تداعيات الهجوم المُسَيَّر على المنشآت النفطية السعودية

بقلم كابي طبراني

إن هجمات الطائرات المُسَيَّرة التي ادّعى الحوثيون أنهم قاموا بها يوم السبت الفائت، واستهدفت “بقيق”، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط في المملكة العربية السعودية، و”خريص”، حيث عطّلت ما يصل إلى نصف إمدادات النفط من المنشأتين التي تُديرها “أرامكو”، هي بالتأكيد لعبة مُغيِّرة ليس فقط لحرب الأربع سنوات في اليمن، ولكن أيضاً لكل المنطقة وأبعد منها.

إن ما يُضاف إلى الشعور بالإلحاح والخطورة في أعقاب الهجمات المشؤومة هو الشك في أن الحوثيين ربما حصلوا على بعض الدعم “الإستخباراتي” من داخل السعودية. لقد كانت الطائرات المُسَيَّرة المستخدمة مُتقَدِّمة ومُتطوّرة للغاية حيث أحدثت أضراراً مُدمّرة أثّرت في سوق النفط العالمية بأكملها.

إن إيقاف إمدادات النفط من المملكة العربية السعودية يؤثر في الإقتصاد العالمي، وقد يكون القصد منه تركيع “أعداء” إيران. الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو متأكدان من أن الجمهورية الإسلامية كانت وراء الهجمات، وأن هذه الهجمات إنطلقت من أراضيها كجزء لا يتجزأ من ملف المواجهة العامة مع الولايات المتحدة، بهدف ممارسة المزيد من الضغط على سيد البيت الأبيض في المفاوضات السرية التي تجري مُتقطّعة بين الجانبين لخفض التوتر بينهما وتخفيف العقوبات الإقتصادية الأميركية على طهران.

لا شك أن ترامب يعرف على وجه اليقين مَن الذي أطلق الطائرات بدون طيار ومن أين أتت، لأن لدى بلاده شبكة استخبارات واسعة تملك أقماراً إصطناعية دقيقة حول العالم تستطيع التحقّق من الجهة التي أطلقتها والمكان الذي إنطلقت منه. ربما أرادت إيران بعث رسالة مفادها أنها ليست على وشك “الإستسلام” للضغوط الأميركية، وأنها مستعدة وقادرة على رفع المخاطر في الطريق المسدود بينها وبين واشنطن.

ومع ذلك، فإن الآثار المترتبة على هجوم الطائرات المُسَيَّرة تتجاوز أميركا وإيران. وكما قال الإتحاد الأوروبي في أعقاب الهجمات، إن الآثار المترتبة عن هذه الغارات المُسَيَّرة تصل إلى الأمن والإقتصاد العالميين.

قد يكون الدرس الأول الذي يُمكن استخلاصه من الهجوم هو أن الحرب في اليمن هي ببساطة غير محسومة. بعد أربع سنوات على اندلاعها، ومقتل أو إصابة الآلاف من الأشخاص من الجانبين المتحاربين، يجب أن يكون جميع الأطراف أدركت الآن أنه لن يفوز أي خصم في الصراع عسكرياً. وكلما أسرعت الأطراف المتحاربة في الوصول إلى هذا الإستنتاج الحتمي، إقتربت من بداية البحث عن حلّ.

الدرس الثاني الذي يُمكن إستخلاصه هو أن إيران ليست على وشك الخضوع للضغوط العسكرية الأميركية. وإذا كان هناك أي شيء، فإن السلطات الإيرانية تبدو مصممة على زيادة صورتها العدائية تجاه الولايات المتحدة.

الإستنتاج الثالث هو أن الشرق الأوسط قد يكون على حافة أوقات مضطربة قد تؤثر في كل بيت عربي بشكل من الأشكال.

ويبقى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي بومبيو على رأس وفد إلى الرياض اليوم قد تُقرر الحرب أو إبقاء عدم اليقين مُخيّماً على الوضع الراهن في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى