الطريق السريع إلى الكارثة

كابي طبراني

تبدو أخبار لبنان اليومية منذ مدة وكأنها ورقة “نعوة” للوطن. فهي مليئة بأنباء الصراعات السياسية حول تعيينات الدولة، وإنتخاب رئيس للجمهورية، وشلل أعمال البرلمان ومجلس الوزراء، إضافة إلى تداعيات الأزمة السورية على البلاد. إن واقع وصول الوضع إلى هذا الدرك والمستوى من السياسة التي تسيطر عليها المنافسات القبلية والفئوية والطائفية يوضّح ويفسّر لماذا لم يعد الكثير من الناس يكترثون تماماً بتتبع آخر “التطورات”.
ولكن مستقبل 4 ملايين لبناني بات على المحك وفي خطر، حتى لو كان السياسيون يجهلون أو لا يوضّحون الحقيقة بأن إقتصاد البلاد يتجه نحو الهاوية (إقرأ موضوع الغلاف ص20).
إن الوضع السياسي المتوتّر، الذي يؤدي إلى وضع أمني مقلق، يعني أن موسم السياحة الصيفية سيكون مخيباً للآمال مرة أخرى، ومصداقية بيروت مع العالم الخارجي آخذة في التقلّص، وهذا يعني أن هناك شهية أقل وأقل للإستثمار في لبنان.
ينبغي أن يتذكّر ويعلم اللبنانيون أن مشاكل السياحة والإستثمار الأجنبي ليست متوقّفة فقط على الأجانب القلقين الذين “لا يفهمون” لبنان؛ فقد ثبط حماس الكثير من اللبنانيين في الشتات بسبب الوضع. وهؤلاء بالطبع سينتهي بهم الأمر إلى إلغاء زياراتهم السنوية أو فقدان الإهتمام في ممارسة الأعمال التجارية في “الوطن”.
إن المواعيد النهائية لإجراءات القروض ومشاريع المؤسسات الدولية تقترب؛ وإذا إستمر الشلل السياسي، فإن المساعدات والأموال ببساطة ستذهب إلى بلدان أخرى تنتظرها وتستحقها حيث أن سياسييها يعرفون واجباتهم.
قطاع النفط والغاز ربما كان الطفل المدلّل لهذا الوضع؛ إن العقلية التي عيّنت الأولوية للمشاحنات والتنافس والفساد على حساب المصلحة الوطنية تعني أن الشعب اللبناني سينتظر طويلاً الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة منذ سنوات.
إن إستمرار التأخير في أي عمل جدي في قطاع النفط والغاز يمكن أن يكون الضربة القاضية للإقتصاد التي كان يخشاها اللبنانيون منذ سنوات.
ويلٌ لأمة يحكمها جهلة وأنانيون وفاسدون …من دون مساءلة أو محاسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى