الكويت تُركِّز على توسيع قطاع السياحة لتنويع إقتصادها

تعمل الكويت على تنويع إقتصادها بعيداً من الهيدروكربونات حيث توجّهت أخيراً إلى التركيز على القطاع السياحي، مُعلنةً في هذا المجال مزيداً من الإستثمارات الحكومية والحوافز لشركات السياحة والفنادق الدولية.

مطار الكويت الدولي: محطة جديدة تتعامل مع 25 مليون مسافر في 2020

الكويت – علي الشعلان

من المتوقع أن يزداد الإستثمار فى صناعة السياحة فى الكويت خلال العقد المقبل فيما تنتقل الحكومة إلى تسريع بناء محطة مطار دولية جديدة والعمل مع العديد من سلاسل الفنادق الرئيسية لتوسيع العمليات السياحية فى العاصمة.
وكانت الحكومة اعلنت في الشهر الفائت أنها قلّصت فترة الإنتهاء من المحطة الجديدة في مطار الكويت الدولي من ست سنوات الى أربع سنوات، مما أدّى الى نقل الموعد النهائي الى العام 2020.
وقال عماد الجلاوي، المدير العام لشؤون سلامة الطيران والنقل الجوي في الإمارة، للصحافة في آب (أغسطس)، أن المطار تعامل مع عدد ضخم من الركاب بلغ 11 مليوناً في العام 2015، وكان من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 12 مليون مسافر في العام 2016. إن مرافق مطار الكويت الدولي المُصَمَّمةً لإستقبال 6 ملايين راكب سنوياً، لم تعد تستطيع إستيعاب حركة المسافرين التي تجاوزت قدرتها.
وستكون المحطة الدولية الجديدة قادرة على التعامل مع 25 مليون مسافر سنوياً، وفقاً لشركة ليماك التركية التي مُنحت عقداً بقيمة 1.3 مليار دينار كويتي (4.3 مليارات دولار) لبناء المشروع في أيار (مايو) 2016.

توسيع وجود علامات تجارية عالمية

في القطاع الخاص، ستضيف العلامات التجارية الرئيسية للفنادق ما يقرب من 1000 مفتاح جديد إلى السوق بحلول العام 2020.
قامت الشركة الكندية “فور سيزونز” بالشراكة مع شركة التجزئة الكويتية “الشايع” بإطلاق فندق جديد في وسط مدينة الكويت. وكانت الشركتان أعلنتا في تشرين الأول (أكتوبر) أن فندق “فور سيزونز الكويت” في برج الشايع سيفتتح مطلع هذا العام. وكجزء من برج الشايع المتعدد الإستخدامات للتنمية في العاصمة، فإن الفندق البالغة مساحته 140،000 متر مربع يقع في البرج الشرقي المؤلف من 22 طابقاً حيث سيضيف 284 غرفة إلى السوق.
في آب (أغسطس) 2016 أعلنت شركة هيلتون وشركة الراعي العقارية الكويتية عن خطط لإستثمار ما يقرب من مليار دولار في فندقين جديدين في “الأفنيوز مول” في مدينة الكويت. ومن المقرر أن يفتح كلٌّ من فندق “كونراد الكويت” الفاخر المكوّن من 158 غرفة و فندق “هيلتون غاردن” المؤلف من 430 غرفة في مركز التسوّق في أوائل العام 2019.
بالإضافة إلى ذلك، تشاركت سلسلة “حياة” (Hyatt) الأميركية مع مجموعة تمدين الكويتية لتطوير فندق “غراند حياة الكويت” المُكوَّن من 261 غرفة، والذي سيتواجد ضمن تطوير “مول 360” والمقرر إفتتاحه في العام 2020.
وأخيراً، من المتوقع أن يُفتتح هذا العام وفي العام 2018، على التوالي، مشروعان من المستوى المتوسط، وهما فندق نوفوتيل شرق المؤلف من 160 غرفة، و سنترو روتانا المُكوَّن من 200 غرفة.

من الترفيه إلى العمل

إضافة إلى الوجود المتزايد لمُشغّلي الفنادق الدوليين الكبار، فإن عدداً من المعالم السياحية المُموّلة من القطاع العام قد إفتتح أو هو على وشك الانتهاء. وقد تم إفتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي بلغت كلفته 770 مليون دولار، ومساحته 214,000 متر مربع والذي يضم دار الأوبرا والمسرح ومرافق للمؤتمرات، للجمهور في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، في حين من المقرر أن يفتتح مركز عبد الله السالم الثقافي والقرية الثقافية في 2017. وتهدف هذه المشاريع الجديدة إلى الاستفادة من إرتفاع الإنفاق السياحي الترفيهي الذي شكّل 80.7٪ من إجمالي الإنفاق السياحي في العام 2015، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 4.5٪ سنوياً حتى العام 2026 ليصل إلى 1.94 مليار دينار كويتي (6.2 مليارات دولار)، وفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
وبالإضافة إلى الحفاظ على التركيز على المعالم الثقافية والأسواق السياحية الإقليمية، فإن إستراتيجية الدولة للسياحة تركّز على قطاع الإجتماعات والحوافز والمؤتمرات والفعاليات غي المُطَوَّر، كما قال فيصل الدريعي، مدير البحوث والمعلومات السياحية في وزارة الإعلام، لوسائل الإعلام في الشهر الماضي.
الواقع أن آفاق النمو في المدى الطويل لقطاع المعارض والمؤتمرات تبدو قوية. ووفقاً لتقرير “التأثير الاقتصادي 2016” الصادر عن مركز التجارة العالمي، فإنه رغم إنخفاض الإنفاق السياحي بنسبة 2.4٪ في العام 2016 ليصل إلى 266.8 مليون دينار (873.9 مليون دولار)، فمن المتوقع أن يرتفع بمعدل 6.5٪ سنوياً إلى 2026 ليصل إلى 501.3 مليون دينار كويتي (1.6 مليار دولار). وبالمقارنة، من المتوقع أن يرتفع الإنفاق الترفيهي خلال هذه الفترة بنسبة 4.5٪ سنوياً، من 1.25 مليار دينار كويتي (4.1 مليار دولار) إلى 1.94 مليار دينار كويتي (6.4 مليارات دولار).

الإستثمار والقادمون إلى إرتفاع

وفقاً لتقرير مركز التجارة الدولي، فقد بلغ إجمالي الإستثمار في قطاع السياحة الكويتي نحو 124.5 مليون دينار (407.8 ملايين دولار) في العام 2015، ومن المتوقع أن يكون إرتفع بنسبة 10.8٪ في العام 2016 ليصل إلى 138.8 مليون دينار (452.3 مليون دولار). وفي السنوات التالية حتى العام 2026، من المتوقع أن ينمو الإستثمار السياحي بمعدل 3.7٪ سنوياً ليصل إلى 198.7 مليون دينار (650.8 مليون دولار).
وتفيد التوقعات أيضاً أن عدد الوافدين الدوليين سيعرف نمواً قوياً. بعد زيادة قدرها 8.7٪ إلى 385,000 في العام الماضي، فمن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 25.7٪ على مدى السنوات التسع المقبلة إلى 484,000 في العام 2026. وخلال الفترة عينها، من المتوقع أن تصل مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.36 مليار دينار كويتي، أو 2.6٪ ، إرتفاعاً من 834.3 مليون دينار كويتي (2.7 ملياري دولار)، أو 2.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي، في العام 2016.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى