلل الذي أصاب بعض قطاعاته الإقتصادية، سواء الصناعية أو الزراعية، إلا أنه يمتلك الخبرات الكافية لتنشيط القطاع خلال فترات قصيرة“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى