الدعم غير المشروط للجيش اللبناني أمرٌ حيوي

كابي طبراني

أفادت مصادر عسكرية لبنانية أخيراً أن قيادة الجيش في “اليرزة” تلقّت إتصالاً من السلطات الفرنسية المعنية أبلغتها في أنها ستبدأ بإرسال دفعة من الأسلحة التي يحتاج اليها الجيش والتي كان قدّم بها لائحة الى الفرنسيين.
وعُلِم أيضاً أن الجيش قد إستفاد كثيراً في معركته على الحدود مع المتشدّدين الإسلاميين من المساعدات الأميركية التي تسلّمها، وهي من الهبات الدورية التي تصل قيمتها سنوياً الى مئة مليون دولار، وبلغت في العقد الأخير ملياراً ومئتي مليون دولار أميركي. كما إستفاد من الأسلحة والذخائر التي تأمَّٰنت له بسرعة، من خلال الحصّة المخصّصة له في هبة المليار دولار التي قدّمتها المملكة العربية السعودية بعد معركة عرسال، وهي 550 مليون دولار أميركي.
من الواضح أن الدعم اللوجيستي والمالي للجيش اللبناني أمرٌ حيوي في الوقت الراهن، فيما هو يواجه ويكافح الإسلاميين المتشدّدين على الحدود مع سوريا، ولكن الأهم هو في أن يتلقّى أيضاً دعماً واسع النطاق من جميع قطاعات المؤسسات السياسية في لبنان.
كل الطوائف والأحزاب والأديان والهيئات المدنية، من جميع المناطق اللبنانية، يجب أن تنضم وتتوحّد معاً لإعطاء دعمها الكامل والثابت للجيش اللبناني في مواجهة التهديد الذي يمثّله المتشدّدون التكفيريون من تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، وهو تهديدٌ ليس موجهاً ضد مجموعة معيَّنة من اللبنانيين، ولكنه يشكّل خطراً يهدّد كل لبناني، ويعرّض أمن وإستقرار البلاد ككل للخطر.
ومن الضروري أيضاً أن يُسمَح للجيش بالتركيز على المهمّة التي هي في متناول اليد، ولا ينبغي أن يجد نفسه متورّطاً في المشاكل الصغيرة، سواء كان ذلك صراعات مسلّحة في الأحياء، وفتح الطرقات، أو التعامل مع ردود وتداعيات الفيضانات والعواصف.
إن مختلف المؤسسات الأخرى في البلاد، من قوى الأمن الداخلي، والدرك، إلى الدفاع المدني … يجب أن تكثّف جهودها وتقوم بوظائفها، وتترك الجيش لكي ينفرّغ ويقوم بالتركيز على محاربة أولئك الذين لديهم الرغبة في إدخال الارهاب من سوريا عبر الحدود.
في حين أن بعض التقارير قد لمّح إلى إحتمال وقوع هجوم من قبل التكفيريين مع بداية الربيع وذوبان الثلوج على الجبال، فإن الجيش اللبناني قام بعمل عسكري إستباقي في الأيام الأخيرة حيث سيطر على تلتين إستراتيجيتين، الأمر الذي يجعل من المرجح أن يأتي أي هجوم، إذا كان هناك واحدٌ، من القوات المسلحة اللبنانية نفسها. الواقع أن المتشدّدين هم الآن إلى حد كبير في موقف دفاعي، وقد حقق الجيش إنجازات هائلة.
مع الدعم التكتيكي والمعنوي والسياسي الصحيح والحقيقي، ليس هناك شك في أن الجيش اللبناني سوف يقوم بما هو مطلوب منه الآن. وقد أثبت ذلك في طرابلس وأخيراً في البقاع، على الرغم من خسارته للعديد من أفراده، ويستطيع إثبات نفسه مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى