ملحمة الفساد المرعبة في كازينو لبنان

بيروت – رئيف عمرو

الملحمة الحزينة لكازينو لبنان هي حالة نموذجية للفساد في لبنان، وهي واحدة ينبغي أن تُستخدَم لكشف حالات مماثلة من الهدر والإحتيال المنتشرة في العديد من المؤسسات الأخرى التي تديرها أو تشرف عليها الدولة.
كان الموظفون المهدّدون بالفصل من الكازينو تحت أضواء وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، ولكن ما يستحق حقاً الإنتباه وإلقاء الضوء عليه في هذه القضية هو السلوك الشائن للسياسيين والمسؤولين اللبنانيين الذين إستخدموا المؤسسة لسنوات كإقطاعية شخصية.
لبنان بلدٌ صغير، وهذا يعني أنه من الصعب إخفاء الحكايات الفاحشة من الإستخدام الوهمي إلى الأبد. بعض موظفي الكازينو تلقى وظائفه مجاملة من السياسيين والمسؤولين، وكثير منهم تلقى رواتب مُجزية مقابل عدم القيام بأي شيء على الإطلاق. المرة الوحيدة التي تطأ أقدام بعض هؤلاء “الموظفين” أرض الكازينو كانت للحصول على رواتبه، في حين أن بعض الذي هاجر إستمر في تلقي شيكات رواتبه في الخارج.
في بعض الحالات، كانت الرواتب التي يتقاضاها هؤلاء الناس هي أعلى من تلك التي يحصل عليها كبار مسؤولي الدولة، في حين أن الجمهور يسمع الآن عن صفقة تعويضات وإنهاء خدمة قد تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات، لأشخاص لم يعملوا حتى يوماً واحداً.
السبيل الوحيد لتصحيح الوضع يكمن في القيام بإصلاح جذري، من النوع الذي يغطّي الكازينو والعديد من هيئات القطاع العام أو شبه العام الأخرى حيث تم التسامح مع هذا النوع من الإنتهاكات لفترة طويلة جداً.
الواقع أن الفوضى الدنيئة في الكازينو ما هي إلا غيض من فيض. وفيما الأمر سهل على اللبنانيين أن يجدوا قصصاً مماثلة في مؤسسات أخرى، فإنه من الصعب جداً إيجاد سياسيين هم على إستعداد لمعالجة هذه القصص المُرعبة.
آخ يا بلدنا!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى