الأردن يتطلع إلى تنشيط التجارة بالتبادل خارج البورصة

أطلقت السلطات الأردنية سوق تبادل جديدة للأصول غير المُدرَجة على البورصة، “خارج سوق التبادل” (OTC)، كجزء من سلسلة من المبادرات الرامية إلى تعزيز القدرة التنافسية لأسواق رأس المال في المملكة.
والتجارة عبر “خارج سوق التبادل” (OTC) هي تبادل للأسهم والأصول في سياق آخر غير التبادل الرسمي عبر البورصات والأسواق المالية. وعبارة “خارج سوق التبادل” يمكن أن تُستخدَم للإشارة إلى أسهم يتم تداولها عبر شبكة وكلاء في مقابل تبادل مركزي. وهي تشير أيضاً إلى سندات الدين والأدوات المالية الأخرى، مثل المشتقات المالية التي يتم تداولها من خلال شبكة عملاء.
وقد أُطلق التبادل الجديد في الأردن على أثر إصدار مجموعتين من النظم في وقت سابق من هذا العام – وهي توجيهات تُنظِّم التجارة غير المُدرَجة للأوراق المالية وتعليمات إدراج الأوراق المالية 2016 – حيث كان القصد من إصدارهما تبسيط إجراءات الإدراج على البورصة وتحفيز النشاط.

خارج سوق التبادل

السوق، التي تأتي كإضافة إلى البورصة الرئيسية الحالية في الأردن، تتكوّن من نوعين من الشركات: تلك التي كانت مُدرَجة سابقاً في سوق عَمّان للأوراق المالية (البورصة) ولكن أُلغي إدراجها بسبب إنتهاكات الإمتثال وتلك التي لا تستطيع تلبية المتطلبات اللازمة لتكون مُدرَجة في بورصة عمان.
وقد إنضمت نحو 29 شركة فعلياً إلى سوق “خارج سوق التبادل” الجديدة، وفقاً لأرقام بورصة عمّان، بقيمة إجمالية بلغت مرة ونصف أكبر من الشركات المُدرَجة في سوق الأوراق المالية الرئيسية (البورصة) في المملكة.
الشركات الراغبة في التداول في هذه السوق يجب أن تكون مُسجَّلة مع هيئة الأوراق المالية ومركز إيداع الأوراق المالية، وعليها أن تكشف عن كل معلوماتها المالية وغير المالية.
ويجرى التبادل من خلال نظام تداول إلكتروني لضمان الكفاءة والشفافية، والسماح للأطراف المعنية بالمراقبة، والبيع والشراء من طريق وسيط مُرَخَّص له رسمياً.

فرص جديدة

وقال نادر عازر، المدير التنفيذي لبورصة عمّان أنه من المتوقع أن توفّر السوق الجديدة للتجارة “خارج سوق التبادل” فوائد متعددة من خلال توسيع قاعدة أسواق رأس المال في الأردن، حيث “في المقام الأول، سوف تسمح للمساهمين بالحصول على آلية لإكتشاف السعر، فضلاً عن إستراتيجية للخروج والبيع. ثانياً، فإنها ستفتح الأبواب لمزيد من عمليات الإندماج والإستحواذ لتلك الشركات التي تتطلع للخروج من مشاكلها . ثالثاً، فإنها ستسهّل إتصالات الشركات الناشئة التي تبحث عن مستثمرين”.
الأهم من ذلك، فإن شروط الإدراج في سوق التبادل الجديدة سوف تسمح للشركات العائلية – التي تشكل حوالي 90٪ من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الأردن، وفقاً للأرقام الرسمية – طلب التمويل من خلال السوق.
بالإضافة إلى تعزيز أحجام التداول المُتخلِّفة، فإن صناع القرار ينظرون إلى سوق التبادل الجديدة كحافز على جعل السوق الأردنية أكثر قدرة على المنافسة إقليمياً وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
الواقع أن المستثمرين في الخارج – خصوصاً المستثمرون من أماكن أخرى في المنطقة – يلعبون دوراً مهماً في أسواق رأس المال الأردني. فمن أصل 18 مليار دينار أردني (25.4 مليار دولار) التي تشكّله القيمة السوقية لبورصة عمّان في نهاية العام 2015، تقريباً كانت نسبة 50٪ منها مملوكة من غير الأردنيين، وفقاً لعازر. وحوالي 37٪ كانت مملوكة من صناديق الثروات السيادية والحكومات والأفراد ذوي الدخول المرتفعة أو صناديق إستثمارية أخرى من الدول العربية. باقي المستثمرين الأجانب كانوا مزيجاً من 100 دولة مختلفة.

إصلاحات أوسع للبورصة

إن سوق “التبادل خارج السوق” الجديدة هي واحدة فقط في سلسلة من المبادرات الرامية إلى تحفيز النمو في أسواق رأس المال الأوسع.
في تموز (يوليو) صادق مجلس الوزراء الأردني على تدابير عدة لإعادة هيكلة وإعادة تنشيط بورصة عمّان والتي لم يكن مستوى تأديتها جيداً منذ العام 2008. في سنوات التدخل إنخفضت رسملة السوق في البورصة من حوالي 42 مليار دينار (59.3 مليار دولار) إلى 17 مليار دينار (24 مليار دولار) إعتباراً من مطلع آب (أغسطس) الفائت.
كجزء من هذه المبادرة، دعت الحكومة البنك المركزي الأردني إلى تشجيع البنوك على تخفيف القيود الإئتمانية في محاولة للإفراج عن قروض إضافية للإستثمار في الأسواق. كما عهدت إلى وزارة المالية إجراء دراسة إستكشافية عن إمكانية منح حوافز ضريبية إلى المؤسسات المستثمرة، إذ أنه في الوقت الحاضر، يقدم هذا الإستحقاق فقط إلى المستثمرين الأفراد.
ويأتي ذلك بعد خطوة حصلت في حزيران (يونيو) الماضي، عندما وافق مجلس الوزراء من حيث المبدأ على تحويل البورصة إلى شركة مساهمة ربحية عامة، والتي من المتوقع أن تكتمل العملية بحلول نهاية العام.
“إننا نأمل أن نستطيع أن نبني ثقة المستثمرين تدريجاً وأن تزداد معها ربحية الشركات”، قال عازر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى