حان الوقت كي يتبنّى العرب موقفاً حازماً ضد إسرائيل

بقلم كابي طبراني

لم يكن مُفاجِئاً قول بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع “القناة 12” الإسرائيلية يوم السبت الفائت (6/3/2019)، قبل 3 أيام من الإنتخابات العامة في بلاده، إنه إذا أعيد انتخابه سيوسّع سيادة إسرائيل إلى المستوطنات اليهودية غير القانونية في الضفة الغربية، أو عندما قال أيضاً: “لا أميّز بين الكتل الإستيطانية والمستوطنات المعزولة”.
هذه بالطبع ليست سوى بداية للضم الإسرائيلي الزاحف للأراضي الفلسطينية. من الواضح أن نتنياهو كان يأمل في كسب تأييد الإسرائيليين المتشدّدين بإعلان نيته ضم المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية إلى الدولة العبرية بمجرد إعادة إنتخابه.
ومن الواضح أيضاً أن الزعيم الإسرائيلي قد تشجّع باعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في العام 2017، وباعترافه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية.
يبدو أن شهية نتنياهو للأراضي الفلسطينية والعربية لا حدود لها، وأين سينتهي الأمر هو السؤال الكبير.
لن يُفاجَأ الفلسطينيون الآن إذا ما أعيد انتخابه رئيساً للوزراء المقبل لإسرائيل — الذي يبدو مُرَجَّحاً كما تُظهر النتائج الأخيرة – أن يتابع نتنياهو سياساته القتالية والإستفزازية بضم الضفة الغربية بأكملها.
إن عدد المستوطنات التي يُفكر نتنياهو الآن في ضمها تُشكل جزءاً كبيراً من الضفة الغربية. وبمجرد أن يتم هضم احتلالها وضمّها بالكامل، ستُكمل إسرائيل، في ظل نتنياهو، رحلة ابتلاع الأراضي الفلسطينية بضم معظم الضفة الغربية إن لم يكن كلها.
في هذه الأثناء، كل ما يقوله العرب أو يُمكن أن يقولوه هو التأكيد على إيمانهم بمفاوضات سلام مع إسرائيل. لا يُمكن للسياسة العربية الفاسدة أو الجبانة أن تعوّض أو تُلغي الضرر الذي لحق بالقضية الفلسطينية. لقد حان الوقت لأن يُغيِّر الفلسطينيون والعالم العربي المسار، وبدلاً من التماس محادثات سلام، ينبغي عليهما تبني موقفاً أكثر حزماً وجرأة بحيث تُدرك إسرائيل مع مؤيديها من خلاله خطورة الوضع وتداعياته أكثر.
يجب أن يكون هناك بديل من مجرد الدعاء وتصاريح التمنّي من أجل إعادة إطلاق الحديث العقيم الآن عن تسوية سلمية مع إسرائيل. إن إعادة النظر في الموقف من الجانب العربي تتطلب تحليلاً رصيناً للخيارات التي قد لا تزال مُتاحة. وإلّا فإن الفلسطينيين ومؤيديهم العرب سيواصلان العيش في عالم الأحلام الذي لا نهاية له. وبالتالي على فلسطين السلام!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى