الفُرَص العشْر في حياة جبران

في سلسلة اللقاءَات الدورية التي تُنظِّمها “مؤَسسة ابرَهيم نجار للثقافة والحريات” في بيروت (الأَشرفية)، دعَت الزميل الشاعر هنري زغيب إِلى محاضرة عن “الفُرص المصيرية العشْر التي شكَّلَت سيرة جبران ومسيرته”، في حضور نخبة مثقَّفين من رواد “المؤَسسة”.

افتتح المحاضرة رئيسُ “المؤَسسة” البروفسور ابرَهيم نجار عن أَهمية جبران الذي ما زال يرافقنا في حياتنا الثقافية والوطنية عنوانًا لها حتى في زمننا المعاصر.

قدَّم للمحاضرة المحامي الكاتب أَلكسندر نجار مركِّزًا على مضمون كتاب هنري زغيب عن جبران “هذا الرجل من لبنان” الصادر أَخيرًا عن منشورات “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU ، وأَضاء خصوصًا على حضور باربرة يونغ في حياة جبران والجدَل القائم سلبًا وإِيجابًا حول دورها بعد غيابه.

ثمّ جال هنري زغيب، من خلال ما ورد في كتابه “هذا الرجل من لبنان”، على موضوع الفُرَص العشْر التي، بحدوثها متتاليةً مع الظروف والمناسبات، ارتسمَت حياةُ جبران بالشكل الذي آلت إِليه، ولا تزال مفاصلُها محورَ نقاش بين الدارسين والنقَّاد، بدءًا من سفَره مع والدته كاملة وأَخيه بطرس وشقيقَتَيه مريانا وسلطانة، إِلى دخوله الولايات المتحدة بِاسْم “جبران رحمة”، والْتحاقه بمدرسة كوينسي (بوسطن) ومنها بنادي “دينيسون” حيث اكتشفَتْ موهبتَه المسؤُولةُ عن النشاط الفني وكتبَت إِلى المصوِّر فْرِد هولِند داي فاحتضنَه وشجَّعه وأَقام لرسومه معرضًا صدَفَ أَن زارتْه ماري هاسكل فكان لقاؤُهُ بها حاسمًا في تقرير مصير حياته كلِّها. ثم صدَف أَن الْتقى الشاب جبران في بوسطن الصحافيَّ اللبناني أَمين الغريِّب فأَخذ ينشُر له مقالاته على الصفحة الأُولى من جريدته “الـمُهاجر” في زاوية خاصة بعنوان “دمعة وابتسامة” (صدرَت لاحقًا في كتاب بالعنوان ذاته). وكانت لجبران فرصة أُخرى في سفره إِلى باريس يدرس الرسم بدعم مالي مباشَر من ماري هاسكل، حتى إِذا عاد إِلى بوسطن وانتقل إِلى نيويورك وعقَد صداقات مع شعرائها، سهَّل له صديقُه الشاعر ويتِّر باينر اجتماعًا بالناشر الشاب أَلْفْرِد كنوف الذي نشر له أَول كتاب بالإِنكليزية (“المجنون” – 1918) وتولَّى بعداك نشْر جميع مؤَلفاته الإِنكليزية، ومنها “النبي” (1923) الذي كانت لقراءاتٍ منه في كنيسة القديس مرقص (مانهاتن) فرصةُ حضور الشاعرة الأَميركية باربرة يونغ التي الْتَقَتْه لاحقًا في محترفه وأَصبحَت رفيقةَ آخر ست سنوات من حياته (1925 – 1931)، حتى نقلَتْهُ إِلى المستشفى الذي توُفّي فيه ليلة الجمعة 10 نيسان/أبريل 1931.

وهكذا، كما استخْلَص زغيب، من مصادفة إِلى تالية، ارتسَمَت حياة جبران عبْر فرَصٍ سعيدة تسلْسَلَت من حلقة إِلى أُخرى حتى شكَّلت سيرته ومسيرته وشُهرته.

ثم كان حوارٌ مع الـمُحاضر، أَسئلةً ومناقشات، تلاه تقديمُ الكتاب هديةً إِلى الحاضرين.

وحيال رغبة الحضور زيارةَ متحف جبران في بشرّي، وعَد البروفسور ابرهيم نجار أَن تُـهَيِّئَ “المؤَسسة” هذه الزيارة، وأَن تبحث مع “لجنة جبران الوطنية” في تنفيذ مشروع كبير كان قدَّمه المهندس جان لوي منغي لتوسيع وتطوير المتحف كي يستوعب جميع أَعمال جبران لأَن نحو 250 لوحة لم تَجِدْ بعدُ متَّسعًا لها في المتحف بسبب ضيق مساحته.

وفي اتصال لاحق مع البروفسور نجار قال لــ”أسواق العرب” إِنه فاتَحَ المهندس منغي بالأَمر فأَبدى استعداده لمواصلة هذا المشروع الذي كان صمَّمه وهو مستعدٌّ أَن يتابع تنفيذه بدون أَيِّ مقابل، وفْقَ سعي البروفسور نجار مع “لجنة جبران الوطنية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى