عرضٌ إستفزازي مُشين

بقلم كابي طبراني

كان المشهد المرتبط بالاحتفالات الإسرائيلية – الأميركية في مناسبة إفتتاح السفارة الأميركية في القدس يوم الاثنين الفائت (14/5/2018) مُشيناً وإهانة للأعراف والممارسات الدولية.
كان “العرض” طناناً وإستفزازياً لأنه كان يهدف إلى ضرب وإصابة فخر ومشاعر جميع الشعوب المحبة للسلام، وخصوصاً الفلسطينيين، الذين هم أكثر الخاسرين والمتضررين.
لقد كان الوضع سيئاً بما فيه الكفاية أصلاً عندما إتخذ الرئيس دونالد ترامب قراراً غريباً عجيباً، بعيداً من كل حكمة، بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في العام الفائت، الأمر الذي أطلق موجة جديدة من العداء بين إسرائيل والعالمين العربي والإسلامي، ولكن بإضافة حدثٍ إستفزازي مُدَبَّر بعناية على هذا القرار السيىء لنشر الرسالة التي تفيد بأن تل أبيب وواشنطن مُتَّحِدَتان وتتفاخران في نبذ وتجاهل الشرعية الدولية للقدس، فهو شيء آخر.
كان حضور “العرض” مقصوراً بشكل أساسي على كبار المسؤولين الإسرائيليين وبعض المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم إبنة الرئيس إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير ووزير الخزانة ستيف منوشين، الذين بدوا مُرتاحين غير عابئين بالتخلي عن موقف بلادهم الراسخ والقائم منذ أمد طويل على إعتبار القدس مدينة سلام ورمز المصالحة الإسرائيلية – الفلسطينية.
بالنسبة إلى الفلسطينيين، كان حدث القدس يعني فقدان الأمل في السلام مع إسرائيل، بغض النظر عن الرغبات الورقية التي عبّر عنها الرئيس ترامب ومبعوثوه إلى “العرض” المُشين.
ولم يمر الاحتفال في القدس بسلام لقد كان مصحوباً بالمذبحة المستمرة على حدود إسرائيل-غزة حيث سقط في اليوم نفسه 52 متظاهراً فلسطينياً بالرصاص الإسرائيلي وأصيب مئات آخرون بجروح بالغة.
إن ما فَاقَمَ خيبات الأمل المرتبطة بالاحتفال المُضلّل في القدس كانت الحقيقة بأنه لم يكن ضرورياً في المقام الأول. لقد كانت المواجهة أصلاً التي أدى إليها قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كافية، لكن التفاخر بهذا القرار بهذه الطريقة التصادمية والإستفزازية هو شيء آخر.
الآن، على إسرائيل والولايات المتحدة أن تحصدان ما زرعتاه في القدس لسنوات، إن لم يكن لأجيال، مُقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى