الجيل الجديد من الصناعة في السعودية

الرياض – سمير الحسيني

تعيش المملكة العربية السعودية حالياً في طور تشهد فيه الأثر الإجتماعي – الإقتصادي لثورة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات لديها. فيما معدل إنتشار الهاتف الثابت إرتفع ببطء، ووصول تكنولوجيا الهاتف النقال، فقد توسع القطاع من حيث التغطية. وقد زاد إنتشار الهاتف المحمول من 60 في المئة في العام 2005 إلى ما يقرب ال200 في المئة الآن. إن شركة الإتصالات السعودية وحدها تسيطرعلى حوالي 57٪ من حصة السوق، وهي أكبر مشغل مع بعض الهوامش. على جانب الإنترنت “البرودباند” فقد زاد تغلغلها من لا شيء في العام 2005 إلى أكثر من 50 في المئة الآن، حيث أن “سعودي نت” التابعة لشركة الإتصالات السعودية مسؤولة عن إدارة 91 في المئة من حركة المرور على الإنترنت في جميع أنحاء البلاد. وهذا يترجم مساهمة صافية كبيرة جداً في تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في المملكة العربية السعودية. الواقع أن الأخيرة لم تساهم فقط في الصناعة من حيث زيادة الاختراق، ولكن فعلت ذلك مع كفاءة كافية لدرجة أنه صارت ثامن مشغل الأكثر ربحية في العالم.
يُنظر إلى المملكة العربية السعودية بشكل واضح في جميع أنحاء العالم باعتبارها الاقتصاد القائم على النفط مع عدد قليل من الصناعات الأخرى المزدهرة بالمثل. ولكن في السنوات الأخيرة، وصل قطاع الإتصالات إلى الساحة باعتباره البطل الحقيقي للتقدم. وقد ساهمت رؤية مشتركة بشكل كبير في تحقيق النمو في هذه الصناعة في المملكة، وتحديداً شركة الإتصالات السعودية. تريد الحكومة السعودية تطوير المعرفة والإقتصاد الرقمي وشركة الإتصالات السعودية تشاركها الرؤية عينها، لتمرير فوائد التكنولوجيا إلى الجميع. هذه الرؤية للوصول إلى الجميع تعني أن تغطية شبكة الهاتف النقال لشركة الاتصالات السعودية وصلت فوق 90 في المئة مع تجاوز مستويات إنتشار تكنولوجيا الجيل الرابع (4G) للهاتف النقال ال80 في المئة أيضاً.
إن التغطية والإختراق حاسمان لأنه، وفقاً لدراسات مختلفة، بزيادة 10 نقاط مئوية في نسبة إنتشار الهاتف المحمول يزيد على المدى الطويل (للفرد) معدل النمو للبلدان النامية بنحو 0.6 نقطة مئوية سنوياً. عندما بدأت شركة الاتصالات السعودية في العام 1998، كان التركيز الرئيسي على خط الهاتف الثابت. كان لا يمكن لأحد أن يتوقع في حينه أنه بعد 15 عاماً بأن تقوم شركة الإتصالات السعودية بخدمة قاعدة عملاء مؤلفة من أكثر من 170 مليون نسمة.
وقد ساعد تبصّر شركة الإتصالات السعودية في تحويل المملكة العربية السعودية من صحراء إلى واحة إتصالات شبكية في فترة قصيرة من الزمن، تخدم جميع أنواع العملاء من خلال حلول مخصّصة. وتمتلك الشركة قاعدة عملاء واسعة جداً، وليس فقط من حيث العدد ولكن أيضاً من حيث القطاعات. الأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التكتلات التجارية الضخمة متعددة الجنسيات وكذلك الحكومات، كلها عملاء شركة الإتصالات السعودية في شكل أو في آخر.
النظر إلى الإستثمار الكلي في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي قامت به المملكة العربية السعودية، فإن نسبة ضخمة تبلغ 70 في المئة من هذا الاستثمار تأتي من الإتصالات. وقد لعبت الشركات، مثل شركة الاتصالات السعودية، التي تحتل مرتبة بين كبرى الشركات ليس فقط في المنطقة بل في العالم، من حيث إعتماد التكنولوجيا الحديثة والربحية ورؤية للمستقبل، دوراً رئيسياً في تطوير أحدث بنى تحتية في السعودية. حسب التقديرات، فإن إجمالي القيمة المضافة من قطاع الإتصالات، والذي يتألف من شركات تقدّم خدمات الإتصالات، مثل شركة الاتصالات السعودية أو غيرها من مشغلي شبكات الهاتف النقال، حوالي إثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وحوالي أربعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. في العام 2009 وحده، خلق الإستثمار في قطاع الاتصالات فائدة اقتصادية إجمالية بلغت نحو 60 مليار ريال (16 مليار دولار).
السوق السعودية في الوقت الحالي هي سوق تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وشركة الإتصالات السعودية، من خلال جودة بنيتها التحتية وتطور محفظة منتوجاتها تهدف وتسعى إلى المساهمة بشكل كبير في هذا المستقبل المثير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى