على إيران الإبتعاد من التدخل في السياسة اليمنية

صنعاء – أحمد العوضي

فيما يركّز العالم إهتمامه على تنظيم “الدولة الإسلامية” أو “داعش”، فإن مجموعة أخرى أصبحت أكثر جرأة بشكل هادىء – المتمردون الحوثيون في اليمن. منذ سيطرتهم على صنعاء في الشهر الفائت، دفع المتشددون الشيعة البلاد إلى الهاوية. وقد تفاقم الوضع بعد رفض الحوثيين الإنسحاب من العاصمة على الرغم من موافقتهم سابقاً على القيام بذلك عندما يُعيَّن رئيس وزراء محايد. وكما أفادت المعلومات الصحافية أخيراً، فإن المسلحين تشبّثوا الآن بموقفهم أكثر بعدما سمّى رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، أحمد عوض بن مبارك رئيساً للوزراء، مدّعين بأن تعيينه جاء ضد “إرادة الأمة”. وبناء على ذلك إستقال مبارك على الفور.
أي شخص يعتقد أن الحوثيين يعملون لمصلحة اليمن هو مخطئ. إنهم لا يملكون حتى الحق في التحدث بإسم كل الشعب اليمني. بدلاً من ذلك، إن إستراتيجيتهم القائمة على الحفاظ على الوضع في البلاد غير مستقر سياسياً يذكّر بتكتيكات “حزب الله” في لبنان. على الرغم من كون عددهم صغيراً، يحاول الحوثيون الإستفادة من ضعف الحكومة. وكما يفعل “حزب الله” في لبنان، فإنهم يستخدمون الأسلحة لممارسة القوة غير المتناسبة ضد الدولة. وقد حذّر خبراء ومحلّلون من أنه حتى إذا تم التوصل إلى إتفاق سياسي مع الحكومة فسيكون ذلك بلا معنى لأن الحوثيين يرفضون تسليم أسلحتهم.
في مقابلة في وقت سابق هذا العام مع صحيفة “الحياة” السعودية التي تصدر من لندن، إتهم الرئيس هادي “حزب الله” بتقديم المشورة والتدريب للحوثيين. ومن المعروف أن كلّاً من الحوثيين و”حزب الله” يتمتع بدعم من إيران، التي تستخدم اليمن كمنصة للتخريب وتشكيل تهديد للمملكة العربية السعودية، المنافسة الرئيسية لها في المنطقة. ولتحقيق المزيد من طموحاتها في العالم العربي بهذه الطريقة، فقد إستهدفت طهران دولاً غير مستقرة مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث أنها تسعى إلى خلق نظام جديد.
مع ذلك، ينبغي على إيران أن تعرف كيف أن الصراعات بين القوى السنية والشيعية قد غذّت الحرب الأهلية السورية التي تهدّد بتغيير خريطة الشرق الأوسط، والتي أثارت العنف الذي فكك العراق، وأعادت إحياء الشبكات الجهادية العابرة للحدود الوطنية التي تشكل تهديداً خارج المنطقة. قبل أيام فقط، إستهدف هجوم إنتحاري في صنعاء نقطة تفتيش تابعة للحوثيين حيث قتل 43 شخصاً – أحد أسوأ الهجمات منذ إنطلاق الثورة. وهذه النتائج لن تفيد أحداً. إن إيران تلعب بالنار، وكما هو الحال دائماً، أولئك الذين يحترقون هم أهل المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى