عندما يَسودُ الأقزام ويَتَحكَّمُ السُفَهاء؟

بقلم عرفان نظام الدين*

رُغمَ الإرتياح العام للتوصّل إلى اتفاقٍ لحلِّ أزمة السودان المُستعصية، فان التشاؤمَ بدأ يتسلّل إلى نفوسِ المواطنين بسسبب التحايل على الإتفاق، وسيطرة الرُعاع والسُفهاء على المجلس العسكري بهدف تفريغه من معانيه وإخماد الثورة الشعبية.

شعبُ السودان الصامد ابتلى بهؤلاء منذ نصف قرن. وما تسرّبَ من صُوَرٍ وفيديوهات يُقزّزُ الأنفاس ويُثيرُ السخط بسبب ما ظهر من عملياتِ قتلٍ وذبحٍ وإذلال المتظاهرين واغتصاب النساء. وعلى الرغم من الظلم فقد استمرّت الثورة السلمية.

وما شهدناه على امتداد السودان وديار العرب ينطبق عليه ما جاء في وصية ابن خلدون الخطيرة: لا تُوَلّوا أبناء السَفَلة والسُفهاء قيادة الجنود، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب إجتهدوا في ظُلمٍ الأبرياء وأبناء الشُرَفاء وإذلالهم بشكلٍ مُتعَمّد نظراً إلى شعورهم المُستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم.

وقد اتّبع أميرُ الشعراء أحمد شوقي ابن خلدون في تحذيراته عندما قال:
صاغوا نُعوتَ فضائل لعيوبهم       فتعذّر التغييرُ والإصلاح
فالفتكُ فنٌّ والخداعُ سياسة      وغنى اللصوص براعة ونجاح

وأختم مع معارضة لقصيدة أحمد شوقي التي أبدعت فيها أم كلثوم “سلوا قلبي” التي ألّفها بلغة هجينة تجمع بين الفصحى والعامية الشاعر المُبدع سيّد حجاب الذي يصفه بأنه شعر الحلمنتيشي، وقال فيها:

سلوا قلبي وقولوا لي الجوابا… لماذا حالُنا أضحى هبابا؟!
لقد زادَ الفسادُ وسادَ فينا فلم ينفع بوليسٌ أو نيابة
وشاعَ الجهلُ حتى أن بعضاً من العلماء لم يفتح كتابا
وكنّا خيرَ خلقِ الله… صُرنا في دَيلِ القايمة وفي غاية الخيابة

وبعد هذا الوصف لا زيادة ولا كلام؟

  • عرفان نظام الدين هو كاتب، صحافي ومُحلّل سياسي عربي. كان رئيساً لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى