قطر توسّع قطاع الطيران إستعداداً لنهائيات كأس العالم

تعمل قطر منذ فترة على توسيع قطاع الطيران لديها بما فيه ترقية مطار حمد الدولي وانتشار الخطوط الجوية القطرية حول العالم إستعداداً لنهائيات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في العام 2022.

مطار حمد الدولي: قريباً تبدأ المرحلة الثانية من ترقيته

الدوحة – سمير خيرالله

في خطوة تهدف إلى زيادة قدرتها على النقل الجوي واللوجستيات، وجهت قطر أموالاً جديدة نحو تحديث مطار حمد الدولي في الدوحة، في حين أقامت الخطوط الجوية القطرية، الناقل الوطني، روابط جديدة للركاب والبضائع.
في بيان موازنة العام 2019 ، الذي صدر في كانون الأول (ديسمبر)، خصصت الحكومة القطرية مليار ريال قطري (274.6 مليون دولار) للمرحلة الثانية من التطوير المستمر لمطار حمد.الدولي. وهذه المرحلة الثانية، التي تبدأ في النصف الثاني من العام 2019، سوف تشمل توسيع محطات الشحن والركاب، إلى جانب مضاعفة القدرة على البيع بالتجزئة، مما يزيد المساحة المتاحة من 40,000 إلى 75,000 متر مربع.
من المقرر أن يستكمل المطار ترقيته في وقت محدد ليتناسب مع توقيت مباريات كأس العالم لكرة القدم التي ستجري في 2022، حيث سيكون بمقدوره إستقبال أكثر من 53 مليون مسافر سنوياً، إرتفاعاً من 30 مليوناً، و3 ملايين طن من البضائع، إرتفاعاً من 1.9 مليوناً. وفقاً لإدارة مطار حمد الدولي، فإن المنشأة تعمل حالياً بالفعل بقدرة زائدة، حيث خدمت 34.5 مليون مسافر وتعاملت مع 2.2 مليوني طن من البضائع في العام الماضي. في حين أن الرقم السابق يمثل انخفاضاً طفيفاً عن 35.3 مليون مسافر مسجل في العام 2017، فإن الأخير يعادل زيادة تقارب 14٪.
في تشرين الأول (أكتوبر) 2018، كشفت إدارة المطار أيضاً عن 62 كشكاً للتسجيل ذاتياً، و12 مكاناً لخدمة الحقائب ذاتياً، وجهاز آلي متنقل لفحص مستند التأشيرة (الفيزا) – وهو الأول من نوعه في أي مطار دولي رئيسي. وقد شهدت المنشآت الجديدة إتمام المرحلة الأولى من برنامج المطار الذكي الخاص بـمطار حمد الدولي، والذي تم إطلاقه في العام 2016 ويهدف إلى تحسين تجربة العملاء وتسريع أوقات معالجة الركاب.

الخطوط الجوية القطرية تطلق مسارات جديدة

تتوافق إعادة تطوير المطار مع طموح قطر للإستفادة من أسواق السياحة الجديدة في الفترة التي تسبق نهائيات كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.
وقال الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس شركة إدارة الاستثمارات المحلية “الفيصل القابضة”: “تعمل الحكومة على بناء قطر كوجهة للسياحة والسفر. إن الظروف المناخية الجذابة لدينا خلال فصل الشتاء تجعلها وجهة جذابة للغاية بالنسبة إلى الأوروبيين، على سبيل المثال”.
في الواقع، كانت السوق الأوروبية إحدى الوجهات التي سعت الخطوط الجوية القطرية إلى زيادة التواصل معها. في شباط (فبراير) الفائت، أعلنت شركة الطيران أنها ستضيف رحلة يومية ثانية بين مطار أدنبره ومطار حمد الدولي كل يوم إثنين في نيسان (إبريل) المقبل لتلبية احتياجات المسافرين خلال موسم عطلة عيد الفصح، مع تقديم خدمات مرتين يومياً في فصل الصيف أيضاً.
جاءت هذه الأخبار بعد أقل من شهرين على إطلاق الناقل رحلته الإفتتاحية إلى مطار دا نانغ الدولي. المدينة هي الوجهة الفيتنامية الثالثة للخطوط الجوية القطرية وتخدمها طائرة “بوينغ B787-8” أربع مرات في الأسبوع.

رحلات لنقل البضائع إلى آسيا والأميركتين

بالإضافة إلى ذلك، سعت شركة الطيران القطرية إلى توسيع نطاق عملياتها عبر ذراعها للشحن شركة الخطوط الجوية القطرية للشحن، والتي بدأت رحلاتها إلى مطار دا نانغ بالتزامن مع مسار الركاب الجديد. وتنقل الخطوط الجوية القطرية للشحن الآن أكثر من 1400 طن من فيتنام كل أسبوع، حيث تتكوّن الصادرات الرئيسية من دا نانغ امن الملابس، والمواد الغذائية، والإلكترونيات.
عزّزت الشركة أيضاً التواصل مع أميركا الوسطى، مُضيفةً “غوادالاخارا” في المكسيك كوجهة على طريق الشحن عبر المحيط الهادئ في أوائل كانون الثاني (يناير) من هذا العام. وتغادر طائرة شحن “بوينغ 777″ من ماكاو، حيث تتوقف في لوس أنجليس و”مكسيكو سيتي” و”غوادالاخارا” ولييج في بلجيكا في طريقها إلى الدوحة. وتقول شركة الطيران القطرية إن الشحن العام يشكل غالبية الواردات للخدمة.

طلب للحصول على عضوية منظمة الطيران المدني الدولي

علاوة على التحركات الرامية إلى توسيع نطاق صناعة الطيران في الإمارة الخليجية، فقد حقق المسؤولون تقدماً ملحوظاً في تعزيز العلاقات مع الهيئات الدولية.
وقال عبد الله ناصر تركي السبيعي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني القطرية: “منذ حزيران (يونيو) 2017، أنشأنا تعاوناً أعمق مع منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو). وتقوم قطر بحملات لتصبح عضواً كاملاً في مجلس الإيكاو؛ وستُجرى الانتخابات خلال اجتماع المجلس بين شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) المقبلين”.
إن الانضمام إلى منظمة الطيران المدني الدولي المُكوَّنة من 36 عضواً من شأنه أن يمنح قطر تأثيراً كبيراً في تطوير شبكة النقل الجوي الدولية. ولكي تتم الموافقة على عضويتها، يجب أن يوافق ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الإيكاو على الأقل على طلبها.
وفي الوقت نفسه، في شباط (فبراير)، إستكمل الإتحاد الأوروبي وقطر مشروع إتفاقية شاملة للخدمات الجوية. وإذا تمت الموافقة عليها من قبل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فستكون هناك مجموعة واحدة من القوانين والنظم المطبقة على جميع الرحلات الجوية بين الاتحاد الأوروبي وقطر، مما قد يؤدي إلى سلسلة من المزايا الإضافية.
ووفقاً لفيوليتا بولك، المفوّضة الأوروبية للنقل: “إذا تم إقرار المشروع، فإنه سيخلق على الأرجح فرص عمل جديدة، ويُسهّل فرص الأعمال ويُحسّن أسعار تذاكر سفر الركاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى