نفدت الأعذار

من المعروف أن الفصائل السياسية في لبنان تقليدياً تتطلع إلى العالم الخارجي عندما يتعلّق الأمر بإجراء إنتخابات وطنية. وهذا العام لم يكن شاذاً، فقد إستغلّ الأفرقاء الإضطرابات الإقليمية لإيجاد العذر لتأجيل الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية على حد سواء.
الحرب في سوريا، وحالة العلاقات بين طهران والرياض، والمفاوضات بين القوى الغربية والجمهورية الإسلامية بشأن البرنامج النووي الأخير، هي “المبررات” الرئيسية التي قادت إلى مثل هذه الأفعال.
لكن لحظة الحقيقة على جبهة بالغة الأهمية تقترب. الموعد النهائي بالنسبة إلى الإتفاق على البرنامج النووي الإيراني يحلّ في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، ويتوقّع الكثيرون أن تنجح المحادثات.
من ناحية أخرى، يشير المراقبون والمحلّلون إلى صمت الولايات المتحدة بالنسبة إلى التقدّم الذي حقّقه المتمرّدون الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن، وعدم وجود ضغوط أميركية جدّية على الرئيس السوري بشار الأسد فيما الغارات الجوية تستهدف أفراد الجماعات الإسلامية المتطرفة في بلاده. كما أن خطة واشنطن لزيادة عدد المستشارين العسكريين في العراق إلى 1500 عنصر، كجزء من هذه الحملة عينها، لم تكن ممكنة على الأرجح لو لم تكن هناك موافقة ضمنية إيرانية عليها.
علاوة على ذلك، تَوَاصَلَ الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر رسالة سرّية مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في إيران في محاولة للتوصل إلى تفاهم، في حين أكّد رئيس البرلمان الإيراني علي لارجاني علناً بأن بلاده لا تسعى إلى الحصول على سلاح نووي.
كل هذا يعني أن السياسيين اللبنانيين على الأرجح سوف يفقدون أحد أهم أعذارهم بالنسبة إلى عدم إتخاذ أي إجراء، ويجب عليهم في هذه الحالة أن يعدّوا أنفسهم لتداعيات هذا الحدث المُحتَمل لتغيير قواعد اللعبة، إذا كانت هناك صفقة أم لا.

“أسواق العرب” في عامها الثالث
تدخل “أسواق العرب” مع هذا العدد سنتها الثالثة على أمل الإستمرار في سياستها المستقلة والتطور الدائم على كل الصعد، واعدة القراء الأعزاء بمفاجآت سارة لهذا العام أهمها تطوير موقعها الإلكتروني ونقله إلى الخطوة التالية النوعية التي وعدنا بها، وإصدار المجلة باللغتين الإسبانية والبرتغالية لإقتحام أسواق أميركا اللاتينية خلال السنة الجديدة، علماً أننا أصدرنا العدد صفر من الطبعتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى