التحدّي الأكبر قَريبٌ في القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك

عرفان نظام الدين*

أيامٌ قليلة ونواجه التحدّي الأكبر والأخطر في القدس الشريف والمسجد الاقصى الذي بارك الله من حوله واسري بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

لقد استُكمِلَت الاستعدادات والخطط لتنفيذ جولةٍ جديدة لاقتحام المسجد وهدم قبّة الصخرة المشرفة التي صلى تحتها النبي الكريم تمهيدًا لهدم المسجد بكامله وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه تحت غطاءٍ إسرائيلي رسمي وعدم اهتمامٍ عربي وإسلامي وصمتٍ عالمي مُريب.

وكانت حلقات المؤامرة بدأت منذ احتلال القدس الشريف وتكرّرت مرات ومرّات كان اخرها في الشهر الماضي، عندما اقتحم الصهاينة المتطرفون المسجد واعتدوا على المصلّين وحطّموا المُقتنيات الاثرية فيما تولّى الجيش الإسرائيلي التغطية على الجريمة وإطلاق النار على الأبطال الذين استبسلوا في الدفاع عنه. ولولا شجاعة المرابطين الأشاوس لنجح الصهاينة في تنفيذ مؤامرتهم.
لكن هذا الهجوم الإجرامي لم ينتهِ فصولًا، إذ أن الهجوم الجديد حُدِّدَ في آخر الشهر الجاري ضمن المؤامرة الأكبر التي تهدف إلى تهويد القدس بالكامل وتدمير المقدسات الاسلامية والمسيحية وإبعاد المواطنين العرب أبناء القدس الأصليين أبًا عن جد.

ومَن يُتابعُ الخطط الاسرائيلية منذ احتلال القدس في حرب العام ١٩٦٧ وصدور قرار الكنيست بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل يرى أن سلطة الاحتلال لم تُضَيِّع وقتًا في عملية التهويد وإقامة المستعمرات الاستيطانية وانتهاك حرمة المقدّسات الإسلامية والمسيحية، وتهجير المواطنين العرب بأُسلوبٍ منهجي يُركّز على الحصار والتضييق.

إلّا أن المؤامرة المتواصلة ركّزت على تهويد القدس والتآمر لهدم المسجد الأقصى منذ أمد بعيد، حيث وقعت اعتداءات عدة كان أخطرها إشعال النار داخل المسجد وإحراق المنبر وبعض أجزائه، وكادت أن تقع الكارثة لولا أن هبَّ أبطال القدس لإطفاء الحريق وإحباط المؤامرة. وعمدتُ فورًا إلى إصدار كتابي الأول في العام ١٩٧٠ بالاشتراك مع أخي الحاج علي الدجاني نائب القدس ومدير مكتب صحيفة “الحياة” في الأردن وعنوانه “القدس إيمانٌ وجهاد”، ووثّقنا فيه الأحداث وتفاصيل مؤامرة التهويد مع التركيز على أهمية الإيمان بقضية القدس وفلسطين وفريضة الجهاد لتحريرها.

واليوم وبعد أكثر من نصف قرن لم تتبدّل المواقف؛ إسرائيل تواصل تنفيذ المؤامرة والعرب في سباتٍ مُخزٍ والأمّة الإسلامية غير مُبالية، ولولا بطولة وشجاعة المرابطين الفلسطينيين وتعاطف بعض العرب لحصل المحظور … وبانتظار المواجهة الجديدة في نهاية الشهر الجاري لا يسعنا إلا أن نُصلّي لزهرة المدائن ومدينة السلام التي لا سلام إلّا بتحريرها وإنقاذ المسجد الاقصى المبارك.

  • عرفان نظام الدين هو كاتب، صحافي ومُحلل سياسي عربي مُقيم في لندن. كان سابقًا رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى