عشرون “مركز التراث” في اللبنانية الأَميركية

بعد احتفالها بتنصيب رئيسها الجديد الدكتور ميشال معوَّض، احتفلَت الجامعة اللبنانية الأَميركية  بالذكرى العشرين لتأْسيس “مركز التراث اللبناني” فيها (2002 – 2022)، في احتفالٍ حضرهُ رئيس الجامعة الجديد والرئيس السابق الدكتور جوزف جبرا والوزير السابق سجعان قزي وأَركان الجامعة وجمهور كثيف من روّاد أَنشطة المركز قبل الجائحة.

معوّض: وظيفة أَكاديمية رابعة

أَدارت الاحتفال السيدة برت مقادسي وافتتحه رئيس الجامعة بكلمة جاء فيها: “لكلّ جامعة رائدة وظائف ثلاث: استنباط المعرفة وإِيصالها وتطبيقها، وهي لا تبلغ مداها المطلوب إِلَّا بوظيفة رابعة هي تعزيز التراث وحفْظه وصَوْنه فيكون جزْءًا رئيسًا من هوية المجتمع… وفي فترة وجيزة من عَقْدين، بات مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأَميركية مَعْلَمًا ثقافيًا على مستوى لبنان والخارج بسلسلة نشاطات لم تنقطع، تضيْءُ ليل لبنان المدْلَـهِـمّ. وما حقَّقَه المركز في سنواته العشرين تجاوَز إِنعاش الذاكرة الثقافية وإِحياء التراث إلى تكريس الجانب الثقافي في حياة مؤَسسات التعليم العالي مُكملًا إِنجازات أَكاديمية تشكّل المسيرة الجامعية. لذا لا يضاهي فرحَ الجامعة اللبنانية الأَميركية بعشرينية مركزها إِلَّا اعتزازُها بإِنجازاته المتتالية فكْرًا ونشْرًا وثقافةً وإِضاءَات من صفحاتنا التي تكاد تَكون مَنسيَّة. من هنا، ما من شُكْر يَفي زميلَنا الشاعر هنري زغيب حقَّه، ويؤدّي له التقدير والعرفان اللذَين يستحقُّهُما. لذا أُجدد الْتزام الجامعة بِدعْم المركز وتـمويله والوقوف خَلْفه ليبقى منارة في ليل لبنان الداكن. فنيابةً عن الجامعة وأَصالةً عن نفسي، أَشُدُّ على يد الشاعر هنري زغيب مُبارِكًا له هذا الإِنجاز، متمنيًا له ولـلمركزِ اطّراد النجاح ومَزيدًا من إِبداع تُراثيّ هو بعضُ تَعافينا الوطنيِّ من المحنةِ الراهنةِ التي يَـمُرُّ بها لبنان”.

تخلل الاحتفال عرضٌ لأَهم إِنجازات المركز من منشورات وكتب وندوات ومحاضرات ومؤْتمرات ومجلة “مرايا التراث” وتطبيق إلكتروني وندوات إلكترونية عن بُعد. وأَدَّى الفنان ناصر مخول مقاطع موسيقية على آلات تراثية من صنعه، عزف عليها مقطوعات لبنانية فولكلورية.

زغيب: كي لا تغيبَ شمسُ التراث

ختامًا كلمة مدير المركز الشاعر هنري زغيب، وفيها: “قبل عشرين سنة (2002) أَعلنْتُ شُروق مركز التراث اللبناني وليدًا جديدًا لأُمّه الجامعة مع الخطوات الأُولى من الأَلفية الثالثة في الأَشعة الأُولى من شمس القرن الحادي والعشرين. يومها كان شَعري أَقلَّ خريفًا وشِعري أَكثرَ ربيعًا فتَبِعْتُ ربيعي. آمنَت الجامعة بفكرة المركز فبات عليَّ أن أَكون عند ثقة الربابنة وأَقلع المركز مؤْتَزِرًا بإِيمانه أَنْ يؤَدّي رسالتَين: حفْظَ تراث لبنان والحفاظَ عليه، فتجمَّعت لديه نخبة مخطوطات ومحفوظات وكتب ومنشورات نادرة ومجلات وصُحف محتجبة، ومقتَنَيات شخصية عهَدَ بها ذوُوها إِلى المركز ليحفَظها كنوز تراثٍ، وهو يحافظ عليها في حرصٍ دَؤُوب وأَنشطة متتابعة ومنشوراتٍ متتابعة في 40 كتابًا، وندوات تخطَّت المئة في عشرين سنة استضافت على منبر الجامعة مئات المحاضرين انتَدَوا في أَوسع واحة عن مفاصل التراث اللبناني، ماديِّه وغيرِ المادي، بحضور جمهور تنامى حتى أَدمَن موعده شهريًّا إِلى مركز التراث اللبناني. ووُلدت للمركز مجلة “مرايا التراث”، بلغَت اليوم خمسة عشر عددًا دوريًّا وعددَين خاصَّين، والسادسَ عشر يتهيَّأُ للصُدور. وكان لجبران حيِّزٌ خاصٌّ في المركز فخصَّص له ندوات ومحاضرات ومؤْتمرات في بيروت وباريس ونيويورك. وحين توقَّفت الحركة في البلاد أَمنيًّا وكورونيًّا أَطلقَ المركز عشرين ندوة إِلكترونية عن بُعد كي لا تغيب شمس التراث. ويتهيأ المركز لمشاريع مقبلة قريبة: بينها التحضير الجبراني لمئوية كتاب “النبي” (2023) ومئوية الجامعة (2024)، والمتحف الإلكتروني للتراث اللبناني، وإدراج التراث اللبناني أكاديميًّا في مناهج الجامعة”.

وفي ختام الاحتفال أَهدى المركز جمهوره الإصدار الجديد من مجلة “مرايا التراث”، وهو عددٌ خاص بالذكرى العشرين لتأْسيسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى