“كنوزُ عُمان” تُبهِرُ البريطانيين

الملحق الإعلامي في السفارة العُمانية محمد البوسعيدي: مُحرّك الحدث.

دَعَت سفارة سلطنة عُمان في لندن قبل أيام إلى حفلٍ جرى خلاله إطلاق الفيلم الوثائقي التاريخي “كنوز عُمان”، الذي يُجسّد مختلف الحضارات والثقافات التي مرّت بها السلطنة عبر آلاف السنين، تحت رعاية وزير الإعلام العُماني الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وحضور عدد من الديبلوماسيين والأكاديميين والصحافيين ورجال الأعمال من عرب وأجانب.
وقد ألقى في المناسبة الملحق الإعلامي في السفارة محمد البوسعيدي كلمةً رحَّب بها بالحضور، وشرح أهمية هذا الفيلم الوثائقي ومدلولاته التاريخية.
وقد أُنتِجَ هذا الفيلم الوثائقي، الذي أخرجه جوني كروكيت، بالتعاون بين مجلة “نزوى” العُمانية وشركة الإنتاج “ساند ستون غلوبال” البريطانية، حيث تم تصويره خلال زيارة قامت بها الروائية والبروفسورة البريطانية “بيتاني هيوز” للعديد من المواقع الأثرية والتاريخية في سلطنة عُمان، ابتداءً من محافظة مسندم حتى محافظة ظفار، وسيعرض الفيلم على قناة “بي بي سي” العالمية والقناة الرابعة البريطانية اللتين تحظيان بملايين المتابعين.
وقالت الروائية بيتاني هيوز في تعليق لها خلال الفيلم إن زيارتها لسلطنة عُمان تهدف إلى التعرف على عبق الماضي التليد لهذا البلد، فتعرفت على الحضارات التي ظهرت على أرض عُمان من قبل الميلاد حتى العصور الوسطى.
وأضافت أنها خلال الزيارة قامت بمرافقة الفرق الاستكشافية التي تقوم بدراسة بعض المناطق التي توجد فيها بعض الدلالات والاستكشافات المرتبطة بوجود المستوطنات القديمة من العصر النحاسي، وقامت بزيارة العديد من القلاع والحصون في سلطنة عُمان.
ويُقدّم الفيلم رؤيةً بصرية لرحلةٍ في جبال الحجر وبالتحديد في جبل شمس، وكيف استفاد الإنسان العُماني من هذه الجبال منذ حضارة مجان، وكيف مكّنت تجارة النحاس تلك الحضارة من الازدهار.
كما يذهب الفيلم لتقديم حقائق عن مدافن بات الأثرية في ولاية عبري، مرورًا بـ”وادي دوكة” في محافظة ظفار، حيث تجارة اللبان وما يقوم به سكان عُمان من ممارسات تجارية تتعلق بالتوابل بين الهند والصين ومصر.
ويُبرِزُ الفيلم تاريخ مدينة سمهرم الأثرية في محافظة ظفار وخور روري، وآخر الاكتشافات التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. ويتطرّق الفيلم إلى نظام الأفلاج في سلطنة عُمان، من خلال مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، وكيف أسهمت في نمو الأنشطة الزراعية وازدهار المجتمعات، ويُركّز على ولاية بهلاء، ليقترب من قلعتها التاريخية وسورها الأثري.
ويهتم الفيلم في الحياة البحرية في محافظة مسندم، ويُبرزُ أهمية التجارة البحرية وما أسهم في تكوين اللغة الكمزارية، وهي عبارة عن مزيج من لغاتٍ عدة كالفارسية والبرتغالية والفرنسية وغيرها من لغات الشعوب التي كانت تأتي إلى مسندم قديمًا من أجل التجارة.
يُذكَر أن بيتاني هيوز هي مؤرخة وكاتبة ومذيعة متخصصة في مجال الثقافة العالمية، وتحظى برامجها بمتابعة ما يقارب 250 مليون شخص من جميع أنحاء العالم. وهي تعمل حاليًّا أستاذة في معهد التعليم المستمر في جامعة كامبريدج، وزميلة أبحاث في معهد كينغز لندن.
وقد قامت بيتاني بكتابة وتقديم أكثر من 50 فيلمًا وثائقيًّا وإذاعيًّا وتلفزيونيًّا حول موضوعات دولية مختلفة تشمل الثقافة الإسلامية وكبار الفلاسفة والفنانين في العالم، وعُرضت هذه البرامج على قناة “بي بي سي” والقناة الرابعة  و”بي بي أس” و”ذا هيستوري تشانل” و”ناشيونال جيوغرافيك” و”أي تي في”.
وفي شأن التواصل الإعلامي تعمل سلطنة عُمان من خلال وزارة الإعلام، والتي يمثلّها في لندن الملحق الإعلامي محمد البوسعيدي، على التنسيق والتواصل المستمر مع جمعية الصحافيين الأجانب في العاصمة البريطانية، التي تُعدّ أقدم منظمة إعلامية من نوعها في العالم، من خلال العديد من البرامج بما فيها رعايتها للحفل السنوي لجوائز الجمعية لما يمثل ذلك من علاقات وروابط ديبلوماسية وثقافية مع المملكة المتحدة.
ولسلطنة عُمان حضور بارز في وسائل الإعلام البريطانية من أجل الترويج لأبرز المشروعات الاستراتيجية والفرص الاستثمارية التي تعزز مكانتها محليًّا ودوليًّا، وما يعكس تاريخها الممتد عبر العصور والحقب الماضية، وذلك ببث اللقاءات والتغطيات والمقالات في مختلف وسائل الإعلام البريطانية.

من الحضور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى