تأثير جراحة أنجلينا جولي في النساء

عندما أعلنت أنجلينا جولي عن جراحتها لمنع وصول جحافل السرطان إليها بسبب الإستعداد الوراثي، فقد شجّعت نساء أخريات لإجراء الفحوصات الطبية أيضاً، كما تفيد إحدى الدراسات.
في العام 2013، أعلنت الممثلة أنجلينا جولي أنها خضعت لعملية إستئصال وقائي مزدوجة للثدي لأنها كانت حاملة طفرة الجينة “BRCA1″، الأمر الذي يضعها في خطر كبير جداً للإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض. وكان لجولي أيضاً تاريخ عائلي من هذه السرطانات.
بعد فترة وجيزة، من وضع مجلة “تايم” على غلافها – “تأثير أنجلينا” – حيث عالجت المجلة الأميركية كيف يمكن أن يكون تأثير قرار النجمة الأميركية في النساء اللواتي يحملن الجينتين “BRCA1” و “BRCA2” الخطيرتين، وبالتالي قد يكنّ في خطر من الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض. الآن، في دراسة جديدة قُدّمت في ندوة لسرطان الثدي 2014 أكّدت على أن تأثير أنجلينا حقيقي في الواقع.
لقد عمل معدّو الدراسة على مراجعة إستعادية لسجلات في مركز للسرطان في كندا، وإكتشفوا أنه في الأشهر الستة التالية لجراحات جولي التي حظيت بتغطية إعلامية مكثفة، فإن الفحوصات والمشورة حول الإختبارات الجينية تضاعف مرتين تقريباً. وقارن الباحثون عدد جلسات المشورة والفحوصات خلال ستة أشهر قبل وبعد إعلان أنجلينا، فوجدوا أن عدد النساء اللواتي طُلب منهن رؤية مستشارين وراثيين قبل الأطباء زااد 90٪، وإرتفع عدد النساء اللواتي تأهلن للإختبار الجيني 105٪. ويقول الباحثون أن هذا أدى إلى زيادة شقين في تحديد جينات “BRCA1” و “BRCA2” حاملات التحور.
“بعد الإعلان عن قصة أنجلينا جولي، صار الأطباء ربما أكثر إستباقية وإستقبلوا المزيد من المرضى؛ في الوقت عينه، كان المرضى أكثر عرضة لطلب وإلتماس المشورة الوراثية “، قال كاتب الدراسة الدكتور جاك رافائيل، وهو زميل سريري في مركز “سونيبروك أوديت للسرطان” في تورونتو، كندا، في بيان.
وتتفاوت التقديرات، ولكن طفرات جينات “BRCA1” و “BRCA2” قيل بأنها تضاعف خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي بنسبة أكثر من 50٪. وهناك فقط حوالي 2 إلى 4 من كل 1،000 امرأة تحمل طفرة جينية (يمكن أن تكون لدى الرجال أيضاً) وهي أكثر شيوعاً بين النساء اللواتي كانت لأسرهن سوابق في سرطان المبيض والثدي، فضلاً عن الناس الذين هم من أصل يهودي أشكنازي.
جولي ليست النجمة المعروفة الوحيدة التي كان لها تأثير صحي. في العام 2000، خضعت الشخصية التلفزيونية كاتي كوريك إلى فحص القولون بالمنظار عبر بث تلفزيوني مباشر حي، الأمر الذي أدّى الى تصاعد أكثر من 20٪ من طالبي فحص القولون بالمنظار في الولايات المتحدة (أطلق على الموجة آنذاك “تأثير كاتي كوريك”).
إن هذه الدراسة الأخيرة، رغم أنها صغيرة، تشير إلى أن إعلان جولي والتغطية الإعلامية الناتجة شجعت المزيد من النساء على إختيار الإختبار الوراثي — وأن الشخصيات البارزة -مثل جولي وكوري- يمكنها أن تؤثر على كيفية نظر النساء إلى صحتهن بطرق حقيقية قابلة للقياس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى