ولنا كلمة: الوحدة هي أفضل دفاع عن لبنان

بيروت – سمير الحلو

الحوادث الأمنية المختلفة التي تهب عاصفةً في جميع أنحاء لبنان يجب أن تكون بمثابة تذكير ظلامي لقادة هذه البلاد، إذا كانوا يحتاجون إلى واحد، على أن هناك حاجة ماسة إلى الوحدة الوطنية أكثر من أي وقت مضى، وينبغي على الجميع العمل للتقليل من التهديدات الطائفية وتخفيض التوتر.

من التفجير الإنتحاري في ضهر البيدر، إلى إغلاق الطرق في العاصمة ورمي القنابل في طرابلس وغارات الشرطة والأمن العام في منطقتي الحمرا والروشة في بيروت والقصف عبر الحدود في الطفيل والظهور المسلح ل”حزب الله” أمام أعين الجيش في البقاع الشمالي … كلها أحداث تغذّي أجواء التوتر عموماً، وتسلّط الضوء على كيف أن هذا البلد صغير وهشّ: زلزال في البقاع يمكن أن يشعر به سكان بيروت.

من جهة أخرى، إن عمل قوات الأمن، من جيش وقوات أمن داخلي وأمن عام، يستحق الثناء، وإن نجاحاتها هي نتيجة وجود الشجاعة لإتخاذ القرارات الصعبة، قراراتٌ تتجاوز الإنقسامات السياسية أوالطائفية أو الدينية أو الحزبية.

من أجل أن تكون أفضل ما يمكن أن تكون، تحتاج قوى الجيش والأمن الداخلي الى الشعور بأن كل البلاد تقف خلفها. إن الوحدة الوطنية هي الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى.

الواقع أن أعمال العنف تُرتكب من دون تمييز – جميع اللبنانيين هم في خطر، لذلك يجب على جميع اللبنانيين العمل معاً لحماية البلاد من مثل هذه الإنقسامات والتفكك والتشرذم.

ولكن الأمر الأكثر إلحاحاً وحيوية يكمن في إتخاذ كل الشخصيات القيادية في البلاد مواقف مماثلة، والترفّع عن الخلافات الراسخة سابقاً.

فمن الواضح أن كل هذه الحوادث الأمنية خلال الأشهر الأخيرة تهدف كلها إلى زرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة: وهو أمر لا يمكن إنكاره كثيراً. لذلك من الضروري جداً أن تعمل جميع الجهات الفاعلة الدينية والسياسية من أجل الحد من أي توتر من هذا القبيل.

من أهل العلم والمعرفة إلى الواعظين والدعاة، إن من أهم أهداف عملهم ومن مسؤوليتهم الآن التأكد من أن هذا البلد هو بمنأى عن العاصفة الطائفية المتزايدة التي تجتاح المنطقة.

شؤون لبنانية

نشرت هذه المادة في مجلة اسواق العرب المطبوعة العدد رقم (24) صفحة (8) بتاريخ  تموز 2014

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى