إكتشافٌ ضخم يُعزّز قطاع الطاقة في الإمارات

بقلم عمّار الحلّاق

في حين أن النفط يتمدّد تحت رمال شبه الجزيرة العربية، فإن المنطقة قد عانت وكافحت كثيراً لإنتاج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي. لكن إكتشاف شركة النفط الإماراتية “أدنوك” لخمسة عشر تريليون قدم مكعبة من الغاز في إمارة أبو ظبي، الذي أُعلن عنه منذ أيام، يُغَيِّر هذا الواقع ويُعطي أملاً جديداً.
إنه أكبر إكتشاف من نوعه منذ سنوات، وهو يُعزز الإحتياطات الحالية بنسبة 7.1 في المئة. وسوف يُنهي إعتماد البلد على واردات خطوط الأنابيب، والأهم من ذلك، سيُحوّل الإمارات إلى مُصدِّرٍ صافٍ للغاز. وعلى خلفية إستراتيجية المصبّ لـ”أدنوك”، التي تم الكشف عنها في وقت سابق من هذا العام، والتي تستهدف إستثمار 45 مليار دولار في المصافي والمنشآت الكيميائية، هناك أمرٌ واحدٌ واضح: إن قطاع الطاقة في الإمارات يزدهر ويعرف طفرة جديدة.
كثيراً ما يقال إن الغاز الطبيعي هو وقود المستقبل. حتى المملكة العربية السعودية، وهي منتجة عملاقة للنفط، بدأت تُحوّل محطات توليد الطاقة لديها إلى الغاز لإستغلال الكفاءة الفائقة لهذا الوقود. وفي الوقت عينه، يوفّر الغاز أكثر من 90 في المئة من الكهرباء في دولة الإمارات. وباعتباره بديلًا أقل تلويثاً من النفط، فإن الأسواق في جميع أنحاء العالم تتوق إلى إستيراده. إن أبو ظبي، التي ستصير مُصدّراً صافياً قريباً، ستكون قادرة على الإستحواذ على هذا الطلب العالمي المتنامي، وتوليد مليارات الدولارات للإقتصاد الإماراتي.
إن هذا الإكتشاف يُمثّل فصلاً جديداً لقطاع الطاقة في الإمارات العربية المتحدة. إن الإستراتيجيات التي إستُخدِمَت في وقت سابق من هذا العام في الرويس – والتي ستضم قريباً أكبر مصفاة للنفط في العالم – بما في ذلك دعوة المستثمرين من الهند والصين وأوروبا، ستتكرر، وهذا يعني المزيد من الإتفاقات والإستثمارات الأجنبية والمزيد من النمو في نهاية المطاف. وسيتم إنشاء الآلاف من فرص العمل للعمال المحليين، في حين أن الشركات المحلية ستتنافس على عشرات العقود.
من ناحية أخرى ستكون للإيرادات الإضافية لتصدير الكبريت الأهمية عينها أيضاً. إن غاز الإمارات فريدٌ من نوعه في محتواه العالي من الكبريت، والذي ينبغي إستخراجه قبل حرق الغاز أو تسييله وبيعه. مع إكتشاف “أدنوك” الأخير، فإن الإمارات تسير على المسار الصحيح لتصبح مُصدِّراً رئيسياً لهذا العنصر الكيميائي، الذي يُعدّ مادة حيوية في الأسمدة وبالتالي الزراعة العالمية. هذا هو مصدر إيرادات حيوي آخر سيحافظ على إقتصاد الإمارات في حالة ممتازة فيما يتواصل مع الخارج ويضمن المستقبل.
لقد تمّ إعداد الكثير من الأعمال التحضيرية لمستقبل ما بعد النفط، إستناداً إلى فكرة أن الأمن الإقتصادي غداً يتطلب تنويعاً اليوم – سواء داخل أو خارج النفط والغاز. وبفضل هذه المكافأة الجديدة، يُمكن للغاز الإماراتي أن يمدّ قريباً المنازل بالطاقة من الرياض إلى بكين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى