اللجوء السوري بات كابوساً على لبنان

لم تضرب ازمة اللجوء السوري لبنان أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً فحسب، بل ساهمت كذلك في الإجهاز على ما تبقى من موارده الطبيعية وبناه التحتية لتتفاقم تاليا ازماته البيئية وتتحول عبئاً متنامياً خصوصاً أن عدد اللاجئين وصل الى 37% من إجمالي العدد في مختلف أنحاء المنطقة اذ يستضيف لبنان ما مجموعه 1,4 مليون لاجئ. وتشير التقديرات الى ان العدد سيرتفع الى 1,8 مليون في حلول كانون الاول (ديسمبر)، ما يعكس نمواً متسارعاً لسكان لبنان كان متوقعا لسنة 2041 ويشكل عبئاً ثقيلاً على الموارد البيئية الهشّة اصلاً
وضعت وزارة البيئة تقييماً بيئياً للأزمة وثّقته بالأرقام، وحدّدت أولويات التدخل بتمويل من الإتحاد الأوروبي وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد اطلقت أخيراً من السرايا تقريرها عن “تقييم أثر الأزمة السورية على البيئة في لبنان وأولويات التدخل”، في حضور وزير البيئة محمد المشنوق. وشمل التقييم 4 قطاعات: إدارة النفايات الصلبة، وإدارة المياه ومياه الصرف الصحي، ونوعية الهواء وإستخدام الاراضي والنظم الايكولوجية. بالنسبة الى الاثر البيئي على مستوى ادارة النفايات الصلبة، من “المتوقع ان تبلغ كمية النفايات الصلبة الاضافية التي ينتجها اللاجئون نحو 324,000 طن سنوياً في حلول أواخر 2014، ما يوازي 15,7% من النفايات التي كان ينتجها اللبنانيون قبل بداية عملية اللجوء”. ويتجلّى تأثير الكمية الإضافية في “إرتفاع الضغط على البنية التحتية الحالية لإدارة النفايات الصلبة، وتدهور الأوضاع الصحية وشروط السلامة حول المكبات، وزيادة الاخطار الناجمة عن النفايات الطبية خصوصا وان 18% منها يتم التخلص منه دون اي معالجة مسبقة، إضافة الى توسع المكبّات وعمليات الحرق العشوائية في الهواء الطلق، ما يؤدي الى زيادة تلوث الارض والتربة والمياه السطحية والجوفية”.
يقدر التقييم زيادة الطلب على المياه لتلبية حاجات اللاجئين “ما بين 43 و70 مليون متر مكعب في حلول نهاية 2014، اي ما نسبته بين 8% و12% من الطلب على المياه على المستوى الوطني”. ويشمل تأثير الازمة السورية على الموارد المائية “زيادة الضغط الحالي على الموارد المائية وتدهور جودة المياه. فيما تشير التقديرات الى ان الزيادة في كمية المياه المبتذلة الناتجة من اللاجئين سوف تصل الى 34 – 56 مليون متر مكعب مع نهاية 2014، بما يوازي إرتفاعاً في مجموع المياه المبتذلة المنتجة على الصعيد الوطني يراوح ما بين 8% و14%. ويشمل تأثير الازمة السورية على إدارة المياه المبتذلة، زيادة نسبة التلوث نتيجة عمليات تصريف المياه المبتذلة، وإرتفاع الآثار البيئية والصحية الناجمة عن تصريف هذه المياه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى