تراجع إنتاج النفط الصخري يحدّ من وفرة العرض

أشار الخبير الإقتصادي في شركة “آسيا للإستثمار” جوردي روف في تقرير إلى أن “الولايات المتحدة دعمت نمو إنتاج النفط في السنوات الأخيرة بما يمثل 82 و36 في المئة من إنتاج النفط في عامي 2014 و2015 على التوالي، بينما بلغت حصتها كمنتج للنفط الخام نحو الضعف بعد ثورة النفط الصخري، إذ ارتفعت من نحو 7 إلى 12 في المئة من إنتاج النفط العالمي، ما يقلل من تأثير أوبك وسيطرتها على الوضع الراهن”.
وأضاف: “طالما تضخ الولايات المتحدة مزيداً من النفط الخام في السوق العالمية، فإن أثر خفض الإنتاج على الأسعار قد لا يكون كبيراً، وقد تكون الولايات المتحدة خفّضت حصتها في السوق لمصلحة المنافسين”. وإعتبر أن “تحركات سوق النفط في الولايات المتحدة بدأت تتغير لجهة العرض، إذ إستقر ضخ النفط في مطلع العام الحالي، وبدأت زيادة الإنتاج في المناطق التي تتمتع بوفرة النفط الصخري بالتلاشي بفضل التقدم في تقنيات التكسير الهيدروليكي”. وأشار إلى أن “الإنتاج بلغ ذروته في كل من المناطق الرئيسية الثلاث، وهي النسر فورد وباكن ونيوبرارا، وهي تنتج 41 في المئة من إجمالي إنتاج النفط في الولايات المتحدة، كما شهدت منطقة برمينا ركوداً منذُ مطلع السنة، وهي منطقة النفط الصخري التي يتركّز فيها 22 في المئة من إجمالي الإنتاج”.
وأضاف روف: “على رغم الإنخفاض الحاد في عدد الحفارات الذي شهدته كل مناطق النفط الصخري، إلا أن الإنتاج إرتفع في شكل ملحوظ، ويُرجّح أن يكون السبب سعي الشركات إلى زيادة ربحيتها في ظل وجود بيئة منخفضة السعر، كما أظهرت المناطق الرئيسية تزايد معدلات الإستنزاف، ما يشير إلى إنخفاض الإنتاج في شكل أكثر حدة في المستقبل”. وقال: “من غير الواضح ما إذا كان إنخفاض الإنتاج فقط بسبب قلة الإستثمارات أو أن عدم توافر الآبار يلعب دوراً في ذلك أيضاً، ولكن تستبعد معاودة ضخ النفط بكميات كبيرة في الولايات المتحدة من دون حدوث أي تطّور ملحوظ في الأسعار”.
وشدد على أن “الولايات المتحدة كانت المحرّك الرئيسي لنمو إنتاج النفط الخام في السنوات الخمس الماضية، ومع ذلك، فإنها تعد ثاني أكبر منتج للنفط غير عضو في أوبك بعد روسيا، ويليها كل من الصين وكندا والمكسيك”. وأكد أن “من شأن قرارات الإنتاج التي يتخذها المنتجون الرئيسيون، تحديد وفرة العرض، بينما حافظ نشاط القطاع النفطي في روسيا والصين والمكسيك على استقراره في شكل ملحوظ في السنوات الخمس الماضية. كما بدت علامات الاستنزاف على قطاع النفط الصخري في كندا الذي تباطأ، كما حدث في الولايات المتحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى