آنّي إِرنو: لهذا نالت جائزة نوبل (2 من 3)

كتابُها “الشاب” (2022)

هنري زغيب*

في الجزء الأَول من هذا المقال عرضتُ نبذة عن الفائزة بـ”نوبل الأَدب” 2022 الكاتبة والروائية الفرنسية آنّي إِرنوAnnie Ernaux (82 سنة)، والظروف الكتابية والشخصية التي جعلَت الأَكاديميا السويدية تمنحها الجائزة لهذا العام على مجموع مؤَلَّفاتها التي تنطلق من السيرة الخاصة الذاتية إِلى الحالة العامة الشاملة.

في هذا الجزء الثاني أَستعرض 14 من تلك المؤَلفات، وأُكمل الباقي في الجزء الثالث الأَخير. ومعظم مؤَلَّفاتها صدرَت لدى دار “منشورات غاليمار” العريقة منذ 111 سنة (تأَسسَت سنة 1911). ثم عادت “منشورات غاليمار” ذاتُها فأَصدرت في سلسلتها الشعبية الرائجة “فوليو” (فرع من “غاليمار” تأَسس سنة 1972) بعض مؤَلفات إِرنو. وهنا ثبْتٌ بأَبرزها:

  1. العودة إِلى إِيفتو Yvetot (منشورات موكونْدْوِي): صدرَت الطبعة الأُولى سنة 2013، وتصدُر الشهر المقبل (في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2022) طبعة جديدة مزيدة مع هوامش إِضافية. وهو نص محاضرة أَلقتْها آنّي إِرنو سنة 2012 لمناسبة لقائها الأَول مع قراء مدينة طفولتها. وفي الكتاب مجموعة وثائق غير منشورة بين صُوَر فوتوغرافية ورسائل ومقتطفات من دفتر يومياتها الحميمة.
  2. الشاب (منشورات غاليمار 2022): نص شخصي بقي في أَدراج الكاتبة مدة طويلة ولم تكن تنوي نشْره. تروي فيه قصتها مع شاب أَصغر منها بثلاثين سنة، كانت لها معه علاقة حبّ صاخبة. وفي ثنايا النص تشرح ما كان لهذه التجربة الغريبة من تأْثير على كتاباتها في ما بعد.
  3. المحترف الأَسْوَد (منشورات غاليمار 2022): نص ملْموم من دفتر يومياتها الحميمة الذي بدأَت تدوِّن فيه يوميًا منذ 1982 انطباعاتها ومجريات نهارها وتجربتها الكتابية وما لها وما للآخرين معها. وإِلى براعتها في أُسلوب رواياتها والسيَر الذاتية، نقَّحت إِرنو مقتطفات من يومياتها بين 1982 و2015. ومعظم الكتاب بشكل حوار طويل للكاتبة مع ذاتها.
    كتابُها “كتابة الحياة” (2020)
  4. كتابة الحياة (منشورات غاليمار 2020): منتخبات من 12 كتابًا للكاتبة نسجت فيها تجربة المزج بين شغف الكتابة وشغف الحياة. وفي الكتاب 10 نُصوص قصيرة بين: قصص جرَت مع الكاتبة، وملاحظات لبعض قراءاتها، وانطباعات خاصة حول الكتابة والقراءة، ومجموعة صُوَر فوتوغرافية مرتَّبة تسلسُلًا زمنيًّا مع تعليقات عليها وردَت حرفيًّا في اليوميات الحميمة.
  5. فندق كازانوفا ونصوص قصيرة أُخرى (منشورات فوليو 2020): مختارات من باقة نصوص قصيرة وضعتْها الكاتبة بين 1984 و2006، صدر بعضها في كتابها السابق “كتابة الحياة”.
  6. مذكرات فتاة (منشورات غاليمار 2016): تسترجع فيه الكاتبة ما حصل لها صيف 1958 إِذ أَمضت ليلة مع رجل في مخيَّم صيفي. تعرضُ صدمةَ تلك الليلة وتستعرض الفتاة التي كانتها عامئذٍ عبر ذكرياتها ورسائلها الخاصة وصُوَر فوتوغرافية من ذلك الصيف، وانعكاسها على حياة “تلك الفتاة” بين ذاك الصيف وحاضرها بعد خمسة عقود من تلك الليلة. نال هذا الكتاب جائزة مرغريت يورسنار 2017.
  7. المكان الحقيقي (منشورات غاليمار 2014): سلسلة حوارات طويلة مع مخرجة الأَفلام الوثائقية ميشالَّا بورت، كشفت فيه إِرنو ثنايا مؤَلفاتها على ضوء الأَمكنة التي عاشتْها أَو عاشت فيها. وإِبّان تلك الحوارات المتتالية في جلسات عدة كشفت إِرنو تماسُكًا خفيًّا في خلفية كتاباتها المتوالية، منذ كتابها الأَول “الخزائن الفارغة” حتى “السنوات” و”الفتاة الأُخرى”.
    كتابُها “أُنْظُر إِلى الأَنوار يا حبيبي” (2014)
  8. أُنظُر إِلى الأَنوار يا حبيبي (منشورات لو سوي 2014): طوال سنة كاملة دوَّنت إِرنو يوميات زيارات لها إِلى “سوق أوشان”، لم تقتصر على مجرد التجوُّل في السوق، بل هو موعد إِنساني مع المتسوقين في سياق مشهد بانورامي واسع. وفي الكتاب تدوين يومي لمشاهداتها وملاحظاتها واستفهاماتها حول كل ما تراه.
  9. الفتاة الأُخرى (منشورات نيل 2011): كانت آنّي في العاشرة حين اكتشفَت أَنَّ لها شقيقة كبرى توفيَت في السادسة من عمرها بمرض خبيث. أَخفى والداها ذلك عنها وهي لم تسأَلهما عنه قط. ويدور الكتاب حول الشقيقة الغائبة في نص هو في تمايُز واضح بين الخيال والواقع.
    كتابُها “السنوات” (2008)
  10. السنوات (منشورات غاليمار 2008): نسيج السنوات المتتالية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم في ذكريات امرأَة. وهي سيرة ذاتية غير شخصية تسرد التغيُّرات الحاصلة تواليًا بين الأَفكار والمعتقدات والأَماكن العامة التي تنقَّلت بينها الأَجيال في مجتمعاتها. نال الكتاب جائزة “سْتْريغا” للأَدب الأُوروبي.
  11. استخدام الصورة (منشورات غاليمار 2005): كتاب مشترك كتابةً مع مارك ماري، مجموعة 14 صورة فوتوغرافية لغرفة رجل وامرأة بعد لقائهما العاطفي المجنون، غاب عنها الجسدان ليبقى في النص تدوين يوميٌّ لمذكرات بين آذار/مارس 2003 وكانون الثاني/يناير 2004 تسرد كل الشهوة العابقة من تلك الغرفة، وفق نبض الكاتبة التي تتَّبع علاجًا إذ كانت تعاني من سرطان الثدي، وما كان لها من أَحوال ومواقف مع عشيقها، في محاولة شاقة لالتقاط العلاقة الخفية والرهيبة بين لاواقعية الجنس وواقعية ما جرى في الغرفة.
  12. الكتابة كما بالسيف (منشورات ستوك 2003): حوار طويل مع الكاتب الفرنسي (من أَصل مكسيكي) فردريك إيف جآنّيه (م. 1959) شرحت فيه طقوسها في الكتابة خلال 30 سنة، وكيف ولماذا جاءَت إِلى عالم الأَدب.
  13. الاحتلال (منشورات غاليمار 2002): نص منقَّح ومزيد لـمقال طويل كان صدَر سنة 2001 في ملحق جريدة “لو موند” حول شعورٍ بالغيرة والحسد كان يحتلّ كيانها حتى بات هاجسَها الأَول. وحين تخلّصت من هذا الهاجس انطلقَت إِلى فضاء آخر من الكتابة إِنما بإِنتاج أَقَلّ.
  14. الضَياع (منشورات غاليمار 2001): نص فيه شغف هائل هائج حيال رجل غريب من أَحد بلدان الشرق سردت بعض قصتها معه في كتابها “شغف بسيط” (صدر سنة 1991).

في الجزء الثالث الأَخير من هذا المقال، أُلخِّص 11 كتابًا آخَر للكاتبة، و6 كتب صدرت عنها.

فإِلى المقال المقبل.

  • هنري زغيب هو شاعر، أديب وكاتب صحافي لبناني. وهو مدير مركز التراث في الجامعة اللبنانية الأميركية. يُمكن التواصل معه عبر بريده الإلكتروني: email@henrizoghaib.com  أو متابعته على موقعه الإلكتروني: www.henrizoghaib.com أو عبر تويتر: @HenriZoghaib
  • يَصدُر هذا النص في “أَسواق العرب” (لندن) تَوَازيًا مع صُدُوره في “النهار العربي” (بيروت).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى