عندما يتحوّل الغذاء إلى كابوس

بيروت – سمير الحلو

لم يتوانَ وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور في المؤتمر الصحفي الذي عقده أخيراً عن تسمية الأشياء بإسمائها وفضح المؤسسات الغذائية اللبنانية التي تتعامى ولا تتقيد بشروط النظافة. لقد كشف عن أسماء 38 مطعماً ومؤسسة مخالفة تبيّن أنها تبيع لحوماً ومأكولات فاسدة، اذ قام بنشر أسماء تلك المؤسسات “حفاظاً على صحة المواطنين”.
وقال في المؤتمر الذي تناول فيه سلامة الغذاء، “تبين لنا بعد حملة لمراقبة سلامة الغذاء في جميع المحافظات أن لقمة اللبناني مغمّسة بالأمراض و”الميكروبات” ورقابة الدولة قاصرة في هذا السياق”.
وأشار الى أنه تم الكشف على 1005 مؤسسات على جميع الاراضي اللبنانية وتم أخذ 3600 عينة أُرسلت الى مختبرات وزارة الزراعة”، كاشفاً أن “المخالفات التي وُجدَت جسيمة، وأن اللبناني لا يعرف ماذا يأكل”.
إن هذا الاعلان – والغضب الشعبي اللاحق – يحتاج الآن إلى الرسملة عليه.
كان هناك العديد من الفضائح الغذائية خلال السنوات الأخيرة في لبنان، حيث تحوّل التسمم الغذائي، والمضبوطات الروتينية للحوم التي إجتازت تاريخ إستعمالها وغيرها من المنتجات التي عفا عليها الزمن شكوى شائعة، ولكن هذه الفضائح التي أعلن عنها الوزير هي على مستوى آخر.
لفترة طويلة جداً عرف اللبنانيون أن الطعام الذي يشترونه في محلات السوبر ماركت والمطاعم هو بعيد من أعلى مستويات شروط النظافة، ولكنهم عرفوا أيضاً أن الدولة بدورها لم تفعل أي شيء بالنسبة إلى ذلك، كما أنها لم تحذّرهم. قد يكون من المطمئن أن نعتقد أن أصحاب المؤسسات في بيروت قد إهتموا حسب الأصول بهذه المسألة قبل إعلان القائمة من قبل الوزير، ولكن هذا من غير المرجح، نظراً إلى عدم كفاية العقوبات التي يتلقاها أولئك الذين ينتهكون معايير السلامة الغذائية.
في حين أن الشعب اللبناني كان ملتهياً بالتسييس المعتاد القذر والشتائم، يجب على الناس أن يستيقظوا ويتّحدوا في خوفهم من هذه الحالة المثيرة للإشمئزاز التي وصلت إليها الأمور، الأمر الذي يؤدي بنا حرفياً إلى تسميم أنفسنا وأطفالنا.
ينبغي أن لا تكون هذه التحقيقات حول سلامة الأغذية لمرة واحدة فقط جراء حدث واحد، ولكن يجب أن تحدث بإنتظام، بحيث لا ينبغي أن يعيش من يتاجر بهذه المنتوجات الفاسدة حياة سهلة، إذ أنه يجب أن يعلم ويتعلّم بأن حياة اللبنانيين اليومية هي بين يديه مع موقفه “الشيطاني” بالنسبة إلى إنقضاء المواعيد وتخزين النفايات البشرية.
يجب على جميع اللبنانيين الآن العمل معاً للمطالبة بتحديث القوانين، ومواصلة الجهود للقضاء على هذا الوضع المروع الذي إبتلى به لبنان لفترة طويلة جداَ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى