أوقفوا مشروع الضمّ الإسرائيلي قبل فوات الأوان!

بقلم كابي طبراني

تُخطّط إسرائيل هذا الصيف لضمّ الأراضي المُحتلّة في الضفة الغربية وغور الأردن، وسيكون ذلك خطأً كبيراً وتاريخياً. غالباً ما يُخطئ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فَهم المَشهد السياسي الإقليمي، لكن هذه المرة سوف تكون لحساباته الخاطئة نتائج وتداعيات خطيرة.

إن هذه الخطوة تعني أن مفهوم الدولة الفلسطينية المُستقلة والقابلة للحياة لن يكون مُمكناً بعد الآن. علاوة على ذلك، ستُشير خطة نتنياهو إلى إطلاق رصاصة الرحمة الأخيرة على عملية السلام وإعلان موتها الفعلي، على الرغم من أنها ماتت سريرياً على مدى العقدين الماضيين على أي حال.

بناءً على الدعم الغريب وغير المشروط من إدارة دونالد  ترامب واتفاقه الأخير مع منافسه بيني غانتس لتشكيل حكومة جديدة، ربما اعتقد نتنياهو أن جائحة الفيروس التاجي هي فرصة جيدة للمضي قدماً في مثل هذه الخطوة الخطيرة التي تحتوي على جميع العناصر لإشعال صراعٍ جديد.

العالمُ مشغولٌ جداً أيضاً بمحاربة “كوفيد-19” للفت انتباهه، على الرغم من أن نتنياهو يواصل تذكيرنا بأنه غالباً ما يكون أكثر خطورة من فيروس كورونا.

يبدو أن الأميركيين لا يُمانعون. قد يكونون قلقين بشأن رد الفعل الإقليمي، لكنهم بالتأكيد سيوافقون على رغبات نتنياهو. إنها سنة إنتخابات.

كلا المُرشَّحين، الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن، بحاجة إلى دعم اللوبي اليهودي والمؤيدين المؤثّرين لإسرائيل.

سوف يحتجّ الأوروبيون بالطبع. عادةً ما يُهدّدون بمراجعة علاقتهم بإسرائيل. وفي الأسبوع الفائت، حذّر الإتحاد الأوروبي إسرائيل من أن ضم أجزاء من الضفة الغربية المُحتلة “سيُشكّل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي”.

وقد ذهب سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيار، إلى حد القول إن الضم “لن يمر من دون اعتراض ولن يتم التغاضي عنه في علاقتنا مع إسرائيل”.

ولكن كما يُخبرنا التاريخ الحديث، فإن هذه هي حدود ما يُسمّى موقف أوروبا الأخلاقي. سيكون العمل كالمعتاد بعد ذلك.

كما أن الأمم المتحدة كانت مُستاءة وغاضبة. حذّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من أن الخطوة الإسرائيلية يُمكن أن تُشعل صراعاً جديداً و “تُدمّر أي أمل في السلام، وتُوَجّه ضربةً مُدمّرة لحلّ الدولتين، وتُغلق الباب أمام تجديد المفاوضات، وتُهدّد الجهود من أجل تعزيز السلام الإقليمي”.

للأسف، لا أحد يأخذ الأمم المتحدة على محمل الجد عندما يتعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية.

تعرف إسرائيل جيداً أن كل هؤلاء اللاعبين غير مُهمّين، أو لا يهمّون، عندما يتعلّق الأمر بالسؤال الرئيس في الشرق الأوسط – النضال الفلسطيني من أجل الإستقلال. إن الموقف الفلسطيني بشكل خاص، والموقف العربي بشكل عام، هما المهمّان في النهاية.

حتى الآن، لم يقم المسؤولون العرب بأي عمل، أو أي رد فاعل، ضد خطة نتنياهو. ونأمل أن يستفيقوا قبل فوات الأوان ويُطلقوا موقفاً عربياَ قوياً، حاسماً ومُوحَّداً، مقروناً بخطة فعّالة مُضادة لردع وإحباط الخطة الإسرائيلية قبل أن تُصبح رسمية في تموز (يوليو) المقبل.

فهل هم فاعلون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى