إيران حدّدت أولوياتها الإقتصادية بوضوح

طهران – هشام الجعفري

بالنسبة إلى إقتصاد في خضم ركود حاد، يبدو أن إيران ليست لديها صعوبة في العثور على المال لزيادة إنفاقها على الدفاع. الرئيس حسن روحاني الذي وصف الموازنة بأنها “بارعة وواقعية” زاد في الواقع الإنفاق العسكري بأكثر من الثلث في السنة المالية المقبلة، على الرغم من أن الاقتصاد تقلّص بنسبة 8.6 في المئة في العامين الماضيين.
وبالنظر إلى أنه من المتوقع أن يستمر الإقتصاد الإيراني في التقلّص، ومع إنخفاض أسعار النفط دون مستوى ال70 دولاراً للبرميل الذي على أساسه وضعت طهران توقعات أرباحها، فإنه من الطبيعي أن يُطرح السؤال: ما هو الهدف من هذه الزيادة الكبيرة في الإنفاق الدفاعي؟
الموازنة ككل هي ستة في المئة أكثر من العام الفائت، ولكن المجموع هو أقل من حيث القيمة الحقيقية بعد إحتساب معدل التضخم الكبير في إيران. ولكن هذا يجعل زيادة نسبة 33.5 في المئة في الإنفاق العسكري – معظمه سوف يذهب إلى الحرس الثوري – أمراً جديراً بالإهتمام.
الإستنتاج الواضح هو أنه حتى تستمر إيران في المفاوضات بشأن برنامجها النووي مع مجموعة الخمسة زائد ألمانيا، فهي تستعد لعلاقات أكثر عناداً في المستقبل. وهذا يشمل خلق رادع ضد التهديدات من إسرائيل والولايات المتحدة والمسلحين السنة في شكل مخزونات من الصواريخ والقذائف والأسلحة التقليدية الأخرى.
هل إيران ببساطة تغطّي قواعدها في حين لا تزال تنوي وتتوقع التوصل إلى إتفاق مع أعضاء مجلس الأمن الخمسة زائد ألماتيا؟ إذا كان يمكن أن يتم التوصل الى إتفاق، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تخفيف العقوبات الدولية التي كانت مصدر الكثير من الألم الإقتصادي للبلاد. إن أي صفقة تمكّن إيران للعودة إلى النمو سوف تهدّىء من السخط المتزايد ضد القيادة، وتريح عامة الناس الذين تحمّلوا العبء الأكبر من المشاكل الاقتصادية.
من ناحية أخرى، نظراً إلى الألم الذي سيضيفه الإنفاق الدفاعي إلى قطاعات أخرى من المجتمع الإيراني، فإنه يمكن أيضاً أن يكون علامة على أن “الجمهورية الإسلامية” لا تتوقّع أي إتفاق يخرج من المفاوضات النووية. بدلاً من ذلك إن طهران تستعد لليوم عندما يسعى لاعبون آخرون في المنطقة إلى تحقيق أهدافهم من خلال القوة ما لم يتمكنوا من الحصول عليه على طاولة المفاوضات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى