ماذا وراء تصريحات نزار زكا؟

بقلم غادة العريضي*

في شكل لافت تتالت تصريحات المُعتَقل اللبناني السابق في سجون إيران، نزار زكّا، في أعقاب إخراج، أو بالأحرى تهريب، العميل عامر الفاخوري من لبنان بطريقة أقل ما يُقال فيها أنها لا تليق بدولةٍ ذات سيادة.

أوساطٌ سياسية توقّفت عند مغزى سلسلة تصريحات زكا الذي اعترف أنّ ما جرى، وبعد شكر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الحكومة اللبنانية لإفراجها عن الفاخوري، يؤكّد أن العملية كانت خطوة لا بدّ منها لإعادة العلاقات اللبنانية – الاميركية الى ما كانت عليه، وأنها جنّبت لبنان عقوبات ومشاكل إضافية مع واشنطن. وفي قراءة  لكلام زكا هذا نستنتج أن واشنطن كانت فعلاً بصدد وضع عقوبات، وهو ما يؤكد المؤكد أن إلادارة الاميركية كانت تسير باتجاه عقوبات مُشدَّدة على مسؤولين لبنانيين.

أما في ما خصّ إشارة زكا إلى عودة العلاقات اللبنانبة – الأميركية والمساعدات وضرورة الإستفادة من هذه الفرصة، فهذا كلامٌ في غير محلّه،  خصوصاً وأن زكا ربط الأمر بإفراج طهران عن الرهينة الاميركي مايكل وايت الذي تم نقله من سجنه الى السفارة السويسرية في طهران في اليوم نفسه الذي نقل فيه الفاخوري الى السفارة الأميركية في عوكر، فبدا وكأن الأمر مُرتَبطٌ بصفقة مع إيران، وهنا سجّلت الأوساط السياسية الملاحظتين التاليتين:

إذا كان في الأمر صفقة مع طهران، لماذا يصرّ ترامب على المضي في فرض المزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية وآخرها قبل يومين على الرغم من أزمة كورونا؟

أما إذا كان الأمر من باب الحرص على العلاقات مع لبنان، فيبدو أن  لبنان أمام مشكلة جديدة. وفي المعلومات المُتّصلة بذلك أنه عدا عن خرق السيادة اللبنانية، وهبوط المروحية التي أقلّت الفاخوري من السفارة الأميركية في عوكر برز تفصيلٌ لم يكن في الحسبان وهو خروج الفاخوري ومحاميته سيلين عطالله من لبنان من دون ختم جوازَي سفرهما. والأنكى من ذلك أنه طُلب من الأمن العام اللبناني إرسال أحد ضباطه الى عوكر (على طريقة  (deliveryلختم جوازَي السفر في تجاوز آخر للقانون، وهو ما قوبل برفض الأمن العام  طبعاً. والسؤال كيف ستدخل عطالله إلى لبنان إذا ما قرّرت العودة؟ ومَن سيُغطّي مخالفتها القانون والاصول؟ فعَن أي علاقة مَبنية على الإحترام مع لبنان تتحدثون؟ وما هو مفهوم دولة القانون في قاموسكم؟

أوساطٌ أميركية علّقت على حركة زكا بأنها اجتهادات شخصية من جهة، ومن جهة اخرى طموح للعب دور سياسي بين بيروت وواشنطن. لكن الواقع هو أن الإدارة الاميركية مرتاحة بالفعل لما جرى، أما على مستوى العلاقات الثنائية والمساعدات فالموضوع مكانك رواح، لا جديد.

في إطلالات زكا إصرار على تصوير “حزب الله” وكأنه في صلب صفقة الفاخوري، لكن المعطيات كلها تؤكد ان العملية نُفِّذَت ونُسِّقت بالإتفاق مع فريق لبناني أدخل الفاخوري وأخرجه وفق السيناريو الذي وضعه. مصادر لبنانية مطلعة ابدت خشيتها من سلسلة طلبات أميركية بالأسلوب ذاته وتحت الضغوط عينها.

  • غادة العريضي إعلامية لبنانية. يُمكن متابعتها على تويتر: @Ghanem11Ghada

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى