نهاية زمن النخوة العربية

بقلم عرفان نظام الدين*

أشعرُ بالأسى عندما أشهدُ هذا التراجع المُخزي في التضامن والأخوّة واندثار النخوة بين العرب في مختلف القضايا والأوضاع من فلسطين الى سوريا وصولاً الى المغرب العربي .

وأشعرُ بالخزي عندما أرى بعض مُنتحِلي صفة الصحافة يزور الأراضي الفلسطينية المُحتلَّة ويُهانُ فوق هوانه، أو يُدبّج المقالات المُشيدة باسرائيل مثل تلك المُستَكتَبة السعودية التي تنزف سموماً وتبيع دم إخوانها وأخواتها.

وأشعر بالألم عندما أُتابع أخبار أخواننا، وأكثرهم من الأطفال، يُساقون الى السجون، مثل الطفل محمد عليان إبن الأربع سنوات الذي وصل الى الصهاينة مرفوع الرأس يمشي، والرضيع علي دوابشة الذي أحرقه المستعمرون الصهاينة مع أهله وهم أحياء داخل منزلهم.

أمام عشرات الأمثلة الحيّة، وآخرها الهجوم على المسجد الأقصى، لا نجد تحرّكاً أو مجرّد تعاطفٍ واحتجاج، بل على العكس لا ردة فعل سوى التجاهل والإستهزاء.

أغضبُ وأحزن وآسف بعدما عشنا زمن نخوة المُعتصم التي لازمت كل واحد فينا أيام العز لنتفاعل مع أهلنا من المحيط الى الخليج، ونقف معهم وإلى جانبهم، ونسارع الى دعمهم بالمال والمساعدات والإحتجاج.

اما اليوم فلا نجد إلّا العنصرية وسياسة النعامة ونحن نبكي أندلسيات العرب من سوريا والعراق ولبنان فلسطين الى مصر والسودان والجزائر وليبيا واليمن.

أمرٌ مؤسف أن نُسلّم رقابنا للأعداء والطامعين صاغرين، ونبيح أوطاننا لهم من دون أن ننبس ببنت شفة، بل من العار أن يُبادرني البعض باللوم لأني ما زلت أكتب عن قضايا أُمَّتنا، ويقول لي لا تُتعِب نفسك، لقد انتهى زمن “أمجاد ياعرب أمجاد”، وابحث عن مواضيع أخرى من التفاهات الرائجة لترتاح وتُريحنا.

  • عرفان نظام الدين هو كاتب، إعلامي وصحافي عربي، كان رئيساً لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية والمستشار العام والمشرف على البرامج والأخبار في محطة “أم بي سي” التلفزيونية. يمكن التواصل معه على البريد الإلكتروني التالي: arfane@hotmail.co.uk أو متابعته على: facebook.com/arfan.nezameddin  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى