اللائحة النهائية لجائزة الرواية العربية تكشف حقيقة الخيال

أبو ظبي – عمار الحلاق

أعلنت مؤسسة جائزة “بوكر” في لندن، التي تموّلها هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، في 18 شباط (فبراير) عن القائمة النهائية للروايات التي تمثّل أفضل ما في الأدب العربي المعاصر والمرشّحة للفوز بالجائزة العالمية السنوية للرواية العربية.
هذه الروايات كانت ستاً هي: “موت صغير” للمؤلف السعودي محمد حسن علوان؛ و”زرايب العبيد” للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان؛ و”السبيليات” للمؤلف الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل؛ و”أولاد الغيتو – إسمي آدم” للكاتب اللبناني الياس خوري؛ و”في غرفة العنكبوت” للكاتب المصري محمد عبد النبي؛ و”مقتل بائع الكتب” للكاتب العراقي سعد محمد رحيم. وقد تم إختيار هذه الروايات من بين 186 رواية مشاركة من 19 دولة. ولكي تكون هذه الروايات مؤهلة للإشتراك في الجائزة هذا العام، ينبغي عليها أن تكون نُشرت بين تموز (يوليو) 2015 وحزيران (يونيو) 2016.
وسيتم الإعلان عن الفائز في حفل توزيع الجوائز الذي يُعقد في أبو ظبي في 25 نيسان (إبريل) المقبل، وذلك في الليلة التي تسبق إنطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب لهذا العام. وسيتلقّى كل مؤلف من المرشحين النهائيين الستة 10,000 دولار، مع حصول الفائز على مبلغ إضافي قدره 50,000 دولار.
“وقد أختيرت الروايات الست من العدد الكبير المشارك في الجائزة العالمية للرواية العربية بسبب البنية الفنية الرائعة، وتطوير الشخصيات والعلاج الحساس للمسائل الإجتماعية وجرأة الموضوع”، تقول الكاتبة الفلسطينية سحر خليفة، التي تشغلُ أيضاً منصب رئيسة لجنة التحكيم لهذا العام. “بعضهم يستكشف مجالات مُحرَّمة، بينما وضع آخرون أصابعهم على نبض الحالات الحرجة المعقّدة في العالم العربي اليوم وإحتفلوا بتسليط الضوء على التراث العربي”، حسب قولها.
وعلى الرغم من أن الروايات النهائية الست المُرشحة للجائزة الدولية للرواية العربية لهذا العام تعالج مجموعة من المواضيع المهمة، من آثار الحروب والنزاعات الإقليمية إلى تاريخ العبودية، فإن رواية “موت صغير” للمؤلف السعودي محمد حسن علوان، التي تحكي قصة المفكر الصوفي إبن عربي (1165-1242) بشكل خيالي للمرة الأولى تُعتبَر رواية بيوغرافية رائعة.
إبن عربي، الذي ولد في إسبانيا، وسافر في المنطقة العربية على مدى ثلاثة عقود قبل ان يستقر في دمشق، هو واحد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي. وقد أثار نهجه الفلسفي للدين شكاً من قبل العديد من العلماء، بمن فيهم الوهابيون والسلفيون، الذين كانوا يشككون في نظرياته الفكرية وتفسيره الإستعاري للقرآن.
الواقع أن إقدام كاتب – وخصوصاً من المملكة العربية السعودية – على تسليط الضوء على هذه الشخصية هو أمرٌ لافت في وقت نحن بحاجة إلى الحوار المفتوح والصريح حول التفسير الديني. مثل هذه الكتب تضيف إلى النقاش وبالتأكيد تستحق الإهتمام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى