إبشروا يا عرب فالآتي أعظم!

بقلم عرفان نظام الدين*

بدأ العد العكسي لحسم مصير معركة الرئاسة الأميركية، وبالتالي مصير المنطقة والعالم من خلال السياسة العامة للفائز في الإنتخابات المُقررة في ٣ تشرين الثاني (نوفمبر).

المعركة مُحتَدمة بين الرئيس الحالي الجمهوري، دونالد ترامب، الذي يسعى إلى التمديد لولاية ثانية، والمُرَشَّح الديموقراطي المُنافِس، نائب الرئيس السابق جو بايدن. وسط ترقّب وانشغال في المنطقة والعالم كله نظراً إلى التداعيات التي ستُسفر عنها بعدما قلب ترامب كل المقاييس والسياسات والأوضاع.

وكان ترامب ضامناً للفوز قبل جائحة الكورونا، لكن انعكاساتها وأثارها أحرقت أهم ورقة بيده وهي النمو الإقتصادي وفرص العمل المُتاحة، ثم جاءت جائحة العنصرية بعد جريمة خنق المواطن الأسود جورج فلويد ليُتَّهم ترامب بإشاعة موجات العنصرية وتأجيج الكراهية بين البيض والسود.

ومع تسارع الأحداث تقلّصت شعبية الرئيس الحاكم، وأظهرت الإستفتاءات تَقدُّمَ بايدن إلّا أن هذا غير كافٍ، إذ أن شعبية ترامب قوية، وهو يعمل حالياً على تدبير خطوات عدة لضمان الفوز.

وبكل أسف فإن القضية الفلسطينية تدفع الثمن دائماً وتُكرر الظلم، هذه المرة عبر حمل الإمارات العربية المتحدة على الإعلان عن التوصل الى اتفاق سلام مع إسرائيل ضمن سلسلة خطوات مُماثلة لتامين شعبية إنقاذية لترامب، والحبل على الجرّار إذ سنشهد المزيد لتامين فوز ترامب مع تعليق مؤامرة ضم الاراضي العربية المحتلة لفترة قصيرة وفق محاولة لتقوية حظوظ المأزوم الآخر وهو بنيامين ناتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي في الإنتخابات القريبة .

ومع هذا علينا التنبيه الى عدم توقع حصول العرب على” المنّ والسلوى” والهدايا لقاء تنازلاتهم المُتكرّرة، لأنه لا بدّ من التأكيد على أنه في حال فوز بايدن ستكون خيبة الامل واسعة بعد التسرّع بإقامة الأفراح والليالي الملاح إحتفالاً بهزيمة ترامب صاحب أكثر المواقف ظُلماً للعرب، والفلسطينيين بشكل خاص.

فالمواقف إزاء القضية مُتشابهة مع بعض التفاصيل والفروقات البسيطة بين سياسة الحمار الديموقراطي والفيل الجمهوري. وأول هذه المؤشرات جاءت عبر اختيار بايدين السناتور كامالا هاريس نائبة له في حال فوزه مقابل مايكل بنس نائب ترامب. وهي تتميز بانها أول أميركية صاحبة بشرة سمراء، ومن اصل جمايكي- أسيوي (والدها من جمايكا ووالدتها من الهند) تتولى المنصب. وعند البحث في مواقفها نكتشف انها مؤيدة لإسرائيل، وشاركت في جمع التبرعات لها، وزارت الدولة العبرية لتُشيد بها كموطن جميل للديموقراطيه والعدالة (؟؟؟؟؟!!!) وترفض فرض حلّ للصراع العربي-الصهيوني متاثرة بزوجها اليهودي دوغلاس إيمهوف.

وبما أن ترامب يُبشّرنا بالمزيد من الضم والهضم، فإن بايدن يحمل في قلبه ضغائن ومواقف يُنتَظَر أن تنصَب على دول الخليج، ولاسيما المملكة العربية السعودية بسبب دعمها لترامب وقضايا خلافية، مثل مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي وغيرها.

اما بالنسبة إلى سياسة بايدن في الشرق الاوسط فتتلخّص خارطة طريقها في وثيقة ضخمة (٨٠ صفحة) تم إعدادها لتُقَرّ في مؤتمر الحزب في 17 آب (اغسطس)، أي الإثنين المقبل.

والنقاط الرئيسة في وثيقة ٢٠٢٠:

  • إعادة تقييم السياسات في الخليج العربي وخفض التصعيد وتجنّب الحروب واعتماد الديبلوماسية بدل القوة وتحديث الأنظمة.
  • إعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران، والحدّ من سياستها النووية.
  • إعادة الإعتبار للمنظمات الدولية.
  • وبالنسبة إلى القضية الفلسطينية، إعتبار وجود اسرائيل قوية وآمنة وديموقراطية أمرٌ حيوي لمصالح الولايات المتحدة، واحترام أمن إسرائيل وحقّها في الدفاع عن نفسها.
  • إنهاء الصراع العربي-الصهيوني ضمن حلّ الدولتين الذي يضمن مستقبل اسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية، وتأكيد حق الفلسطينيين في العيش بحرية وامن في دولة قابلة للحياة خاصة بهم، ورفض أي خطوات أحادية الجانب من قبل الطرفين بما في ذلك الضم ومحاربة الاٍرهاب.

ولا تعليق يُضاف الى الشرح للآتي الأعظم إلّا: إبشروا يا عرب ؟؟؟؟

  • عرفان نظام الدين هو كاتب، صحافي ومُحلّل سياسي عربي. كا رئيساً لتحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى