كَهرباءُ الشَرق وكَهرباءُ الغرب

بقلم البروفسور بيار الخوري*

دَخَلَ لبنان نَفَقاً مُظلِماً، وللمرّةِ الاولى لا نستطيع ان نضع السلبيات والإيجابيات في الميزان، لأن الأخير بات مُثقَلاً بسلبياته في مقابل تعطّل الآفاق الإيجابية. لبنان أمام تحدّي تحويل أزمته الى مخاطرة إيجابية تُعيدُ رسم اقتصاده، في العقل أوّلاً، على أُسُسٍ مُستدامة تسمح باستيعابِ الأزمات الإجتماعية من خلال زيادة فُرص العمل، وتَخفيضِ مُعدّلات الفقر والجوع، وتحسينِ كلّ المؤشرات التي تتفق وتتواءم مع أهداف منظمة الأمم المتحدة.

يأتي في هذا الإطار التجاذب السياسي حول الموضوع الذي سُمّي اصطلاحاً التوجّه شرقاً، والذي سرعان ما تحوّل الى تصنيفه تبعاً لانتماء كلّ طرفٍ على قاعدة “شرق-غرب”، والتخويف من مسألة التعاون مع الشركات الصينية تحديداً وما يدعوه الاميركيون بفخ الدَين.

إن مُقاربةَ موضوع دخول الشركات الصينية الى لبنان يكتسبُ أبعاداً محلية اكثر مما هي جيو-استراتيجية تتصل بالنزاع الصيني-الاميركي. فهل يمنع فعلاً التجاذب الجيوسياسي التعاون مع الصين او الشركات الصينية؟

لقد اخترتُ مجموعةً من البلدان العربية والإقليمية المحسوبة بشكل لا يقبل الجدل على الجيوسياسة الأميركية في محاولةٍ لإظهار حجمِ الخبث في ربط التعاون مع الصين بجيوسياسة خاصة في موضوع الطاقة:

سأعطي تجربتين جزئيتين، ولكنهما مُعبّرتان، من دولَتي اسرائيل وتركيا:

كل حلفاء أميركا المُخلصين في المنطقة يختارون ىشركاءهم بناءً لحسابات الكفاءة والكلفة والمردود، وحده لبنان الغارق بالفساد والدين واللاكفاءة لا يرغب بالإنزلاق الى فخّ الدَّين الصيني.

Exit mobile version