مأزوميّةُ إقتصاد لبنان وأزمةُ غيابِ المرجِعيَّة

بقلم الدكتور جورج كلاس*

في مأزقيّةِ الأزمة “السياسو- إقتصادية” في لبنان نحنُ أمام “إدارة حسابات” ولسنا أمام “رؤية إقتصادية”.!
سؤالُ المرحلةِ: أينَ هُمُ المرجعياتُ الروحيّة مما يجري، وما يتمُّ تداوله وإقراره من فرض ضرائب وارتفاع نسبة البطالة، وازدياد حالات الفقر و منسوب الجرائم…؟
مَنْ يتكلم باسم الناس ويحمل همومهم؟ منْ يرفع صوتهم ضد ّ الظلم؟؟ لماذا التركيز على جيوب الناس وتجاهل الموارد التي بإمكانها سدّ العجز، وهي كثيرة ؟؟ لماذا لا يطالب الرؤساء الروحيون بالشفافية الضريبيّة و برؤية إقتصادية وطنية؟ لماذا لا ينتصرون للفقراء؟ لماذا لا يراقبون الحكومة ويطالبونها بحقوق الناس؟ لماذا السكوت عن رؤوس الأموال والإستقواء على الأرجل الحافية؟!! لماذا الصمتُ على جريمة “الإعفاءات الضريبية”؟!!
والأقسى من الظلم و الجوع، هو استقالةُ المثقفين من دورهم!! أين ُ هم ُ؟؟ أينَ نحنُ؟ الساحة فاضية فاضية!!
وأقسى القساوات، أن تغيب َ الصحافة ُ ويصمتَ الإعلامُ عن وجعِ الناس…لأن الإعلام صار خارج َ الناس… صارَ صوتاً مَبحُوحَاً، هو للهوبرة وللتصفيق والتصفيق فقط!!
“الرأي العام” لم يعدْ موجوداً في لبنان… أضحى لدينا “رأيٌ خاص” يملكُ آراءَ عامّة…!!!!

• أكاديمي وباحث لبناني، والعميد السابق لكلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى